الأحد 24 نوفمبر 2024

ابن التاجر والزوجات الثلاثه الجزء الاول

انت في الصفحة 1 من صفحتين

موقع أيام نيوز

كان لأحد الأغنياء ولد وحيد إسمه عبد الله، رباّه خير تربية، ولمّا شبّ، وحان أوان زواجه، نصحه  أن يختار لنفسه زوجة ،وقال له: إسمع يا بنيّ ،لا تتزوج إلا الوفيّة، فلا أحد يضمن الدّهر ،والأيّام تدور على السّلاطين وأوصاه أن يسألها ليلة الزفاف: "هل أنت معي على الدّهر ؟ أم أنت والدّهر عليَّ ؟، فإذا أجابته: "أنا والدهر عليك" فما له سوى طلاقها، وخطب الفتى لنفسه فتاة من بنات الجيران، وفي ليلة الزّفاف سألها ما أوصاه به أبوه، فأجابته: "أنا والدّهر عليك"، ولم يطلع الصّباح إلا وقد طلقها، ثم خطب فتاة ثانية، وكان من أمره معها مثل الأولى، وفي أحد الأيام جاءته للدّكان فتاة حسنة المنظر،إسمها صفيّة،فأعجبه جمالها ،وهام بها ،كانت البنت تأتي دائما للشّراء من عنده فيتكلمان حول كثير من الأمور، ولم يعد إبن التاجر يصبر على فراقها،فعزم على الزّواج منها، حتى لو أجابته مثل الأولى والثانية، ولم يستمع لوصية أبيه الشيخ إبراهيم ،وقال في نفسه: لم هذا السّؤال؟ فكلّ البنات مثل بعض يعشقن المال ،والهدايا ،فلماذا أتعب نفسي ،والله يقدّر ما فيه الخير .

وتحقّق ما توقّعه الفتى، فقد قالت زوجته: "أنا والدّهر عليك"،فحزن لذلك، ولمّا سأله أبوه كيف أجابت عن السّؤال ،كتم عنه عبد الله الحقيقة، وردّ عليه بما يرضي نفسه، ففرح الأب بهذا القول، واطمأنّ على إبنه.‏وذات يوم إنتظر الشيخ إبراهيم حتى خرج الولد للسّوق ،ثم نادى صفية، وهمس لها : سأريك شيئا لا يخطر على بالك!!! فقادها إلى الدّهليز الذي يخزنون فيه المؤونة، وأزاح حجرا من الحائط ،فظهرت خلفه حفرة مليئة بالذّهب والجواهر ، فنظرت المرأة إلى الشّيخ بعيونها الواسعة ،وقد ظهرت عليها الدّهشة، فقال لها: هذا الكنز إدّخرته لابني عبد الله، وأنا أخشى ألاّ يحسن التّصرف في ماله بعد مۏتي، فهو فتى مدلّل، ولذلك سيبقي أمر الكنز سراً بيننا، لتعطيه منه حين يضيق به الحال ،وأنا أثق في تدبيرك ،فمن يدرى ما يخبّأه الدّهر .
فرحت صفيّة بذلك، ووعدته أن تنفذ الوصيّة، وتخلص لابنه،.‏ومرّت الأيام والزوجة تعنى بالشّيخ،

انت في الصفحة 1 من صفحتين