حكايه حلم الملك

حكاية حلم الملك :

لا تغترّ بالدنيا فإنها لا تدوم

 يحكى أنه كان يعيش في بلاد بعيدة ملك ظالم، و ذات يوم وقفت على بابه امرأة فقيرة قالت له أنا جائعة يكفيني فتات مائدتك التي تلقونها للكلاب ،قال لها :على الأقل كلابي تحرس قصري ،و أنت و أمثالك لا تقدمون شيئا للمملكة ،أغربي عن وجهي ،نظرت له بيأس و قالت له لن تنجو من عقاپ الله يا ظالم !! لم يعر الإمرأة إهتماما ،وما يعنيه من أمر الرعية من أصله .

و عندما ذهب للنوم حلم  أنه يمشي في البادية،وفجأة  سمع صوت عدو سريع والصوت في ازدياد ووضوح، والټفت االى الخلف، واذا به يرى اسدا ضخما  يعدو وراءه، أخذ الملك يجري بسرعة وعندما إقترب منه رأى ابئرا قديمة فقفز فيها ،و تعلق  بالحبل  الذي يسحب به الماء .
و عندما هدأ روعه وسكن زئير الأسد، سمع صوت ثعبان بجوف البئر.وفيما هو يفكر بطريقة يتخلص منها من الأسد والثعبان إذا بفأرين أسود والآخر أبيض يصعدان إلى أعلى الحبل وبدءا يقرضان الحبل أصيب  الملك بالهلع وأخذ يهز الحبل بيديه بغية ان يذهب عنه الفأران، وأخذ يزيد الحركة  حتى أصبح يتأرجع يمينا وشمالا بداخل البئر، وأخذ يصطدم بجوانبه ،وفيما هو على هذه الحال أحس بشيء رطب ولزج ولمسه، فاذا به  عسل يسيل من عشّ للنحل في أحد اركان البئر .
فقام الرجل بالتذوق منه، فأخذ لعقة ،وكرر ذلك، ومن شدة حلاوة العسل نسي الموقف الذي هو فيه وانقطع الحبل و شرع في السقوط في القعر حيث الثعبان الذي فغر فاه. 
استيقظ الملك من النوم مذعورا، و شهق، فقد كان حلما مزعجا !!نادى العرافين ليفسروا له رؤيته فعجزوا  جميعا الا شيخا قد تقوّس ظهره من الكبر ،عندما سمع الحكاية إبتسم و قال إستغفر الله ثلاثا ،فاستغفر الملك  قال الشيخ :لقد فعلت شيئا شيئا البارحة، و هذا الحلم رسالة لك من السّماء 
تذكر الملك المرأة الفقيرة و قال  للشيخ إنها المرأة التي أتت في الصباح : لكن ماذا يعني كل ذلك و ما علاقتها بالحلم ؟ أجاب الشيخ : إنّ الأسد الذي يجري ورائك هو ملك المۏت ،و البئر الذي به الثعبان هو قپرك، و الحبل الذي تعلقت به هو عمرك، والفأرين الأسود والأبيض هما الليل والنهار يقصون من عمرك قال : والعسل يا شيخ ؟؟ قال هي الدنيا من حلاوتها أنستك أن وراءك مۏت وحساب ،وعندما تفيق تجد أن المۏت أدركك و لم تعمل عملا صالحا يخفف عنك عڈاب الآخرة.
بكى الملك حتى إبتلت لحيته وأخذ ما في خزائنه، ففرقه على الفقراء و المستضعفين، وجعل طعامه كسرة خبز جاف و حفنة من التمر ،وأخذ يدعو كل يوم رحماك ربّي، إغفر لعبدك زلاته، فقد ألهتني الدّنيا ،و نسيت يوم الرحيل. 

عبرة :
حكاية أكثر من رائعة نتعلم منها عبرة كبيرة فى حياتنا وهي أن الدنيا في حلاوتها  تنسينا  الفقراء الذين لم يأخذوا  حظهم من الدّنيا ، وأن هناك مۏت وحساب و عقاپ ويوما ما سنسأل عن أفعالنا.
ولا تنسي أن تصلي على رسول الله ♥️
لو بتحب القراءه و القصص والروايات
أدخل حسابي واعمل متابعه ليصلك كل ما هو جديد من عالم القصص كل القصص كامله