ﺫﻫﺐ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻗﺮﻳﺔ ﻧﺎئية ﻋﺎﺭﺿﺎً ﻋﻠﻰ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﺷﺮﺍﺀ ﻛﻞ ﺣﻤﺎﺭ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺑﻌﺸﺮﺓ ﺩﻭﻻﺭﺍﺕ، ﻓﺒﺎﻉ ﻗﺴﻢ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﺣﻤﻴﺮﻫﻢ، ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﺍﻟﺴﻌﺮ ﺇﻟﻰ 15 ﺩﻭﻻﺭ ﻟﻠﺤﻤﺎﺭ ، ﻓﺒﺎﻉ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﺣﻤﻴﺮﻫﻢ، ﻓﺮﻓﻊ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﺳﻌﺮ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﺇﻟﻰ 30 ﺩﻭﻻﺭﺍً ﻓﺒﺎﻉ ﺑﺎﻗﻲ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺣﻤﻴﺮﻫﻢ ﺣﺘﻰ ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺣﻤﺎﺭﺍً ﻭﺍﺣﺪاً.
ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﻟﻬﻢ : ﺃﻧﺎ ﻣﺴﺘﻌﺪ ﻟﺸﺮﺍﺀ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺑﺨﻤﺴﻴﻦ ﺩﻭﻻﺭﺍَ ، ﺛﻢ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﺮﺍﺣﺘﻪ ﻟﻴﻘﻀﻲ إﺟﺎﺯﺓ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ.
ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺯﺍﺩ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻤﻴﺮ ﻭﺑﺤﺚ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻤﻴﺮ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺘﻬﻢ ﻭﺍﻟﻘﺮﻯ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪﻭﺍ! ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﺖ ﺃﺭﺳﻞ ﺍﻟﻴ،ﻬﻮﺩﻱ ﻣﺴﺎﻋﺪﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ، ﻭﻋﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﺒﻴﻌﻬﻢ ﺣﻤﻴﺮﻫﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺷﺘﺮﺍﻫﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺄﺭﺑﻌﻴﻦ ﺩﻭﻻﺭﺍً ﻟﻠﺤﻤﺎﺭ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ. ﻓﻘﺮﺭﻭﺍ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﺍﻟﺸﺮﺍﺀ ﺣﺘﻰ ﻳﻌﻴﺪﻭﺍ ﺑﻴﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻤﻴﺮ ﻟﻠﻴﻬﻮﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﺸﺮﺍﺀ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺨﻤﺴﻴﻦ ﺩﻭﻻﺭﺍً ﻟﻠﺤﻤﺎﺭ ، ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻬﻢ ﺩﻓﻌﻮﺍ ﻛﻞ ﻣﺪﺧﺮﺍﺗﻬﻢ ، ﺑﻞ ﻭﺍﺳﺘﺪﺍﻧﻮﺍ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻣﻦ ﺑﻨﻚ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺣﺘﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﻗﺪ ﺃﺧﺮﺝ ﻛﻞ ﺍﻟﺴﻴﻮﻟﺔ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻴﺔ ﻟﺪﻳﻪ. ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻓﻌﻠﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻞ ﺃﻥ ﻳﺤﻘﻘﻮﺍ ﻣﻜﺴﺒﺎَ ﺳﺮﻳﻌﺎً!
ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻸﺳﻒ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﺷﺘﺮﻭﺍ ﺣﻤﻴﺮﻫﻢ ﺑﺴﻌﺮ 40 ﺩﻭﻻﺭﺍً ﻟﻠﺤﻤﺎﺭ ﻟﻢ ﻳﺮﻭﺍ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﺸﺮﺍﺀ ﺑﺨﻤﺴﻴﻦ ﺩﻭﻻﺭﺍً ﻭﻻ ﻣﺴﺎﻋﺪﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺎﻉ ﻟﻬﻢ. ﻭﻓﻲ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﺃﺻﺒﺢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻋﺎﺟﺰوﻦ ﻋﻦ ﺳﺪﺍﺩ ﺩﻳﻮﻧﻬﻢ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻘﺔ ﻟﻠﺒﻨﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻓﻠﺲ ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺣﻤﻴﺮﺍً ﻻ ﺗﺴﺎﻭﻱ ﺣﺘﻰ ﺧﻤﺲ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺪﻳﻮﻥ، ﻓﻠﻮ ﺣﺠﺰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺩﻳﻮﻧﻬﻢ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﻨﻚ، ﻭﺇﻥ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻟﻬﻢ ﺃﻓﻠﺲ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻭﻟﻦ ﻳﺴﺪﺩﻩ ﺃﺣﺪ.
ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺁﺧﺮ ﺃﺻﺒﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺩﻳﻮﻥ ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺣﻤﻴﺮ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻬﺎ ﺿﺎﻋﺖ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ، ﻭﺃﻓﻠﺲ ﺍﻟﺒﻨﻚ، ﻭﺍﻧﻘﻠﺐ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺭﻏﻢ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺤﻤﻴﺮ ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻣﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺒﻨﻚ ﺑﻜﺎﻣﻠﻪ ﻓﻲ ﺟﻴﺐ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﻭﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﻻ ﻳﺠﺪﻭﻥ ﻗﻮﺕ ﻳﻮﻣﻬﻢ!
ﺻﺪﻳﻘﻲ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﺣﺬﻑ ﻛﻠﻤﺔ ﺣﻤﺎﺭ ﻭﺿﻊ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺃﻱ ﺳﻠﻌﺔ ﺃﺧﺮﻯ : ﺃﺭﺽ ، ﺷﻘﺔ ، ﺳﻴﺎﺭﺓ ، ﺍﺳﻬﻢ ﺇﻟﺦ ، ﺳﺘﺠﺪ ﺑﻜﻞ ﺑﺴﺎﻃﺔ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺤﻴﺎﻫﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ.
انتهت .