السبت 23 نوفمبر 2024

ابن التاجر والزوجات الثلاثه الجزء الاول

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز

 وتهتمّ به،لكي تخدعه ويثق فيها ،وكانت تتظاهر بطاعة زوجها ،ولا تأكل سوى ما حضر، وتلبس ما ستر ، إلى أن توفّي الشّيخ، فأخذت تطلب من زوجها كلّ يوم هديّة ،وبعد فترة تسأله شراء أثاث جديد للدار، ولم يكن علد الله يرفض لها طلبا ،ودام هذا الحال ردحا من الزمن حتى نفد ما ورثه من أبيه من مال، ولم يكف ذلك فقد أصاب تجارته الكساد ولم يعد يربح مثل العادة ،وعوضا أن تقول له عن ما في الدهليز ليشتري بضاعة جديدة إحتفظت بالسّر لنفسها، ولم تعطه شيئاً من ذهب أبيه، حتى جاء يوم أصبح فيه غير قادر على تلبية حاجاتها، وهي ما تزال تلحّ عليه بالطلب، وتسأله شراء الحاجات، وبدأ يبيع ما عنده ليأكل، فبدأ بالبضاعة، ثم الدّكان ،ولما نفذ المال نزل إلى السّوق، ووقف مع جماعة من البنائين ينتظر،لعلّ أحداً يدعوه إلى العمل عنده ، وتحسّر على نفسه كبف صارت حاله بعد عزه ،ودلاله .

حين رأت صفية عجز زوجها عن تحقيق طلباتها،لم تخجل من نفسها،و أقامت علاقة مع جزار الحارة الذى يعطيها ما تشتهيه من اللحم ،فتشويه، وتأكله في غياب زوجها ،أّما هو فتطبخ له ما تيسر من حساء أو فصولياء مع رغيف ،ونسيت كم دللها هو وأبوه ،والملابس والعطور التي اشتروها لها ،لكنها كانت أنانية ،لا تفكر إلا في ملذاتها ،ولما ضاقت به الدنيا بحثت عن غيره .وكان من حسن حظه أن قدم رجل ،دعا البنائين جميعاً للعمل، وكان هو في جملتهم، وبعد فراغهم من العمل، أعطى لكلّ واحد منهم أجرته ، ولمّا جاء دور الفتى، استبقاه الرّجل، إلى أن انصرف البناؤون جميعاً، فأعطاه ضعف أجرته ، ثم دعاه إلى تناول العشاء عنده، وقال له : إني أعرف أباك الشّيخ إبراهيم ،ثم تأسّف عن قيامه بمهنة لا يتقنها، وأكّد له أنّ أباه يخفي أموالا طائلة، في الدار وأنّه لا يستبعد أن زوجته هي من يتستّر على مكانها. 
‏تعجّب عبد الله لذكاء الرّجل ،ونفاذ بصيرته، ثمّ تذّكر جواب صفيّه لما سألها عن الدّهر ،فاغتم لذلك كثيرا، ثمّ سأله النصيحة، فدلّه  على حيلة، وطلب منه تنفيذها فور وصوله إلى البيت ،وأوصاه أن يتظاهر بأنه لا يعرف شيئا عن مال أبيه ‏ ،لكي لا تحذر منه لكنه لم يخبره بشيئ ،فالوقت لم يحن لذلك ...
يتبع الحلقة 2

حكاية #إبن_التاجر_والزوجات_الثلاثة

الجزء الاول

انت في الصفحة 2 من صفحتين