عالم الانس
*عالم الإنس*
. . . صعد شاب في العقد الثالث من العمر وبيده كتاب إلى الحافلة، رأى رجل كبير يجلس بجانب الشباك، تقدم نحوه وطلب منه الأذن بالجلوس بجانبه، فسمح له بالجلوس، الشاب ألقى التحية وهي السلام، فرد الرجل عليه السلام، شرع الشابُ في القراءة والرجل ينظر لعنوان الكتاب (عالم الجن والملائكة) أنتبه الشاب له فقدم الكتاب للرجل قائلاً: . . . هل تحب أن تقرأه؟ إجاب: لا، ندمت على قراءته عندما كنتُ شاباً قريباً من عمرك. يا عم لا أعلم سبباً في القراءة يدعو للندم؟ ابتسم الرجل قائلاً: لأني تركت معرفة عالم الأنس وبحثت عن عوالم ليس محل أبتلاء بالنسبة لي. الشاب: المعرفة على كل حال هي حسنة خير من الجهل، نعم هي خير من الجهل، ولكن ما هو مقدار معرفتك بالأنس حيث أنت واحد منهم؟ . . . بمقدار يجعلني أتقي شرهم. الرجل رأى الجابي يجمع الأجرة: بني لو دفعت الأجرة عني لصدقت كلامك، أبشر يا عم أهون ما طلبت، مدَّ يده ليخرج محفظته ولكنه لم يجدها أستقام واقفاً باحثاً عنها، لم يجد لها أثراً، تغيرت ملامح وجهه خجلاً من الرجل، . . أخرج الرجل مبلغ من المال ودفع عنهما قائلاً: لا بأس بني دفعت الأجرة مني، والله يا عم كانت المحفظة في جيب بنطلوني، صدقت ولكنك لم تقرأ كتاب عالم الأنس لهذا سرقتك العجوز التي ساعدتها في النزول من الحافلة وأنا صعدت قبلك بينما أنت كنت أمامي. . . الشاب: أستغفر الله، يا عم بعض الظن أثم، امرأة كبيرة لا أظنها تسرقني، ضحك الرجل: ألم تتظاهر بالسقوط ووقعت عليك وأنت أمسكت بها حتى لا تقع على الأرض، نعم حصل ذلك، حينها سړقت محفظتك. تحسر الشاب پألم وتأوه بحرارة، بني لا تحزن على قذارات الدنيا، المال الله يخلف عليك بخيرٍ منه، يا عم ما همني المال ولكن بعض الناس تقطع سبيل المعروف. ، . بني لا ټندم على معروفٍ عملته مهما كانت النتائج، وأما محفظة نقودك فهذه هي قد خطڤتها من يدها قبل أن تخفيها في جيبها وصعدت فكانت المفاجأة سبباً لدهشتها فدعت لك ومضت ولم يصدر منها أي ردة فعل، لهذا بني أقول أقرأ كتاب عالم الأنس لأنه أهم من معرفتك بعالم الجن والملائكة. ، . تعلمت اليوم منك أكثر مما تعلمتُ من كتابي.