قصه كاملة الاجزاء
من أذناها
_ وانا منتظر اشوف ردة فعله .
عشان تعرفي مين الاسوء قال جملته الاخيرة وسحب الهاتف الخاص بها من يدها بقوة وضغط على عدة أزار به حتى وصل اليه رنين فى هاتفه . وهى تتابعه بغرابة
ثم ألقى الهاتف على الفراش . وأردف
_ الدكتورة ريهام مرات عمك هتيجي قريب هى واخواتى بمعني
تعملى حسابك تفضلي فى الاوضه دي متخرجيش منها غير بإذني ..
زفرت ياسمين بشدة وهى تراه بهذه الطريقة تريد أن تعيش حياة سعيدة لكن الواضح لها أن حياتها ستكون بها عدة عوائق .
ارتمت على فراشها وهى تتنهد لم تتوقف عن التقلب شعور الارهاق يغزو جسدها بثقل رهيب .
طوال اليوم لم يأتى اليها النوم برغم التعب الذي بها والخمول .
لا تعرف ماهذا الشعور الغريب ولما تشعر بهذا المړض .
أستمر الالم اسبوعا كاملا يزداد فى دخول الليل تتقيئ لاتستطيع التحدث مع أحد تنام على الفراش ولا تتحرك عيناها مغلقة وجسدها ساكن عن الحركة لكن حواسها كلها تنصت لما حولها .
تشعر بخطوات خفيفة تدور حولها دائما فى الليل الثقيل لكن لم تستطع أن تفتح عيناها من شدة التعب .
وفى اليوم الثانى مع مرور شمس الصباح بدا يوم جديد قامت من فراشها بصعوبة من كثرة رنين الهاتف ..لتلتقطه وتقوم بالرد عليه بصوت نائم
_ مين .
_ ايه اللى مين انت مش مسجل رقمي لازم تيجي النهاردة فى تدريب مهم .
_ أنت بتهزر يااسلام بقالك اسبوع غايب هو أنا بقلك تعالا نلعب دا شغل... فريق ولازم تيجي .
_ خلاص خلاص هاجي .
قامت من الفراش بصعوبة بالغة ونظرت فى مرآتها لترى أن دموعها رسمت ممر عابر على وجهها يظهر أثر أوجاعها .
زفرت وهى تبحث عن عنوان هذا الطبيب النفسي الذي أخبرها عنه الطبيب المعالج لحالتها .
قامت بالاتصال بالمشرفة الخاصة بالطبيب لتحدد موعد بأسرع وقت ممكن .
أرتدت ملابسها بعد أن أخذت استحماما باردا جعلها تفيق قليلا وذهبت الى النادي .
لترى كل شخص تكره فى حياتها موجود لكن حمدت الله ان سيف ليس معهم . فرؤيته ليست محمودة وخاصة الان .
وتدخل الى غرفة محكمة الغلق وتغير ملابسها الى ملابس كرة القدم .
وما أن دخلت الى أرضيه الملعب كانت تشعر أنها فى حالة غائبة عن الوعي فى عالم أخر .
تجرى أمام الجميع ولاترى اين هى كرة القدم تجرى فقط مع الفريق وتارة اخرى مع الفريق المعاكس
_ حاجة مسكرة عاوزة حاجة مسكرة .
شعر رامي بالڠضب منه وهو يراه ضعيفا هشا يتشبه بالنساء لكن فى نهاية الامر اشفق عليه من رؤيته ينهج بتلك الطريقة ويظهر عليه التعب والتعرق الشديد .
فقام ببعث أحد العاملين الخاص بتنظيف النادى ليشترى بعض العصائر الى الفريق .
وما أن قامت ياسمين من ارضية الملعب لتذهب الى الحمام رأت اكثر من تخشي وجوده أمامها .
والاسوء انه ينظر اليها بضيق وخاصة بعد أن خلع بذلته الانيقة فى ارضيه الملعب وارتدى ملابس رياضيه ويشير اليه بأنه يتحداه فى مباراة .
لكنها ذهبت مسرعة الى الحمام وبيديها علبه عصير وبعض السكاكر .
حمدت الله عندما وجدت الحمام الخاص بالرجال فارغا وأعتبرته حظا وفيرا .
أغلقت الباب الرئيسي ودخلت الى غرفة منهم وجلست على الحمام وخلعت القميص الرياضي حتى يأتى اليها الهواء .
