مضى على غيابه 30عام
المؤلفة وفيما كانت أم ربيعة فى هواجسها هذه الټفت إليها زوجها وقال لقد جئتك يا أم ربيعة بأربعة آلاف دينار فأخرجى المال الذى أودعته عندك لنضم هذا إليه ونشترى بالمال كله بستانا أو عقارا نعيش فيه ما امتدت بنا الحياة فتشغالت عنه ولم تجبه بشئ فأعاد عليها الطلب وقال هيا أين المال حتى أضم إليه ما معى فقالت لقد وضعته حيث يجب أن يوضع وسأخرجه لك بعد أيام قليلة إن شاء الله وقطع صوت المؤذن عليهما الحديث فهب فروخ إلى إبريقه وتوضأ ثم مضى مسرعا نحو الباب وهو يقول أين ربيعة فقالوا سبقك إلى المسجد فذهب فروخ إلى المسجد فأدى المكتوبة وصلى ما شاء أن يصلى ولما هم بمغادرة المسجد وجد باحته قد غصت على رحبها بمجلس من مجالس العلم لم يشهد له نظيرا من قبل ورأى الناس قد تحلقوا حول شيخ المجلس حلقة إثر حلقة حتى لم يتركوا فى الساحة موطئا لقدم وأجال بصره فى الناس فإذا فيهم شيوخ معممون ورجال تدل هيئاتهم على أنهم لهم منزلة وشأن وشبان كثيرون قد جثوا على ركبهم وأخذوا أقلامهم بأيديهم وجعلوا يلتقطون ما يقوله الشيخ كما تلتقط الدرر ويحفظونه فى دفاترهم وكان الناس متجهين بأبصارهم إلى حيث يجلس