السبت 23 نوفمبر 2024

طلقني زوجي

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز

-لا ...أنا أعيش وحدي 
ربتت هي على كتفه بنظرة حانية...
أنا آسفة ... 
ثم نظرت شاردة واغرورقت عينها بالدمع ...
جميعهم يظنون أني آتي فقط لأجل مساعدتهم بتحسين نفسيتهم ولا يعلمون أني آتي إليهم لمساعدة نفسي ... فأنا يتيمة لأبٍ لا أعرف عنه سوى أنه طلق أمي منذ زمن فلم أتذوق في حياتي طعم حنان الأب .. لم تحرمني أمي من شيء قط .. لكن حرمني هو من كل شيء ... 
اڼفجر باكيًا وقد تذكر الماضي الذي حاول جاهدًا أن ينساه ونظر إليها بعين تطلب العفو ...
-اسمك آلاء سليم الصالحي 
انتفضت هي عن مكانها وقد ذُهلت من معرفته بها وهي التي لا يعرف عنها أحد سوى إسمها الأول ...
كيف عرفت إسمي ؟
-تشبهين أمي وكأنما أنتِ نسختها الثانية ... أنا سليم الصالحي 
كادت أن تقع أرضًا من الصدمة التي حلت بها ولم تحسب لها يومًا حساب فطالما حاولت البحث عنه لكن لم تستطع لئلا ټجرح أمها كما أنها لم تكن تعلم عنه سوى اسمه فساقه القدر إليها ، ضمته ضمة طويلة ضمة فتاة ترى والدها لأول مرة ... 
=لن أسألك عما قد مضى لكن أين كنت وماذا جاء بك إلى هنا  .. ماذا حلّ بك !
أطرق النظر إليها وفرت دمعة من عينه ولا زال يمسك بيدها ثم نظر أرضا استحياءً ...
-حلّ بي عقاپ الزمن ... فكما حرمتك من الأبوة حرمني الله من ممارستها وكما ظلمت أمك في عز فرحتها بإنجابك عاقبني الله في عز جبروتي وأقعدني الفراش وكما أخرجت أمك من بيتها مرغمة وتركتها في وقت شدتها خرجت زوجتي الثانية من بيتي وطلقت نفسها بالقانون لتتركني في وقت شدتي  وأما مالي الذي بخلت بالانفاق عليكِ به فلا أملك منه اليوم شيء ... حتى أمي ماټت بحسرتها على أولادي الذي لم أعش مع أحدهم يومًا واحدًا ... حلّ بي اليوم مافعلته بالأمس . 
بكت بفطرتها الحنون وبعطفها ومازرعته أمها فيها من الخير ...
=لم تخبرني أمي أبدًا أنك تنكلتَ مني ... لكن ستظل أبي ويكفي ماحدث لك أبد الدهر ... سأزورك دائما لكن سأظل في كنف أمي التي لم تهملني يومًا... سأظل بجانب تلك المرأة التي تركت أهلها لإرغامها كثيرا على الزواج مرة أخرى لكنها اختارت تربيتي واختارت أن تكون لي الأم والأب ونزلت إلى العاصمة وعملت كل شيء لأجل إسعادي وتلبية رغباتي ، تلك المرأة التي ظلمتها أنت وليس لديها في هذه الحياة سوايّ .
كان حديثها كفيلا أن يصفعه صڤعات كثيرة ، أن يعيد إحياء ذكراه دائما وكأنه كما ظلم بالأمس يُظلم اليوم 
لم تخبر أمها بشأن شيء لئلا توقظ بها ألمًا سعت جاهدة لنسيانه وظلت هي تزوره دائما وهي تظن أنها بذلك تسعده بينما كان في كل مرة يبكي أسفًا وندمًا على مااقترفته يده.

تمت            

انت في الصفحة 2 من صفحتين