الخبز والملح
انت في الصفحة 2 من صفحتين
واكتشف الشامي أن نقوده انتهت ولم يعد معه ثمن العودة للشام وأصبح ينام في المساجد فأتاه رجل كبير وسأله عن حاله فقال إني لا أجد قوت يومي فقال له الرجل لما لا تعمل في التجارة وبدأ الرجل يعلمه التجارة وأسرارها والأسواق وكل شيء يفيده في عمله إلى أن أصبح الشامي في ثلاث سنوات من العمل الدؤوب من أثرياء بغداد وبنى قصراً لم تشهد بغداد مثله... جاءت امرأة كبيرة وطلبت من الشامي ان تعمل على خدمته في القصر مقابل معيشتها فوافق وكانت له أماً حقيقية ثم قالت له أن هناك فتاة فقيرة تريد العمل معي في القصر فوافق بقلبه الطيب المعتاد وبدأت المرأة تزين الفتاة وتلبسها الثياب الجميلة الى أن تعلق بها الشامي وطلب الزواج منها وسهلت له الأمور المرأة الكبيرة وحدد موعد الزفاف في بغداد .....
قال له البغدادي إني نظرت من شباك القصر فوجدت حالك التي أتيت بها
فأرسلت لك النقود لتصلح بها حالك أمام ابنة عمك التي زوجتني إياها وأنت تحبها وحين وجدت أن كرامتك قد أبت عليك أخذ النقود احترت ماذا أفعل من أجلك فهل تعلم من الرجل الكبير الذي علمك التجارة إنه أبي والمرأة التي تخدمك في بيتك هي أمي وأنا اليوم اتيتك لأحضر عرس أختي ثم أشار بيده فدخلت ابنة عم الشامي تجر في يدها طفل وطفلة واقتربت من ابن عمها الشامي وجلست عند قدميه وجاءت العروس جلست قربها وجلس الرجل البغدادي معهم فجلس الشامي معهم وأخرج البغدادي من جيبه نصف رغيف وقسمه على الجميع فأكلوه .... انه الخبز والملح !
إن من الأخلاق الحميدة أن لا نرمي حجراً في البئر الذي شربنا منه