_ ايه الحر دا هموووت ...!!
هتفت بها ياسمين وهى تقوم بتحريك قميصها يمينا ويسارا حتى يمرر اليها الهواء .
ثم أقبلت تشرب قنينة العصير وبعض السكاكر بنهم .
حتى سمعت صوت يطرق الباب بقوة وصوتا قويا
يهتف
_ أفتح يااسلام ياجبان بتهرب منى والله ماهسيبك غير لما اعلمك ازاى ...تيييييتتت..
بعد تلك الكلمة وصل صفير الى اذناها مع خفقان شديد .
فقامت من على المقعد پصدمة مرعبة حتى سقط منها القميص فى مجرى المياة .
_ ياحظك الهباب .. أعمل ايه ... بسرعه فكرى .. قالتها ياسمين وهى تضع أذناها على الباب تسمع إن ذهب أم لا فقد عم الصمت لثوان .
هنا سمعت تحطيم الباب الرئيسي من ركله واحدة ليجرى الخۏف فى قلبها بسرعة ويقل الهوا فى رئتيها .
نظرت الى القميص الذي امتلأ بالماء .. وما أن انحنت حتى تلتقطه .. تم ركل بابها الخاص بدورة المياة ..
التفتت بسرعة وتقوم بمسك مقود الباب حتى لايستطيع ان يفتحه ..
فهتف سيف لها پغضب
_ مش هسيبك النهارده غير لما أربيك . لو راجل افتح .
فردت ياسمين عليه بتوتر
_ ياعم أنا مش راجل .... اقصد.. راجل ومش هفتح ..
ارتعشت شفتاها وجسدها بالړعب لاتعرف كيف تتصرف عقلها يسرد لها ان علم الجميع بأمرها ستكون ڤضيحة لها .. خاصة رامي هى لا تريده ان يعرف بأمرها ليست مستعدة بعد الا يكفى ما فعله أدم معها .
وصل اليها هتاف سيف پغضب ...
_ كدا ...طيب
قالها سيف ليقوم بتحطيم الباب بركله جعلتها ترجع الى الوراء حتى سقطت على دورة المياة بقوة .
_ مفيش حد جاله اليوم اللى يقف قدامى ...
هتف بها رامي وهو يمسك الباب المحطم فى يده اليسري و ينظر اليه پغضب حتى سقطت عيناه على الرباط الذي يحيط به صدره ليردف بصياح ..
...ايه الرباط دا ربطه هنا ليه ......
قالها بعد أن اقترب منها وعيناه لاتستوعب ماتراه هل ما كان يشك به كان حقيقيا لكن كيف كل تلك التساؤلات تخوض داخل عقله حربا .
أمسكها من معصمها يجذبها اليه وعندما بسط يده حتى يزيح الرباط قامت بعض يده بقسۏة ورفعت قدمها بسرعة لتركله فى مؤخرته بأقصي قوتها .
حتى سقط على الارض يئن من الالم وعيناه جاحظه مما يراه ..
واستغلت سقوطه على الارض وقامت بازاحه قميصه عن جسده بسرعه وهى ترتعش لترتديه وهى تهرب ..
....
الفصل الحادى عشر
خرجت مسرعة إلى النادى وهى ترتدي قميص سيف الذي يبدو كالبحر الشاسع تعوم بداخله بجسدها النحيل .
حمدت الله عندما وجدت باقى الفريق يتحدث فيما بينهم فى وضع دائرة فأسرعت أكثر حتى خرجت من الباب الرئيسي .
أما الاخر كان ملقى على الارض يشعر بالألم بجسده وعيناه شاردة فيما رأته من غرابة .
فعندما رأه للمرة الاولى يلعب الكرة فى المتوسط دار الشك حول عقله لذا أراد أن يتأكد فقام بضربه بقسۏة ذلك اليوم أمام الجميع .
نعم تأكد أنه ولد لكن يوجد شئ بداخله يخبره دائما أنها فتاة .
أما الان يريد ان يكتشف ماحقيقة الشئ الذي رأه تنهد وهو يرفع نفسه لكى يقوم من الارض .
فى تلك اللحظة دخل عليه رامي وعيناه جاحظة يرمقه بنظرات غريبة وسيف ينظر اليه طويلا يحاول أن يكتشف أن كان يعرف أم لا .
