السبت 23 نوفمبر 2024

قصة المرأه والصبي الغريق

موقع أيام نيوز

قصة المرأة والصبي الغريق

حكى رجل عن زوجته قائلا  قالت زوجتي : بينما انا اطوف بالكعبة في ليلة مظلمة اذ سمعت صوتا ذا أنين ينطق من قلب حزين، وهو يقول:يا كريم، لطفك القديم، فإن قلبي على العهد مقيم.، فتطاير قلبي لسماع ذلك الصوت، تطايرا أشرفت منه على المۏت، فقصدت نحوه فإذا صاحبة امرأة فقلت :السلام عليك يا أمة الله. فقالت:وعليك السلام ورحمة الله وبركاته. فقلت :اسالك بالله العظيم ما العهد الذي عليك عليه مقيم؟ فقالت: لولا قسمك بالجبار، ما اطالعتك على الأسرار، انظر ما بين يدي فنظرت فإذا بين يديها صبي نائم يغط في نومه. فقالت: خرجت وانا حامل بهذا الصبي لاحج هذا البيت، فركبت في سفينة فهالت علينا الأمواج، واختلفت علينا الرياح، وانكسرت بنا السفينة، فنجوت على لوح منها ووضعت هذا الصبي وانا على اللوح. فبينما الطفل في حجري والامواج تضربني اذا وصل إلى رجل من مسلاحي السفينة وجلس معي وقال لي:والله لقد كنت اهواك وانت في السفينة والان قد جلست معك فمكنيني من نفسك والا قذفتك في البحر.

المرأة الجميلة وقصة رجمها ج2 من كتاب ألف ليلة وليلة

فقلت : ويحك، اما كان لك مما رأيت تذكرة وعبرة من القهار العظيم ؟ فقال:اني رأيت مثل ذلك مرار ونجوت، وانا لا أبالي. فقلت :ياهذا نحن في بلية نرجو السلام منها بالطاعة لا بالمعصبة. فالح على، فخفت منه وارادت ان اخادعه، فقلت له :مهلا حتى ينام هذا الطفل ، فاخذه من حجري وقذفه في البحر، فلما رأيت جراته وقسۏة قلبه  وما فعل بالصبي طار قلبي وزاد كربي، فرفعت رأسي في السماء وقلت:يا من يحول بين المرء وقلبه حل بيني وبين هذا الأسد انك على كل شيء قدير.

فو الله ما فرغت من كلامي الا ودابة طلعت من البحر فاختطفته من فوق اللوح، وبقيت وحدي وزاد كربي وحزني اشفاقا على ولدي فانشدت وقلت وانا ابكي :قرة العين حبيبي ولدي ضاع حيث الوجد اوهى جلدي وارى جسمي غريقا  ، وعدت بالتياع الوجد تشوي كبدي ليس لي من كربتي من فرج غير الطافك يا معتمدي يا الله ،  انت ياربي ترى ما حل بي من غرامي بغراقي ولدي فاجمع الشمل وكن لي راحما فرجائي فيك أقوى .

 

فبقيت على تلك الحالة يوما وليلة، فلما أصبح الصباح بصرت بقلاع سفينة تلوح من بعيد ، فما زالت الأمواج تقاذفني والرياح تيوقني حتى وصلت إلى تلك السفينة التي كنت أرى قلاعها، فاخذني اهل السفينة ووضعوني فيها، فنظرت فإذا ولدي بينهم فتراميت عليه وقلت! يا قوم هذا ولدي، فمن أين كان لكم؟

قالوا:بينما نحن تسير في البحر إذ حبست السفينة فإذا دابة كأنها المدينة العظيمة، وهذا الصبي على ظهرها يمص ابهامه فاخذناه ، فلما سمعت منهم ذلك حدثتهم بقصتي، وما جري لي وشكرت ربي على ما انالني، وعاهدته على ألا ابرح بيته ولا انثني عن خدمته، وما سألته بعد ذلك شيئا الا اعطانيه ،  فمددت يدي إلى كيس النفقة واردت ان اعطيها فقالت: إليك عني يا بطال، افاحدثك بافضاله وكرم فعاله واخذ الرفد على يد غيره ، فلم اقدر على أن تقبل مني شيئا، فتركتها وانصرفت من عندها وانا انشد واقول هذة الابيات:

وكم الله من لطف خفي..

يدق خفاه عن فهم الذكي ..

وكم يسر أتي من بعد عسر ..

وفرج لوعة القلب الشجي ..

وكم هم تعانيه صباحا ..

فتعقبه المسرة بالعشي ..

اذا ضاقت بك الأسباب يوما ..

فثق بالواحد الصمد العلي..

وتشفع بالنبي..

فكل عبد ينال اذا تشفع بالنبي واله …

وظلت المرأة وما زالت في عبادة ربها ملازمة بيته الي ان ادركها المۏت ، وما أرحم الله بنا وبعبادة الضعفاء فمهما طغى الظلم في الكون الله قادر وليس فوق قدرته شيء سبحانه العلي القدير .