هينه والغول (الجزء الثاني)
انت في الصفحة 2 من صفحتين
إحتار يوسف ،وقال في نفسه : هذا لغز صعب ولا حلّ له، لكنه تذكر وصية البومة ،ونظر حوله ، فراى شحرة تفاح تتدلى منها ثمار حمراء اللون ،فضحك ،وقال للشّيخ :البطيخة هي صفراء و كذلك بذورها، وتفتح پسكين من حديد !!! وما أن أتمّ كلامه حتى إبتعدت الصّخرتان ،وظهر ممرّ ضّيق بينهما ...
سار في الممرّ وهو يلتفت يمينا وشمالا فقد كان الجبل كبيرا ومليئا بالكهوف ،وتساءل في أي كهف توجد هينة يا ترى ؟ وكيف سيهتدي إليها ؟واصل طريقه وهو في أشدّ حيرة ،وفجأة رأى إختطفها الغول منذ أيام ؟ قالت :وماذا تريد منها ؟ أجابها: أنا خطيبها ،وجئت لإنقاذها !!! لمّا سمعت ذلك رفعت خمارها ،وشهق يوسف ،فلقد كانت وصيفة هينة. قالت له : والله لم أعرفك ،فلقد شحب لونك ،وطالت لحيتك !!! ردّ عليها : من الحزن على بعد حبيبتي ،ولو بقيت دونها لفارقت الحياة ..
رافق يوسف الوصيفة إلى كهف كبير ،وطلبت منه الإنتظار ،وبعد قليل جاءت هينة ،وإرتمت في حضنه وتعانقا طويلا ،ثم قالت له : تعال أخفيك، فلا يمكننا الهرب إلا إذا نام الغول ،ثم أخذت قصعة وغطته بها ،وجلست فوقها ،بعد ساعة جاء الغول وقد إصطاد خنزيرا بريا ،دخل ورماه على الأرض ثم أخذ يشم الهواء وقال لهينة : الأمر عجيب .. في داري غريب إني أشمه وهو مني قريب ...
قالت هينة :لا يوجد أحد سوى أنا ووصيفتي ،بحث الغول في كل مكان إلا تحت القصعة ،وقال :أنا متأكد أن هناك أحدا ،ربما خرج الآن ،طبخ الغول الخنزير ،وأخرجت له هينة جرة خمر شربها ،وراح في نوم عميق بعدما أمسك بشعرها الطويل لكي لا تهرب ،قالت هينة للنمل الذي دخل لإلتقاط فتات الطعام إذا خلّصتم شعري من يد الغول فسأعطيكنّ حفنة من السّكر ، وعندما خرجت هينة ويوسف ومعهما الوصيفة ،بدأ المهراس يدقّ ،ويقول: إنهض يا غول ،واقرع الطبول، إلحق هينة لقد هربت من المدينة ،مدّ الغول يده ،لكنّه لم يجدها بجانبه ،فخرج من الكهف وهو يصيح : الويل لك يا هينة لن أتركك اليوم حيّة ..
يتبع الحلقة٣