قصه رائعه
"يا مقصوفة الرقبة"..!
مقولة كثيراً ما تتردد على ألسنة الأمهات، وقد ارتبطت بشكل كبير بتوبيخ الفتيات على شيء ما، ولكن واقع الأمر أن هذا يرجع لقصة في التاريخ المصري، يرويها لنا شيخ المؤرخين، الجبرتي في تاريخه، في زمن الاحتلال الفرنسي لمصر، منذ مائتين وخمسة وعشرين عاماً تقريباً.
وبطلة قصتنا اليوم هي فتاة اسمها زينب البكري، وكان عمرها 16 عامًا آنذاك، والتي اتهمها الناس بأنها خرجت عن أعراف وتقاليد المجتمع عندما بهرتها التقاليد الفرنسية والنمط الاجتماعي الجديد، فقررت اعتناقه والسير على خطاه. فارتدت الفساتين وخالطت الرجال بحرية تامة، وقيلت إنها شوهدت هي ورفيقاتها يضحكن بصوت عالي في الطرقات. الأمر الذي لم يكن مألوفاً في ذلك الزمان، بل يعد أمراً مرفوضاً. وحسب وصف الجبرتي، أُطلق على هؤلاء الفتيات لقب "المتفرجنات".
ولأن زينب وصديقاتها كُنّ من الطبقة الراقية، فهي سليلة الحسب والنسب، والدها هو الشيخ خليل البكري، نقيب الأشراف بمصر وشيخ السجادة البكرية (إحدى الطرق الصوفية)، وعضو الديوان وكثيراً ما يجتمع مع القادة الفرنسيين. ولذا حيكت حوله وابنته كثير من الشائعات، بأنها تتردد على بيوت الفرنسيين كأبيها، ووصل الأمر أن اتهمها البعض أنها على علاقة بنابليون شخصياً، ورغم أنه لم يتوفر دليلاً تاريخاً على حقيقة الأمر وكل ما تردد كانت شائعات وأقاويل، فلم يشاهدهما أحد معاً بل لم يجمعمها مكان واحد قط! وما يُضعف من القصة أن نابيلون نفسه كان يتحدث عن عشيقاته في التجمعات، وكانت له عشيقة مشهورة، أتت معه من بلاده وهي "مدام بولين".
انتهت .