القهوه المالحه
((القهوة المالحة ))
كانت هي فتاة ملفتة للانتباه.
وكانَ هو شاباً عادياً
في نهاية الحفلة ,تقدم ودعاها الى فنجان قهوة
تفاجئت بالطلب ..
.لكنها قبلت الدعوة خجلاً....
كان مضطرباً جداً ولم يستطع الحديث .
هي شعرت بعدم الارتياح ..
وكانت على وشك الاستئذان وفجأة اشارَ للجرسون قائلاً :رجاءً أريدُ بعض الملح لقهوتي
سألته بفضول : لماذا فعلت ذلك هل هي عادة؟
ردّ عليها قائلاً :
عندما كنتُ صغيراً كنت اعيش بالقرب من البحر
واشعر بملوحته تماما مثل القهوة المالحة الآن
كلّ مرة اشرب فيها القهوة المالحة أتذكر طفولتي , بلدتي , أصدقائي
وأشتاق لوالداي اللذان لايزالان هناك إلى الآن
حينما قالَ ذلك ..
امتلأت عيناه بالدموع فقد كان ذلك شعوره الحقيقي من صميم قلبه
قالت في سرها :
الرجل الذي يستطيع البوح بشوقه
لبلده وأهله لابدّ أن يكون رجلاً مُحباً يشعر بالمسؤولية تجاه بلده وأسرته
ثمّ بدأت بالحديث عن طفولتها وأهلها كان حديثاً ممتعاً ..
استمرا في التلاقي واكتشفَت انه الرجل الذي تنطبق عليه المواصفات التي تريدها ..
كان رجلاً جيداً وكانت تشتاق لرؤيته والشكر لقهوته المالحة
تزوجها ....
وعاشا حياةً رائعة وكانت كلما صنعت له قهوة
وضعت فيها ملحا لانه يحبها مالحة
وبعد ٤٠ عاما ..
توفاه الله وترك لها رسالة :
عزيزتي/ ارجوكِ سامحيني على كڈبة حياتي ..
كانت الكذبة الوحيدة التي كذبتها عليكِ
اتذكرينَ أول لقاءٍ بيننا ..
كنتُ مضطربا وقتها واردتُ طلب سكر لقهوتي وكان نتيجة لاضطرابي طلبت ملحا ..
وخجلت من العدول عن كلامي فاستمريت ..
لم أكن أتوقع أن هذا سيكون بداية ارتباطنا سويا ..
الآن انا مېت
لذلك لستُ خائڤا من اطلاعك على الحقيقة ,
انا لا احب القهوة المالحة
لكنّي شربتها طوال حياتي معكِ ولم اشعر بالاسف ..
لانّ وجودي معكِ يطغى على كلّ شيء ..
لو انّ لي حياة اخرى اعيشها لعشتها معكِ حتى لو اضطررت لشرب القهوة المالحة في هذه الحياة الثانية .
دموعها أغرقت الرسالة وصارت تشرب القهوة مالحة
سالها أحدهم :
ماطعم القهوة المالحة
فأجابت : " إنها حلوة "
( قد نشربُ المرّ من اجلِ احدهم فقط لأننا احببناهم)