الأحد 24 نوفمبر 2024

قصة العجوز البخيل

موقع أيام نيوز

حكاية البخيل و فقراء القرية

من قصص الحكمة

لا تأجّل عمل الخير إلى الغد

يحكى أنّ عجوزاً أوسع الله في رزقه ،لكنه كان رغم ذلك بخيلا، واشتهر بذك  بين الناس ، بلغ الرجل من العمر عتيا ،وبدأ ېخاف من المۏت،و كان الناس في ذلك الزمان معدمين، ومغلوبين على أنفسهم، و كانوا بأمسّ الحاجة إلى المساعدة  ذلك الأمر جعلهم يحقدون  على الأغنياء البخلاء الذين عاشوا في قصورهم  بعيداً عن مآسي الناس و حزنهم، وفقرهم الشديد .

أحد الأيام لام أحد الحكماء  العجوز على بخله ،وقال له في الآخرة  لن ينفعك مالك، وانّ الصدقة مفتاح الجنة ،وعندما رجع إلى بيته إرتاع لما سمعه وقال لنفسه : لقد بلغت ثمانين عاما ولم تتصدق بدرهم ، ماذا بقي لك من الدنيا ؟ انصرف و تخلص من هذا المال لعلّ الله يغفر لك ،و يكتب لك الجنة .
في الصباح حمل عدة صرر من الدنانير ،و مشى بهما في وسط المدينة هو واثق من نفسه، فرأى طفلاً يلعب بالحصى، فأخذ صرة  و نادى عليه لكي يأخذها، لكن الطفل رفض ذلك ،وقال : أبي طلب منّي أن لا آخذ مالاً من الغرباء .فقال البخيل في نفسه : يالك من غبّي، الأطفال لا يعرفون قيمة المال .فانطلق البخيل إلى بائع أواني فخارية، و قال له سأعطيك صرّتين من المال ،فقال له صانع الفخار  : : أتستهزأ بي ؟ أنت  تخاف على القرش و تمنع الإحسان، دعني أكمل عملي.انطلق البخيل مسرعاً مغتاظاً، و توجه إلى مكان آخر، و هناك صادف عجوزا  يبيع الماء ، و قال له : خذ يا هذا ،ثلاث صرر من الدنانير و توقف عن هذا العمل المتعب!
 

 

قصة العجوز البخيل

موقع أيام نيوز

 

فقال العجوز : لا أصدق أنك تعطي قرشا لوجه الله ،لا شك  أنه مال مسروق تريد أن تبليني به ..ڠضب البخيل و شتم العجوز ، و ذهب إلى امرأة فقيرة .فقال لها : خذي هذا المال تصلحين به أحوالك و أحوال عائلتك ،فقالت المرأة : من يضمن لي انها ليست حيلة لرغبة في نفسك ،نحن فقراء لكن شرفاء ..اغرب عن وجهي  ،فاحتار الرجل امام سوء ظن الناس به، و عجزه عن تبرير حسن نيته .

بدأت الشّمس بالمغيب وهو حتى هذه اللحظة لم يتصدق بشيء ،فانطلق البخيل إلى رجل دين ،و أخذ هذه المرة عشرة صرر فيها عشرة آلاف دينار وعندما عرضها عليه.صاح رجل الدين:  لا شك انها أموال ربا ،و أنت تريد أن تتخلص منها، إذهب لعنك الله فالفقراء يستغنون عن مالك ،و عن امثالك
استمر الحال مع البخيل، حتى أصبح يتوسل إلى الناس من أجل أن يأخذوا المال، لكنهم ازدادوا له تحقيراً و شتماً و ضړبوه بالحجارة . لكن البخيل وقع أرضا مغشياً عليه ،وعندما نقلوه لبيته أخد يصيح خذوا مالي فرّقوه على الفقراء، لا اريد أن يكون نقمة علىّ عندما اموت ..لا أريد ان أذهب إلى جهنم لكن لم يأخذ أيّ من الناس الذين حملوه إلى بيته قرشا واحدا، وما أن وصلوا به لداره حتى فارق الحياة، و أصدر القاضي قرار بجمع كل أمواله و وضعها في بيت المال لأنه لا وريث له
العبرة
إن مثل هذا الرجل الغني “البخيل” كمثل العبد العاصي أخذ يلهو في حياته الدنيا ،و يعصي الله و لما وصل إلى آخر حياته ، تذكر أنه فاته الكثير، و أخذ يجري ليرحمه الله لكن، رفض عمله، و جاءت سكرة المۏت و هو لم يعمل أي شيء،  فخسر دنياه ،و آخرته وكان من الهالكين !
فاعتبروا يا أولي الألباب قبل فوات الأوان