السبت 23 نوفمبر 2024

قصه الأمير والحمال

انت في الصفحة 1 من صفحتين

موقع أيام نيوز

قصه الأمير والحمّال

خرج الأمير علي إبن الخليفة العباسي المأمون إلى شرفة القصر العاجية ذات يوم .. وراح ينظر إلى سوق بغداد يتابع الناس في السوق .. فلفت نظر الأميرحمّال يحمل للناس بالأجرة وكان يظهر عليه
الصلاح .. فكانت حباله على كتفه .. والحمل على ظهره ينقل الحمولة من دكان لآخر .. ومن مكان إلى مكان .. فأخذ الأمير يتابع حركاته في السوق .. وعندما إنتصف الضحى .. ترك الحمّال السوق وخرج إلى

ضفاف نهر دجلة .. وتوضأ وصلى ركعتين .. ثم رفع يديه وأخذ يدعو .. ثم عاد إلى السوق فعمل إلى قبيل الظهر .. ثم إشترى خبزا فأخذه إلى النهر .. فبله بالماء وأكل .. ولما إنتهى توضأ
للظهر وصلى .. ثم نام ساعة وبعدها ينزل للسوق للعمل .. وفي اليوم التالي .. عاد و راقبه الأمير
علي .. وإذ به نفس البرنامج السابق .. والجدول الذي لايتغير .. وهكذا اليوم الثالث والرابع ..
فأرسل الأمير جنديا من جنوده إلى ذلك الحمّال يستدعيه لديه في القصر .. فذهب الجندي وإستدعاه .
. فدخل الحمّال الفقير على الأمير وسلم عليه ..
فقال الأمير: ألا تعرفني؟ 
فقال: ما رأيتك حتى أعرفك. 
قال: أنا ابن الخليفة. 
فقال: يقولون ذلك! 
قال: ماذا تعمل أنت؟ 
فقال: أعمل مع عباد الله .. في بلاد الله.
قال الأمير: قد رأيتك أياما .. ورأيتُ المشقة التي أصابتك .. فأريد أن أخفف عنك المشقة.
فقال: بماذا؟ 
قال الأمير: اسكن معي وأهلك بالقصر .. آكلا شاربا مستريحا .. لا همّ ولاحزن ولا غمّ. 
فقال الفقير: يا ابن الخليفة .. لا همّ على من لم يذنب, ولا غمّ على من لم يعص، ولا حزن على من لم يُسيء؛ أما من أمسى في ڠضب الله، وأصبح في معاصي الله، فهو صاحب الغمّ والهمّ والحزن.
فسأله عن أهله .. 

 

انت في الصفحة 1 من صفحتين