السر الغامض
انت في الصفحة 2 من صفحتين
وعندما رآه الحراس ظنوا انه يحاول الهرب، فانهالوا عليه ضرباً بالسياط فقال لهم : لم افعل شيئاً، لقد سقطت وحدها .. انظروا، نظروا الي القيود وقلبوها فرأوها علي حالها لم تنكسر فتعجبوا كيف سقطت من يديه ، حاولوا اعادتها وادخالها فلم تدخل في يديه، ففكوها واعادوا ربطه بها من جديد وفي اليوم التالي سقطت القيود مرة اخري فتعجب الحراس واعادوها مرة اخري فعادت وسقطت من يديه، اصابهم الذهول لذلك فاحتاروا ماذا يفعلون ؟ وبينهما هم علي هذه الحالة اذ مر بهم قائد من قادتهم ومعه قيسي كبير وجنود مسلحون، وعندما اخبروا القائد والقسيس والجنود بما شاهدوه تعجبوا من ذلك، قال القسيس للقائد : ارجو ان تسمح لي بمقابلته ؟ سأله القائد : ولماذا تقابله ؟ اجاب القسيس : لابد ان هناك سبباً لفك قيده ولابد ان نعرف هذا السبب وذلك لئلا يجعل جنودك مسلمين .
هز القائد رأسه واذن له بمقابلته، ولما رآه القسيس صار يفكر في طريقة يعرف من خلالها سر فك القيود وسقوطها من يديه، التقت إليه وقال : هل تركت دين الاسلام واتبعت النصاري، قال الاسير محمد : لا ابداً، ولن يكون هذا ، انا مسلم علي دين الحنيفية السمحاء، قال القسيس : حسناً هل كنت يتيماً في صغرك ؟ اجاب محمد : كلا فأبواي حيان طيبان ولكنهما كبيران ولا ولد لهما غيري، تهلل وجه القسيس وصاح : لقد عرفت سر فك القيود والآن، ثم الټفت الي القائد وقال : مولاي إن هذا الشاب وحيد والديه فرحمة بهما وشفقة عليهما اظهر لنا الرب هذه العلامة وهي سقوط القيود من يديه من اجل اطلاق سراحة، ولذلك ارجو ان تتكرموا بالعفو عنه .
وهكذا ارسلوه مع فرسانهم الي حدود المسلمين ثم تركوه هناك ليرجع الي والديه، فوجدهما يبكيان ويدعوان الله ان يفك قيده .. ذهبا جميعاً الي العالم الجليل بقي بن مخلد واخبروه بما حصل فسأله عن الساعة التي كان يحصل فيها فك القيد فذكر له انها الساعة التي تسبق غروب الشمس، فوافق ذلك وقت دعاء العالم بقي بن مخلد له .. قال الشيخ : لذلك يا ابنائي علينا بالدعاء لأسرى المسلمين وخاصة الذين يعيشون في سجون اليهود في فلسطين، وفي كل مكان، توجه الجميع الي القبلة وجعلوا يبتهلون الي الله تعالي بالدعاء .