الحطاب والكوخ
ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﻄﺎﺑﺎً ﻳﺴﻜﻦ ﻓﻲ ﻛﻮﺥ ﺻﻐﻴﺮ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻌﻴﺶ
ﻣﻌﻪ ﻃﻔﻠﻪ ﻭﻛﻠﺒﻪ
ﻭﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻭﻣﻊ ﺷﺮﻭﻕ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻳﺬﻫﺐ ﻟﺠﻤﻊ
ﺍﻟﺤﻄﺐ
ﻭﻻ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻻ ﻗﺒﻞ ﻏﺮﻭﺏ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺗﺎﺭﻛﺎ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﺭﻋﺎﻳﺔ
ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻜﻠﺐ
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﺜﻖ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺛﻘﺔً ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ
ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻭﻓﻴﺎً ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ ﻭﻳﺤﺒﻪ
ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ
ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻠـﻰ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺩﺗﻪ،
ﻓﺄﺳﺮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ
ﻳﻨﺒﺢ ﺑﻐﺮﺍﺑﺔ ﻗﺮﺏ ﺍﻟﻜﻮﺥ
ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻤﻪ ﻭﻭﺟﻬﻪ ﻣﻠﻄﺨﺎ ﺑﺎﻟﺪﻣﺎﺀ ﻓﺼﻌﻖ ﺍﻟﺤﻄﺎﺏ
ﻭﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻗﺪ ﺧﺎﻧﻪ ﻭﺃﻛﻞ ﻃﻔﻠﻪ
ﻓﺎﻧﺘﺰﻉ ﻓﺄﺳﻪ ﻣﻦ ﻇﻬﺮﻩ ﻭﺿﺮﺏ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺿﺮﺑﺔ ﺑﻴﻦ ﻋﻴﻨﻴﻪ
ﺧﺮ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺻﺮﻳﻌﺎ
ﺭﻛﺒﺘﻴﻪ
ﻭﺍﻣﺘﻸﺕ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺃﻯ ﻃﻔﻠﻪ ﻳﻠﻌﺐ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ
ﻭﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﺣﻴﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﺤﺠﻢ ﻣﺨﻀﺒﺔ ﺑﺎﻟﺪﻣﺎﺀ ﻭﻗﺪ
ﻟﻘﺖ ﺣﺘﻔﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻣﻬﻮﻟﺔ
ﺣﺰﻥ ﺍﻟﺤﻄﺎﺏ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻋﻠﻰ ﻛﻠﺒﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻓﺘﺪﺍﻩ ﻭﻃﻔﻠﻪ
ﺑﺤﻴﺎﺗﻪ
ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﺢ ﻓﺮﺣﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﺍﻧﻘﺬ ﻃﻔﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﻟﻴﻨﺘﻈﺮ ﺷﻜﺮﺍ
ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻄﺎﺏ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻗﺘﻠﻪ ﺑﻼ ﺗﻔﻜﻴﺮ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺤﺐ ﺃﻧﺎﺳﺎً ﻭﻧﺜﻖ ﺑﻬﻢ
ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻻ ﻧﻔﺴﺮ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻬﻢ ﻭﺃﻗﻮﺍﻟﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﻳﺤﻠﻮ ﻟﻨﺎ
ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻏﻀﺐ ﻭﺗﻬﻮﺭ ﻭﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻳﻐﻴﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ
ﺑﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﺮﻳﺚ ﺣﺘﻰ ﻧﻔﻬﻢ ﻭﺟﻬﺎﺕ ﻧﻈﺮ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ
ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧت
ﺣﺘﻰ ﻻ ﻧﺨﺴﺮﻫﻢ ﻭﻧﻨﺪﻡ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﻨﻔﻊ ﺍﻟﻨﺪﻡ