في احد القرى النائيه
قصة وعبرة
في أحد الأحياء النائية كان هناك رجل فقير أعمى يعيش مع إبنته هي من تقوده وكان دائما يذهب إلى أحد الشوارع الراقية التي يوجد بها متاجر لكبار التجار كي يعطونه ما يسد به جوعه وجوع إبنته أي يتصدقون عليه وكانت إبنته جميلة جدا وقد أعجب بها وبجمالها أحد يمرا وهو ليس موجود وكان كل يوم يمضي يتعلق التاجر بالبنت أكثر وأكثر لأن البنت جميلة وعفيفة وفي أحد الأيام مرا علي هذا التاجر فتحدث مع والد البنت
فقالت البنت : لن أهنأ بعيش يا أبي ما لم تختاره لى أما التاجر فقد كان كل يوم يمضي يزداد حبه للفتاة ولكبريئها رغم حالتها الفقيرة ذهب التاجر إلى الأعمى وأعطاه شيكا مفتوحا وقال له أجعل أبنتك تكتب الرقم الذي تراه مناسبا لكي يكون مهرها فقال الأعمى : ألم أقل لك إن أبنتي ليست للزواج فقال التاجر : أعطيك قصرا وخدما يقومون برعايتك وأعطيك ما تشاء فقال الأعمى : أنا لم أعرض إبنتي للبيع كي تدفع لي ، ثم كرر الأعمى وقال : إن مهر أبنتي غالي ولن تستطيع أن تدفعه فقال التاجر : قل ما هو؟ والله لو طلبت نصف ثروتي لأعطيتك فكرر عليه : أنا لم أعرض إبنتي للبيع وإن مهر أبنتي هو : أن تنزل معي إلى الشارع للتسول لمدة ثلاثة شهور
: سأدفع المهر الذي طلبته مني ولن أجعل أحدا يعرفني ثم ذهب إلى بيت الرجل الأعمى كي يخبره بأنه سيدفع المهر المطلوب فقال الأعمى : علي بركة الله نزل التاجر مع الرجل الأعمى وأبنته إلى الشارع كي يتسولوا معا وكان التاجر يرتدي ملابس قديمة وممزقة ومرت الأيام وهم على هذه الحالة حتى إنتهت الثلاثة أشهر المطلوبة وفي نهاية اليوم الأخير من المدة قال التاجر للوالد : هيا لكي تعقد لي علي إبنتك
كي لا تقول لأبنتي في يوم من الأيام : أتيت بك من الشارع فإن قلتها سوف تجد إبنتي الجواب ، حينها ستقول لك ماذا دفعت مهري أيها التاجر ؟؟ هل دفعت لي ذهب ومجوهرات ؟ طبعا لا.
إنما كان مهري هو نزولك إلى بيئتي الفقيرة كي تحظى بي فأنا أغلي من ذهبك ومالك
الكرامة : ليست إمتلاك المفاخر بل أستحقاقها
الكرامة : هي الملاذ الأخير لمن جار عليه الزمن.
لا تجعل ثيابك أغلى شيئ فيك حتى لا تجد نفسك يوماً أرخص ممّا ترتدي
أفضل وأقصر طريق يكفل لك أن تعيش في هذه الدنيا موفور الكرامة هو أن يكون ما تبطنه في نفسك كالذي يظهر منك للناس.