نفسك أهلا لها وقال الفتى بأدب و لكن بلهجة تحدي نعم . ثم نادى إبنته إلى مجلسه أقبلت الصبية وقد لبست ثوبا طويلا غطى جسدها و يديها ووضعت على رأسها خمارا .لم يكن يظهر منها شيئ قال الفتى في نفسه ربما فعلت ذلك حشمة و حياء فزادت رغبته فيها .
سألته ماهي الشجرة التي لها ثلاثون ورقة يسقطون كلهم ثم ينبتون من جديد قال الشهر فيه ثلاثون يوما عندما يبلغ آخره تكون ثلاثون يوما أخرى إبتسم القاضي فلم يقدر أحد على الإجابة قبل ذلك وقال كيف عرفت أجاب عندما أعبر الفيافي و المفازات لي ثلاثون عودا أحسب بها الأيام. قالت االصبية حسنا ماهو الحيوان الذي يمشي على أربع في الفجر و على إثنين في الصباح و ثلاثة في المساء .أجاب الإنسان عنما يهرم يمشي على عكاز ضحك القاضي و قال له كيف عرفت رد من عصاي التي أتوكأ عليها عندما اتعب .قال القاضي السؤال الثالث سأطرحه أنا أحظر له صرة فيها تراب الأرض و أخرى فيها ذهب و قال له ماذا تختار رد الفتى اختار تراب الأرض فالمال قد ينتهي أما الأرض تبقى. ثم أذن له بالإنصراف. وفي الغد جاءه من يخبره بأن القاضي يريده و عندما ذهب إليه رأى على وجهه أمارات البشائر و قال له أهنئك فقد كنت بارعا و أحسنت الجواب بعد أسبوع عرسك فجهز نفسك لتعجب عروسك.
مر الأسبوع و الفتى في غاية الشوق و تملأ خياله صورة إبن القاضي التي سمع عنها كثيرا من الأخبار عقد إمام المدينة قرانهما و أقيمت الولائم العظيمة .وفي آخر الليل ذهب العريسان إلى مخدعهما في دار التاجر التي إشتراها لزواجه . جلس بجانبها و قد أسكره عطرها رفع بحنان غطاء وجهها لكن ما إن وقع نظره عليها حتى ذعر لقد كانت سوداء و تذكر فورا كلام الإمام و كيف إستهزأ به مجلسه الآن القدر ينتقم منه على ما فعله في المسجد لقد فهم الآن لماذا كانت تخفي وجهها و يدها لقد إحتالت عليه و أبوها معها أطرق حزينا يفكر في حل لمأزقه .
إقتربت منه و أمسكت يده التي تحولت إلى جماد بين كفيها الدافئين و قالت له أنت من تقربت إلى والدي و طلبت حل اللغز و أنت على حكمة و خلق عظيم لهذا أحببتك من كل قلبي .لأول مرة أحس بالفرح. لي أختين شقراوين تزوجا أما أنا شاء قدري أن أكون سوداء قال لها لماذا الألغاز كان من الممكن أن تجدي زوجا بسهولة دونها قالت صحيح أنا سوداء لكني أحب الحكمة و العقل لا يهمني المال سأقول لك سرا لقد أعجبني حديثك وظرفك و كنت سأقبل الزواج حتى وإن أخفقت
في الإجابة أعترف أننا لم نخبرك بالحقيقة لك الحق أ تطلقني لكن بعد مدة لكي لا تلحقني ألسنة السوء شيئا فشيئا أخذ سواد الخلقة سينسحب أمام جمال أخلاق البنت و رجاحة عقلها و إذ بمشاعر الحب تغزوا أحاسيس التاجر و بعد أن كان ينفر منها لم يعد يطيق فراقها و إعترف لها بحبه و أنه سيحارب الدنيا من أجل عيونها فدخل بزوجته و أنجبت تلك المرأة هذين التوأمين البديعي الخلق و الأخلاق لا
تغتروا أصدقائي بالمظاهر فالجمال الحقيقي هو جمال النفس يزول جمال الوجه يوما لكن الأخلاق والحكمة و إشراق الروح لا يزول.
للمزيد تابعوا صفحتنا