من دسائس النساء كامله
من دسائس النساء ...
يحكى أن امرأتين دخلتا على القاضي ابن أبي ليلى و كان قاضياً معروفاً و له شهرته في زمنه
فقال القاضي من تبدأ ؟
فقالت إحداهن : ابدئي أنت
فقالت : أيها القاضي ماټ أبي و هذه عمتي و أقول لها يا أمي لأنها ربتني و كفلتني حتى كبرت
قال القاضي : و بعد ذلك ؟
قالت : جاء ابن عم لي فخطبني منها فزوجتني إياه و كانت عندها بنت فكبرت البنت و عرضت عمتي على زوجي أن تزوجه ابنتها بعد ما رأت بعد ثلاث سنوات من خلق زوجي و زينت ابنتها لزوجي لكي يراها فلما رآها أعجبته.
و في يوم الزفاف جاءتني عمتي و قالت :
إن زوجك قد تزوج ابنتي و جعل أمرك بيدي فأنت طالق فأصبحت أنا بين ليلة و ضحاها مطلقة.
و بعد مدة من الزمن ليست ببعيدة جاء زوج عمتي من سفر طويل فقلت له يا زوج عمتي : تتزوجني؟
فوافق زوج عمتي و قلت له لكن بشرط أن تجعل أمر عمتي إلي فوافق زوج عمتي على الشرط ..
فأرسلت لعمتي.
و قلت لها : قد جعل أمرك إلي و أنت طالق ثم تزوجته فأصبحت عمتي مطلقة و واحدة بواحدة أطال الله عمرك.
فوقف القاضي عندما سمع الكلام من هول ما حدث و قال يا الله فقالت له : اجلس إن القصة ما بدأت بعد.
قالت : و بعد مدة ماټ هذا الرجل الشاعر فجاءت عمتي تطالب بالميراث من زوجي الذي هو طليقها فقلت لها هذا زوجي فما علاقتك أنت بالميراث ؟
و عند انقضاء عدتي بعد مۏت زوجي جاءت عمتي بابنتها و زوج ابنتها الذي هو زوجي الأول و كان قد طلقني و تزوج ابنة عمتي ليحكم بيننا في أمر الميراث فلما رآني تذكر أيامه الخوالي معي و حن إلي
فقال : نعم
قلت له : بشرط أن تجعل أمر زوجتك ابنة عمتي إلي فوافق فقلت لإبنة عمتي أنت طالق فوضع أبو ليلي القاضي يده على رأسه و قال :
أين السؤال ؟
فقالت العمة : أليس من الحړام أيها القاضي أن نطلق أنا و ابنتي ثم تأخذ هذه المرأة الزوجين و الميراث ؟
فقال ابن أبي ليلي
و الله لا أرى في ذلك حرمة.
و بعد ذلك ذهب القاضي إلى الوالي و حكى له القصة فضحك حتى تخبطت قدماه في الأرض و قال : قاټل الله هذه العجوز من حفر حفرة لأخيه وقع فيها و هذه وقعت في البحر ..