الاقزام وصانع الاحذيه
انت في الصفحة 2 من صفحتين
ما إن حل منتصف الليل، حتى حضر اثنا عشر قزمًا مجردين من الثياب، وجلسوا فوق مقعد صانع الأحذية، وأخذوا قطع الجلد المقصوصة، وبدءوا يعملون بكد واجتهاد بأصابعهم الصغيرة، يخيطون الأحذية ويدقون فوقها في سرعة
هائلة. تعجب صانع الأحذية كثيرًا من هذا الأمر، ولم يستطع رفع عينيه عن الأقزام. استمر الأقزام في العمل، حتى أنجزوه كله، وأصبحت الأحذية جاهزة للبيع. كان هذا قبل طلوع الفجر بمدة طويلة، بعد ذلك انطلقوا بسرعة البرق.
في اليوم التالي قالت الزوجة لزوجها: «لقد جعلَنا أولئك القوم الصغار أغنياء، ولا بد أن نعبر لهم عن امتنانا، ونرد لهم الجميل. أشعر بالأسى لأنهم يتجولون عراة هكذا، ولا يصح أن يظلوا هكذا دون ارتداء شيء يحميهم من البرد. سأصنع لكل واحد منهم قميصًا ومعطفًا وصدرية، وسروالًا أيضًا؛ وأنت اصنع لكل واحد منهم زوج حذاء صغير.»
أعجبت الفكرة صانع الأحذية الطيب كثيرًا، وذات مساء، بعد أن انتهى هو وزوجته من صنع كل شيء، وضعا الأشياء فوق الطاولة، بدلًا من جلد الأحذية الذي اعتاد صانع الأحذية قصه ووضعه هناك، وبعد ذلك اختبآ ليراقبا رد فعل الأقزام.
عند منتصف الليل، حضر الأقزام يرقصون ويقفزون في الغرفة، ثم جلسوا ليشرعوا في العمل كالعادة؛ لكنهم وجدوا ملابس فوق الطاولة، فضحكوا وفرحوا كثيرًا. ثم ارتدوا الملابس في لمح البصر، ورقصوا وقفزوا مرحًا، حتى خرجوا من باب الغرفة ثم انطلقوا في الحقول الخضراء.
لم ير الزوجان الطيبان الأقزام منذ ذلك اليوم، لكن سار كل شيء على ما يرام معهما منذ ذلك الحين وحتى مماتهما.