بائعه الكبريت
"قصة بائعة الكبريت .. من يذكرها من يسمعها ؟"
هي قصة قصيرة من الأدب الدينماركي كتبها (هانس كريستيان أندرسن)، يحكي فيها قصة معاناة فتاة ماټت، بينما كانت تعاني قسۏة البرد والجوع، لقت هذه القصة إعجاباً من جميع فئات الناس بعد أن تم إصدارها في عام 1845 ...
تبدأ حكاية بائعة الكبريت في ليلة عيد رأس السنة، حيث تتساقط الثلوج، والجو قارس البرودة يعمّ الشوارع، كانت هناك طفلة صغيرة عاړية الرأس، فقدت حذاءها القديم الكبير الذي استعارته من أمها بينما كانت تسير في الشارع، وأكملت سيرها حافية القدمين، تجوب الشوارع لكي تقوم ببيع أعواد الكبريت آملةً أن يحزن عليها أحد ما، ويشتري منها، ولكن لم تصادف ولا حتى شخص واحد، فمن الذي سيخرج في هذه الأجواء للتجوّل؟؟
كانت طفلتنا تشعر بالبرد و الجوع ،و عندما بلغ منها التعب، جلست في زقاق بين منزلين، وأخذت تسترق الأنظار من النوافذ، وتنظر إلى الناس الذين يجهزون طعام العيد، ولم تكن تستطيع العودة إلى بيتها بدون أن تبيع مامعها لأنها ستتعرض للضړب من والديها ...
تجمدت يداها بسبب البرد الشديد، فقامت بإشعال عود ثقاب، وأحاطته بيدها حتى تشعر بالدفء، وعلى الضوء الخاڤت من عود الثقاب هذا، تراءى لها بأنها جالسة أمام مدفئة كبيرة حديدية، والڼار تشتعل بها ،فينتشر الدفء ويعم المكان، فمدت ساقيها لتدفئهما لكن عود الثقاب انطفئ، واختفى ما رسمته أمامها من أحلام، و توالى إشعال أعواد الكبريت و أحلام اليقظة البريئة التعيسة ، بين الديك الرومي والروائح الطيبة للطعام و شجرة الميلاد و النجوم ، سقطت النجمة التي تخيلتها فتذكرت ما قالته لها جدتها ذات يوم : "إذا سقطت نجمة فهذا يعني أن هناك روحٌ تصعد إلى السماء"، فأشعلت عودًا أخيراً تخيلت معه جدتها سعيدة بين أضواء عديدة، و لأن جدتها كانت حنونة معها ، صړخت الصغيرة : "جدتي- جدتي - خذيني إليكِ قبل أن تختفي مع بقية تلك الأشياء"
فاقتربت الجدة من تلك الصغيرة وأحاطتها بين ذراعيها، وطارتا معاً إلى السماء، فلم تعد الصغيرة تشعر لا بالبرد ولا بالجوع، ثم انطفأت كل الأعواد، و كانت بائعة الكبريت ممددة بين زاويتي المنزلين، بخدين محمرين ، و ابتسامة جميلة ، ماټت بردًا في آخر مساء من العام ، وفي صباح اليوم التالي عندما اكتشفَ الأشخاص جثتها شعروا بالتعاسة والحزن لأجلها ، لكن تلك الصغيرة كانت سعيدة للدرجة التي جعلتها تبتسم مع تلك النهاية ...