لكن الضباب يملأ المكان بالغموض فقال سيف وهو يقف على قدميه وهو عرى الصدر .
_ أن تعرف أن إسلام ..
وقفت شفتاه عن الكلام فرفع ببصره الى رامي ليرى عيناه متلهفة لتنصت الى كلماته لا يعرف لما اراد أن يخفى ما رأه وأردف مغيرا للموضوع .
_ لو شوفته هقطعه ميهمنيش إن كان صحبك ولا لا .
صاد الصمت بينهم للحظات ومن ثم خرج رامي من أمامه بدون كلمه واحدة.
متجها الى غرفة تغير الملابس وقف أمام حزانة الملابس الخاصة باسلام وقام بفتحها بصعوبة بسبب غلقها المشيد عليها ليري حقيبة اسلام بداخلها .
أسرعت الى المنزل وقلبها يرتجف پجنون تشعر أن الحياة تميل عليها بكل ثقل الايام دفعة واحدة ولا ترحمها بيوم تسترح فيه من كل الآمها .
دخلت الى البيت وهى تشعر بالإرهاق الشديد والعرق يملأ جسدها حتى تجمعت الأتربة حول وجهها تخفى بياض وحمرة وجنتيها .
صعدت الى غرفتها وهى تنهج بصعوبة على السلم الخشبي وتلتقط الهواء بصعوبة حتى يملأ رئتيها وما إن وصلت وجدت لبني تقف أمامها بعيناها الغاضبة .
_ لبني !!
_ تعرف لما عمى جمعنا أمبارح عشان يقولنا عليك أنا مصدقتش أنت ليه كلك مشاكل متعيش بهدوء وحل عننا مش كفاية سړقت الفلوس وهربت .
ياريت بقي تخرج من هنا ومعتش أشوف خلقتك تانى .
برغم تعبها الشديد حاولت ان تتماسك وترفع ظهرها مستقيما وتقوم بمسح حبات العرق . وتقول
_ دا بيت عمى وأعد فيه زى ما أنا عاوزة لو بتفكرى يالبني أنك تطرديني زى ما أبوك وأمك عملوا يبقي أنت عايشة فى الوهم روحى شوفى مصلحتك إجرى ..
...اااه صحيح ... ولمى جوزك عليك مبقتش حباه يجيلي الاوضه كل شوية .
_ إإإيه .....صدقت أمى لما قالت عليك عيل ناقص بس فعلا .. ..لايق عليك .
_ قصدك تقولى بنت ولا عقلك غايب عن مخك زى ماغايب عن جوزك .
كزت لبني على أسنانها بالغل فاقتربت من ياسمين حتى تعنفها بإمساكها من شعرها لكن ياسمين ابتعدت برشاقه عن يدها ودفعتها من صدرها لترتمي على الارض وهى تتآوه وتصدر صوت بكاء برعت فى تمثيله .
دخلت ياسمين الى غرفتها وأوصدت الباب بقوة فى وجهه لبني .
كل تلك القوة التى بادت على وجهها ليست سوي قناع سريع التلاشي فى صومعتها ليظهر الوجهه الحقيقي لها من بكائها القهرى .
وبعد مرور يومين بدون مغادرة غرفتها جاءها أتصال من عيادة الطبيب النفسي تخبرها المشرفة أن المعاد هو اليوم .
تنهدت وهى تقوم من الفراش وقد عاد اليها الثقل فى جسدها لا تعرف لما لكن تمنت عندما تذهب الى الطبيب أن تطيب نفسها وتستريح .
وعندما ذهبت الى العيادة وجدتها ممتلئة يجلس المړضي فى مقاعدهم الخشبية والعجيب الذي ثار دهشتها أن العيادة تطل على حديقة خضراء مليئة بزهور الكاسليا التى تفضلها .
يدخلون تلك الحديقة بشرط خلع حذائهم والجلوس فى أى مكان سواء على العشب بالأخضر أم تلك المقاعد الخشبية المريحة .
أنتظرت دورها بجانب تلك الزهور طوال الوقت تلثم عطرها .
وما إن حان دخولها عند الطبيب خطت بخطوات أريحيه فقدمها العاړية تمشي على هذا الرخام البارد مما يزيد أنتعاش رئتيها .
جلست أمام الطبيب ونظرت اليه طويلا كان رجلا شديد البياض ذا وجه حسن طيب الملامح بشوش العينان .
_ أخيرا