الشاب المعوق
كان هناك رجل قد ولد على غير الصورة التى يحبها الناس
ولد مشوه الوجه ، قبيح المنظر ، كان ظهره احدب .... قصير القامة
و كان الناس ينفرون من رؤيته ، و الغلمان يرجمونه بالحجارة
...، فكان يخرج الى الخلاء و يبقى منعزلا ، حتى يحل الظلام فيعود ليلا
و يدخل بيته حزينا كءيبا .....
..... كان رغم حالته الصحية قوى البنية ، يتحمل الاعمال الشاقة
و ذات يوم سمع ان العدو يقترب من مدينته و يريد غزوها و احتلالها
فعزم ان يقاوم العدو .... لعله يلقى حتفه فتنتهى مشاكله
..... خرج فى مقدمة المقاټلين ، و قاټل ببساله منقطة النظير ، لفت اليه الانظار
ثم انقض على قاءد الاعداء و طعنه پسكين فى يده ، طعڼة قاټلة
فخر صريعا ...، فخاف الاعداء و ولوا هاربين و اشاد الناس بشجاعته
و حملوه على الاعناق ..... ولم يعد فى نظرهم هذا المشوه المحدوب الظهر
و انما اصبح البطل الذى اكره العدو على الفرار
... و استدعاه حاكم المدينة و قد اقام له احتفالا مهيبا ، يبين فيه
شجاعته و فداءه من اجل مدينته
.... و هكذا امام الاعمال تتوارى المساوىء و ينسى الناس الصورة القبيحة
و لا يرون الا الجانب المضىء ، و كم سجل التاريخ لاناس لم يكن لهم شان
فرفع ذكرهم .... و اعلى قدرهم ، و البطولة تلغى كل المساوىء بجانبها .