الرجل الذي يمسك الڼار
انت في الصفحة 2 من صفحتين
فجاءت سنه قحط وجوع شديد ، فلم يكن لدينا الطعام وكان الجوع كافر ، فبينما انا في منزلي فطرقت بابي ، فقالت يا اخي اصابني جوع شديد ، وقد رفعت اليك راسي عيني لله ، فقلت لها اما تعلمين ما كان حبي لك وما قاسيته من اجلك فانا لا اطعم منك شيء ، فقالت المۏت ولا المعصيه لله الواحد القهار ، وذهبت ثم رجعت بعد يومين فقالت له مثل ما قالته المره الاولى ، وقال مثل جواب الاول ، فدخلت وقعدت في البيت وقد اشرفت على الهلاك ، فلما جعلت الطعام بين يديها ذرفت عينيها الدموع ، وقالت الطعام لله عز وجل ، فقلت لها لا والله الا ان تمكنيني من نفسك فقالت المۏت خير من عڈاب الله تعالى .
فقامت وتركت الطعام وخرجت ولم تاكل شيء ، غيبت يومين واتت تقرع الباب فخرجت وكان الجوع قطع صوتها ، فقالت لي اخي قد اعياني الجوع والتعب و قد اعيتني الحيل ، ولا اقدر على أن أرى وجهي لأحد من الناس غيرك ، هل أطعمتني لله ودخلت وقاعده في البيت ، ولم يكن عندي طعام حاضر فلم نضج الطعام وجعلته في القطعه تداركني ، وقلت لنفسي ويحك هذه المراه ناقصه عقل ودين تمتنع من الطعام ولا اقدر لها على الصبر وهي ترفض وتخاف معصية الله ، و انت لا تستثني من معصيه الله تعالى ، فقلت اللهم اني اتوب اليك يا ربي ، فقدمت لها الطعام ودخلت ، وقلت لها كلي ولا باس عليك ، فانه لله عز وجل ، فرفعت عينيها الى السماء وقالت اللهم ان كان هذا صادقا تحرم عليه الڼار في الدنيا والاخره انك على كل شيء قدير بالاجابه جديد .
ثم تركتها وقمت لأطفىء الڼار وكان الوقت فصل الشتاء والبرد وقعت قطعة من الڼار على بدني فلم اجد لها الم ، بقدرة الله عز وجل فوقع في نفسي ان دعوتها اجيبت ، فقلت لها ان الله قد اجاب دعواتك ، فلما سمعت الجاريه هذا الكلام ، رفعت يديها وقالت اللهم كما اريتني مراد فيه ، واجبت دعوتي له ، فاقبض روحي انك على كل شيء قدير ، فقبض الله روحها في تلك الساعة .