الملك والامراء الثلاثه

حكاية الملك والأمراء الثلاثة

من أدب الحكمة

العقل أوّل الفضائل

في زمن بعيد كان يعيش ملك اسمه سليمان ، كان للملك سليمان ثلاثة أولاد ، الأول كان اسمه محمد ، والثاني اسمه حساّن ، والثالث اسمه سعيد ، لأحد الأيام مرض وأحس باقتراب أجله ، فاستدعى بنيه ،وأراد أن يختبرهم ليرى أيّهم أصلح بالحكم ولما حضروا قال لهم إن الرعية دين في رقبتهم لذلك لن أجعل ولاية العهد إلا لأحسنكم تدبيرا وأوفركم عقلا ،فقال كل واحد منهم أنا أحق بالملك يا أبي فأجاب حسنا سنرى ذلك ،ثم  طلب الملك من أولاده أن يملأ كلّ منهم غرفته بشيئ يكون موجودا في قصره ، والمهمّ أن تمتلئ الغرفة تمامًا بهذا الشيء ، لم يشترط الملك شيئا محدّدا بل ترك  لهم الاختيار ، وأخبرهم أن من ينجح منهم ،سيكون هو الملك من بعده .

أحضر الابن محمد ما وجده في خزائن أبيه من مال ، ولكنهّ لم يستطع أن يملأ إلا ربع الغرفة فقط ، أمّا الثاني حسّان فقرّر أن يملئها  فجمع كل ما عند الحرس من سيوف ودروع ،لكنّه لم يكن كافيا لملئ كل الفرفة ، أمّا الثالث سعيد ،فانتظر حلول الظلام ثم أشعل شمعة  فأضاءت الغرفة ، واتتشر الضوء في كلّ أرجائها.أعجب الملك بما فعله سعيد و،قال لبنيه: إعلموا أنّ  المال لا يدبّر ملكا ولا يحميك من عدوك ،أمّا العقل فهو مثل نور الشمعة يملأ كل شيئ ،فترضى الرّعية ويهابك  وقرر أن يكون إبنه الأصغر الحاكم من بعده .شعر الأخوين بالخجل من نفسيهما ، لأن أخاهم الأصغر فاز عليهما بحكمته ، وأصبح وليّ العهد ، وحين توفى أبوهم تولى سعيدالحكم ، وعيّن محمّد  على خزينة الدّولة ، وحسان قائدا على الجيش .وهكذا نال كل واحد من الإخوة الشيئ الذي إختاره لملئ الغرفة .
الحكمة من القصة
1. صغر السن لا يعني أن ينقصك الحكمة أو الذكاء .2. اختياراتنا في الحياة هي التي تحدد من نكون وإلى أين سنذهب .3. الحكمة والذكاء والتفكير السليم هم دائمًا السر وراء تفوق الأفراد وتقدمهم .4. يجب أن تكون أفكارك دائمًا مبتكرة ، وألا تفكر بطريقة تقليدية .5. دائمًا استعن بخبرات من حولك واستغلها لمصلحتك .