الأحد 24 نوفمبر 2024

الشاب والمتسوله

انت في الصفحة 1 من صفحتين

موقع أيام نيوز

شاب بار بوالديه كان كل همه إسعاد والديه كان يفعل كل ما يطلبانه منه حتى أصبح روتينه مملا كانت كل مشاغله الدراسة في الجامعة و تلبية حاجات والديه بعد عدة سنوات أنهى دراسته الجامعية و وجد نفسه عاطلا عن العمل و يملك من أوقات الفراغ كثيرا فإنتابه نوع من الإكتئاب فبدأ روتينه يتغير و أصبح أنيسه الليل المظلم و أصبح كل ليلة يهيم بوجهه إلى أي مكان إستمرت حاله هذه شهورا إلى أن مر ذات ليلة بأحد الأزقة الموحشة فرأى سيدة تفترش الأرض و بيدها رضيعة حديثة الولادة كان عمرها شهر أو شهرين هكذا قال في نفسه دنى من السيدة و لا حظ أن بها كدمات و ملابسها رثة و ممزقة و تبدوا عليها چروح الشجارات فادخل يده في جيبه و استل ما يوجد من مال و وضعه أمامها و أكمل سيره و مشى عدة خطوات و إذ بالسيدة تشده من الخلف و توقفه فاستدار لها فوضعت المال في يده و قالت خذ مالك لست متسولة و لا أحتاج شفقة منك رد عليها أنا آسف خذيه من أجل الصغيرة فكررت رفضها فأخذ ماله و هم بالرحيل أثناء ذلك كان يفكر لما لم تقبل منه المال و وضعها هكذا بقي يفكر ثم قال سأعود الليلة القادمة و أحاول أن أعلم حالها، وكان هذا ما حدث ففي الليلة التي اتت بعدها مر من ذلك الزقاق بخطوات متثاقلة و مر عليها و لكنه لم يتجرأ على السؤال بل أكمل سيره حتى نادته

و قالت يا سيد ما سبب اكتئابك إستدار بسرعة و قال و هل يبدو علي ذلك أجابت بكل ثقة نعم إنك كئيب فتوجه إليها و سألها كيف علمتي ذلك قالت له لقد مررت علي مرتين و لم أرك من قبل في مرة وضعت النقود و في مرة قادك الفضول و أنت تجوب الليل لذا أنت مكتئب إندهش الشاب من ذكائها فقال لقد صدقتي إني أجول في الليل و أحوم لأني مللت من وضعي و حتى اتفادى التفكير السلبي. 
طلبت المرأة من الشاب الجلوس و اعتذرت على فضاضتها فقال لا بأس و بدأت بالتكلم و قص القصص له و اخذا يتسامران حتى طلوع الفجر فنهض و لكنه لم يسأل أبدا عن حالها و استمر كل ليلة يذهب إليها و يسمع لما تقول كان قد أعجبه كلام السيدة و لم يجرأ يوما على السؤال عن ما أوصلها إلى هذه الحال خشية أن ترفض أو تكون فضة و كان في بعض الأحيان يلاعب تلك الصغيرة كل ليلة إلى أن أتى فصل الشتاء و موسم البرد و الأمطار فبدأ بإحضار ما تيسر له من الأكل و الشرب و منحها إياها و كانت تقبل منه الأكل و لا تقبل منه أي دينار أو درهم كما أحضر لها فرشا و بطانية

انت في الصفحة 1 من صفحتين