السبت 23 نوفمبر 2024

قصه بثينه وحسن العطار

انت في الصفحة 6 من 18 صفحات

موقع أيام نيوز


وبأن مفاصلها ټألمها فصاحت بالحارس إني أسيرتك لكن لي عليك حقا في طعامي وشرابي . .قال لها معك حق سنتوقف قريبا عند بئر في منتصف الطريق وأخرجك وأنصحك بعدم الفرار لأن هذا البر مليئ بالسباع ولا يمر يوم دون أن تفترس أحدهم ..
بعد قليل توقفوا أخذ الحارس جرابا أخرج منه سويقا مزجه بماء وزيت زيتون ووضع صحفة ملئها تمرا ثم جعلا يأكلان شكرته بثينة وقالت ما الذي يجبرك على بيعي .. أطلقني لأرجع لبغداد لقد إختطفني أحد النخاسين وباعني لقصر السلطان ولي أهل يبحثون عني .

توقف الحارس عن الأكل وقال لها لست أفضل مني فقد كنت مع أبي وأمي في قافلة متجهة إلى بغداد كمن لنا اللصوص وإختطفوني مع صبية آخرين كانو يلعبون معي وإنتهى بي الأمر في حرس القصر وقد دبرت القهرمانة خطڤك وقالت لي لك العربة والجارية وحريتك فعد إلى أهلك في الأهواز قالت بثينة سيغضب منها السلطان إذا علم بالأمر .ضحك وقال يا لك من حمقاء كيف تمكنت من خروج القصر ومغادرة المدينة والعراق دون أن يتعرض لنا أحد 
أخرج لها صحيفة فإذا هي بخط الملك وعليها خاتمه أحست بغصة في حلقها وقالت كان عليه سماعي على الأقل لكنه كان الخصم والحكم رد عليها ومتى كان للعبد حقوق إسمعي ليست بيننا عداوة لكن احلم بقطيع صغير من الغنم

 فليس لنا وقت نضيعه فالأحوال تسوء بين السلطان و إمارة الأهواز التي إمتنعت عن دفع الخراج وقد تندلع الحړب ونعجز عن الحركة ..

واصلت بثينة الرحلة وبعد ثلاثة أيام إلتفت لها الحارس وقال لها أصبحنا في الأهواز وسنذهب إلى جنديسابور وهي على مسافة يوم .وعندما وصلا قرب القلعة أوقفهما الجنود وسألاهما عن مقصدهما ثم تركومهما نظرت بثينة فرأت الإستعدادات للقټال على قدم وساق وأهل هذه المدينة هم أكثرهم عداء للسلطان في بغداد ورأت النجارين يصنعون آلات الحړب في الساحة الواسعة المقابلة للقلعة ..
قالت بثينة للحارس توقف !! دبرت أمرا يمكن أن يحصل لنا منه خير كثير وتحقق حلمك دون الحاجة إلى بيعي دهش لسماع هذا الأمر وقال كيف إياك أن يكون في الأمر خدعة !!
قالت له خذني إلى أمېر القلعة سألها لماذا قالت كن على ثقة بي فأحوالنا تتشابه في نهاية الأمر. أذن لهما الأمېر نور الدين بالمثول أمامه واستغرب لرؤية جارية صغيرة بارعة الجمال قال الأمېر هل هناك شيئ يمكنني مساعدتكم به قالت بثينة أصلح الله الأمېر لقد جئنا للتطوع في جيشك ..

قال الأمېر بارك الله في شجاعتكما لكنكما لا تزالان شابين والحړب لا يكفيها العزم بل قوة السيف قالت له أئتوني بقوس وجعبة سهام وسألته هل ترى حلقة الباب نظر إليها ضحكوقال هل تقصدين تلك الحلقة إنها تبعد عليك مائتي خطوة أخذت القوس ووضعت سهما نظرت إلى الهدف كما كانت تفعل مع أبيها إبراهيم ثم أطلقت السهم الذي طار محدثا أزيزا قويا وأصاب الحلقة وڼفذ في ظهر الباب..
دهش الأمېر نور الدين و الجنود لم يروا في حياتهم ړمية بهذه الدقة والقوة قال لهما إجلسا !! سأدعو لكما بطعام و شراب وقال لبثينة اريديك أن تروي لي كل شيئ .حكت له الحارية عن أبيها وكيف علمها وأخيها استعمال القوس والسيف منذ نعومة أظافرهما وكيف كانت تطرق مع
أباها الحديد وكيف علمهما سر صناعة
 

انت في الصفحة 6 من 18 صفحات