الطفل الذي علمني درسا
قصة مؤلمة
كنت أقوم بمشترياتي الاعتيادية ذلك اليوم عندما شاهدت طفلا لا يتجاوز السادسة من العمر يقف أمام صندوق الدفع.
كان المحاسب يعيد له نقوده و هو يقول عفوا هذا المبلغ لا يكفي ثمن اللعبة التي اخترتها. نظر الطفل إلى المرأة العجوز التي تقف معه وقال لها جدتي ألا يكفي ما معي من مال لأشتري هذه اللعبة أجابته لا يا عزيزي فهي غالية جدا . ثم طلبت منه الانتظار. لم أتمالك نفسي فاقتربت من الطفل الذي وقف حزينا وهو لا يزال يحمل اللعبة بيده لا يدري ما يفعل و قلت له ما الأمر يا صغيري قال لي يجب أن أشتري هذه اللعبة لأختي فهي كانت تحبها كثيرا. فسألته ولماذا لم تحضر معك فأجابني وقد ارتسم على وجهه حزنا مؤثرا لقد اختارها الله لتكون معه ... .
.
صدمني جوابه وأحسست بأن قلبي قد توقف للحظات ثم استجمعت نفسي وسألته وكيف ستبعث باللعبة لأختك فأجابني لقد قال لي والدي أن أمي ستلحق بأختي قريبا حتى تطمئن عليها وأنا أردت أن أرسل هذه اللعبة معها .... فأنا اشتقت لها كثيرا. .
.
.
أردت أن أساعد هذاالطفل بأي طريقة فقلت له دعنا نعد النقود التي معك عسى أن يكون المحاسب قد أخطأ في الحساب وبحركة خفيفة مني وضعت مبلغا من المال في محفظته ثم قلت له أها ... هل رأيت .
.
.
إنك تملك ثمن هذه اللعبة و تستطيع شراءها. لمعت عينا الطفل و لم يصدق ما سمعه ثم قال البارحة طلبت من الله أن يمكنني من شراء اللعبة فاستجاب لدعائي و الآن أستطيع أن أشتري ليس فقط اللعبة وإنما أيضا وردة بيضاء لأمي فهي تعشق الورود البيضاء. .
.
.
ابتعدت بهدوء عن الطفل و قد تملكني شعور غريب مزيج من الحزن على هذا الطفل الصغير الذي فقد أخته وبالفرح لأستطاعتي إدخال السرور على قلبه. تذكرت أنني كنت قد قرأت قبل يومين عن حاډث سير تعرضت له أم و ابنتها تسبب بمۏت الطفلة و وضع الأم في العناية المركزة. و تساءلت هل يمكن أن تكون هذه العائلة نفسها
عندما وصلت هناك لمحت الطفل الصغير واقفا و هو يذرف الدموع و رأيت والدته ممددة في نعشها وقد أمسكت بيدها وردة بيضاء و وضع على صدرها اللعبة التي اشتراها الطفل من المتجر.
لم أتمالك أن أحبس دموعي تأثرا بما أرى ... .
وغادرت المكان وقد شعرت بأن حياتي قد تغيرت للأبد ... لقد كان الحب الذي يحمله الطفل لوالدته وأخته من الصعب تخيله ... .
.
.
إن قيمة الإنسان فيما يقدمه للآخرين لا فيما يأخذه منهم
اللهم اجعلني ممن يسعدون الناس ﻻ من يزيد من هموهم
اذكر الله