قصة فرخ البط القبيح😔
هي قصة خيالية كتبها الكاتب الدنماركي ” هانس كريستيان أندرسن”، والقصة تتناول قضية يعاني منها الكثيرون بعصرنا والعصور السابقة، ونرجو ألا تعاني منها الأجيال مستقبلا، ألا وهي قضية التمييز والتنمر والاضطهاد بسبب الاختلاف، وإن كان ذلك الاختلاف سيمة يتميز بها المضطهد نفسه وتميزه عنهم جميعا، إلا أنه يظل في أعينهم غريبا عنهم ومنبوذا بينهم.
في مساء يوم مشرق جميل للغاية بفصل الصيف عثرت بطة على موقع جميل لتبني عشها أسفل شجرة لها الكثير من الفروع الكثيفة، وكل ذلك من أجل شعورها باقتراب وضع بيضها.
وبالفعل وضعت البطة خمسة من البيضات، ولكن البطة لاحظت وجود بيضة مختلفة عن سائر البيض فأثار قلقا بداخلها، ولكنها لم يكن بيدها حيلة حيال قلقها إلا الانتظار حتى يفقس بيضها ويخرج صغارها للنور.
وفي صباح أحد الأيام شرع البيض في الفقس بيضة تلو الأخرى، وشرع الصغار في الخروج من البيض صغيرا تلو الآخر، فقست جميع البيضات وأخرج الصغار من بداخلها رءوسهم للعالم الخارجي الكبير إلا بيضة واحدة، ظلت كما هي ولم تتحرك من موضعها من الأساس.
كانت البطة الأم في غاية الفرح والسرور لرؤية صغارها بصحة جيدة، ولكنها قلقت أيضا حيال البيضة التي تأخرت في الفقس، فقررت أن ترقد عليها حتى تفقس مثل بقية بيضاتها، كانت هذه البيضة قد استغرقت الكثير من الوقت خلافا عن سائر البيضات الأخريات للبطة.
أعطت الأم البطة البيضة المتأخرة في الفقس كل الدفء والحنان، كما أنها ظنت أن هذا الصغير سيكون أجمل صغارها نظرا لاستغراقه الكثير من الوقت في الفقس بخلافهم.
وذات صباح شرعت البيضة الأخيرة في التحرك من مكانها، والصغار والبطة الأم يراقبونها وينتظرون خروج من بداخلها، والكل جعل عينيه شاخصة على البيضة، وإذا ببطة قبيحة للغاية ذات لون رمادي تخرج من داخلها!
ذهلت الأم والصغار من رؤيتهم لهذه البطة والتي كانت كبيرة الحجم بخلافهم جميعا وقبيحة الشكل، كانت الأم تقول في نفسها وتسأل متعجبة عن سبب اختلاف صغيرها عن بقية إخوته، وعن سبب كبر حجمه بخلافهم أيضا، أصابها الهم والحزن كلما نظرت إليها نظرا لشدة قبح شكله، كانت البطة الأم تتمنى أن يأتي يوم وصبح فيه الصغير مماثلا لإخوته ومشابها لهم في كل شيء.
ومرت كثير من الأيام والصغير القبيح لايزال قبيحا، بل وكان كل إخوته يسخرون من شكله ويتنمرون عليه، كان إخوته يكرهون التواجد معه واللعب معه، وكلما اقترب من أحد منهم زجروه وأمروه بالابتعاد والرحيل عنهم حيث أنهم لا يرغبون في بقائه بالجوار منهم حتى لا يبتعد عن رفقتهم الآخرون.