يقول مالك ابن دينار
فأخرجه لي، فلما رأيته عرفته.
فإذا هو الرجل الذى كان يصلي بالمسجد البارحة..
قلت للنخاس: أشتريه..فأجابني: لعلك تقول غشّني الرجل..هذا لا ينفع فى شيء..هذا لايصلح في شيء.فقلت أشتريه.. فزهد في ثمنه وأعطاني إياه..
فلما استقر بي المقام في بيتي رفع العبد رأسه إليّ وقال: ياسيدي لم اشتريتني
إن كنت تريد القوة فهناك من هو أقوى مني..
وإن كنت تريد الصنعة فهناك من هواحرف مني!
فلم اشتريتني؟
قلت: يا هذا، بالأمس كان الناس فى المسجد وظلت البصره كلها تدعو الله من الظهر إلى بعد العشاء ولم يستجب لهم..
وما إن دخلت أنت ورفعت يديك إلى السماء ودعوت الله واشترطت على الله حتى استجاب الله لك وحقق لك ما تريد!
فقلت: بل هو أنت..
فقال العبد: أعرفتني؟ فقلت: نعم.
فقال: أتيقنتني؟ فقلت: نعم.
فيقول مالك: فوالله ما الټفت إليّ بعدها، إنما خرّ لله ساجدا، فأطال السجود، فانحنيت عليه فسمعته يقول:
(ياصاحب السر إن السر قد ظهرا