كارمن 19
انت في الصفحة 4 من 4 صفحات
جده معهم وانطلق بالسيارة بأقصى سرعة لحقت بهم سيارة أخرى بها عدد من خفر الحاج عبد الرازق من يعملون على حراسة الدوار.
وقفت وداد تهتف بصړاخ ان يطمئنوها علي ابنتها. انتظرت قليلا حتى ابتعدت السيارت ثم عادت الي داخل الدوار وصعدت الي الاعلي بخطوات مسرعة.
كانت كارمن تقف امام النافذة پخوف بعد استماعها الي صړاخ وداد وابنتها ولم تتمكن من الخروج من الغرفة كما أكدت عليها وداد.
همي معايا بسرعه خليني اهربك عشان تلحقي تبعدي عن البلد قبل ما يرجعوا.
اقتربت منها كارمن وهمست پخوف
هو ايه اللي حصل انا سمعت صوت صړيخ كتير بس خۏفت اخرج من هنا!
هتفت بها وداد بصرامة
مش وقته يا بنت صادق! همي معايا بسرعة عشان اطلعك من باب الدوار اللي ورا.. مفيش خفر عليه.. كلهم راحوا ورا ابويا.
رمقتها وداد بغضبه وصدح صوتها المرتفع
همي يا بنت صادق خلصيني.
أومأت برأسها بالايجاب وذهبت معها وجسدها يرتجف من شدة الخۏف والتوتر.
اخذتها وداد الي الباب الخلفي للدوار وقامت بفتحه لتقابلها الرياح القوية بالخارج وظلام دامس ليس له نهاية. شهقت كارمن پخوف وخفق قلبها بقوة
هتفت وداد بجمود وهي تشير للارض المقابله للباب الخلفي
هتمشي من الارض اللي قدامنا دي على طول.. في نهاية الارض هتلاقي الطريق العمومي ومنه هتلاقي اي عربية اركبي فيها تاخدك علي اي بلد بعيد عن هنا.
نظرت كارمن الي الظلام الدامس پخوف وهلع لا تستطيع رؤية شئ في هذا الظلام. دفعتها وداد بقسۏة الي خارج الدوار لكي تتحرك وتركض سريعا قبل ان يعود فراج مع جده وازهار. شهقت كارمن اسفل المطر المتساقط فوقها بغزارة تحدثت إليها وداد پغضب
وقفت تبكي پخوف صړخت بها وداد بقسۏة ارتجف جسد كارمن وتحركت بخطوات مرتبكة والامطار تتساقط فوقها والظلام يحاط بها لا ترى شئ حذرتها وداد بصوت حاد
لو رجعوا قبل ما تبعدي عن البلد فراج هيلحقك وهيتجوزك ڠصب عنك ومش هتعرفي تهربي منه تاني.
اغمضت عيناها پخوف عليها محاربة خۏفها والهرب مسرعة من هذا الزواج. رأت رشيد بخيالها وهو يقترب منها ويأخذ يديها لكي تركض وتبتعد عن هنا. فتحت عيناها وركضت مسرعة وسط الاراضي الزراعيه اسفل الامطار التي تزداد في التساقط.
ربنا يستر وتعرفي تهربي بعيد عن البلد يا بنت صادق قبل ما فراج يرجع ويعرف انك هربتي.
الساعة الحادية عشر مساءا.
وصل رشيد محافظة قنا مع صديقه خالد.
توقف القطار بداخل المحطة. ركض رشيد من القطار يبحث عن احد يسأله عن القرية التي يريد الذهاب اليها. لحق به خالد اسفل المطر وتحدث اليه بصوت متقطع من شدة برودة الطقس
نظر رشيد الي السماء وتحدث باصرار
المطر مش هيقف يا خالد..
ثم اضاف وهو يركض ليبحث عن وسيلة موصلات الي القرية التي توجد بها كارمن
قلبي هو اللي هيقف لو معرفتش ايه اللي حصل مع مراتي.
ركض خالد خلفه والامطار تتساقط فوقهما. توقف رشيد امام سيارة اجرة وتحدث الي السائق برجاء
لو سمحت انا
عايز اروح العنوان ده حالا.
اعطاه عنوان القرية نظر السائق الي العنوان وتحدث بقلق
بس مش هينفع نروح البلد دي في الجو ده يا استاذ! الاحسن لو تخليكم للصبح عشان مفيش حد هيرضى يوصلكم في الشتا ده!
زفر رشيد پغضب وتحدث باصرار
انا هديك اي مبلغ تطلبه بس لازم اروح البلد دي حالا.
حاول خالد تهدأته قليلا صړخ به رشيد وتحدث الي السائق بقوة وهو يعطيه الكثير من النقود
خد الفلوس دي كلها ووصلني هناك في اسرع وقت ممكن.
حدق السائق بالنقود بشغف واردف بثقة
تحت امرك يا استاذ.. اتفضلوا اركبوا وانا هوصلكم.
صعد رشيد الي داخل السيارة ومعه خالد. تحرك السائق بسيارته بحماس وهو يفكر بسعادة كيف ستكون ردت فعل زوجته من سعادة عندما يعود اليها ومعه هذا المبلغ الكبير من المال الذي حصل عليه اليوم.
ركضت وسط الحقول المظلمة وحبات المطر تتساقط فوقها بغزارة وجسدها يرتجف من البرد والخۏف ظلت تركض حتى كادت ان تتوقف انفاسها من الركض نظرت حولها وهي تبكي لم تجد نهاية لهذا الطريق المظلم تخشي ان يأتي الصباح وهي مازالت بنفس الطريق بلا نهاية الظلام يخيفها وصوت الأمطار الرعديه تزيد من الهلع بداخلها. تجمدت قدميها من الخۏف بكت وهي تضغط على قدميها بقوة وتبكي وتدعي ان لا يحدث معها ما حدث بالماضي عندما تعرضت لمثل هذا الخۏف والهلع عندما تم اختطاف الباص وهي بداخله. فقدت الشعور بقدميها تماما حتى سقطت على الارض الطينيه المختلطه بمياه الامطار.. ضړبت على قدميها بقسۏة وهي تبكي وتهمس پخوف
لا.. بلاش ده يحصلي دلوقتي.. انا لازم ابعد عن هنا.
اڼهارت وهي تبكي پخوف وجسدها يرتجف من شدة البرودة والخۏف الظلام مع الامطار الرعدية وسط الحقول بمفردها المشهد كان مرعب لها ليزداد الهلع بداخلها عندما استمعت صوت