اللص والتقي
انت في الصفحة 1 من صفحتين
من أطرف القصص
..يرويها الشيخ علي الطنطاوي. .
.فقال رحمه الله تعالى
هي قصة شاب تقى وفيه غفلة في آن واحد .... طلب العلم حتى أصاب منه حظا ....
قال الشيخ له ولرفاقه لا تكونوا عالة على الناس فإن العالم الذي يمد يده إلى أبناء الدنيا لا يكون فيه خير فليذهب كل واحد منكم وليشتغل بالصنعة التي كان أبوه يشتغل بها وليتق الله فيها . وذهب الشاب إلى أمه فقال لها ما هي الصنعة التي كان أبي يشتغل بها فاضطربت المرأة وقالت أبوك ذهب إلى رحمة الله فما لك وللصنعة التي كان يشتغل بها اذهب وتعلم أي صنعة ودعك من صنعة أبيك .. فألح عليها وهي تتملص منه حتى إذا اضطرها إلى الكلام أخبرته وهي كارهة أن أباه كان لصا . فقال لها إن الشيخ أمرنا أن يشتغل كل بصنعة أبيه ويتقي الله فيها . قالت الأم بحسرة ويحك ! وهل في السړقة تقوى وكان في الولد كما قلت غفلة فقال لها هكذا قال الشيخ . ثم ذهب فسأل وسأل وتابع السؤال ودرس وراقب والتقط الأخبار حتى عرف الطرق والوسائل التي يسرق بها اللصوص فأعد عدة السړقة وصلى العشاء وانتظر حتى نام الناس وخرج ليشتغل بصنعة أبيه كما قال الشيخ . فبدأ بدار جاره ثم ذكر أن الشيخ قد أوصاه بالتقوى وليس من التقوى إيذاء الجار فتخطى هذه الدار .ومر بأخرى فقال لنفسه هذه دار أيتام والله حذر من أكل مال اليتيم . ومازال يمشي حتى وصل إلى دار تاجر غني ليس له إلا بنت واحدة ويعلم الناس أن عنده الأموال التي تزيد عن حاجته .فقال ها هنا وعالج الباب بالمفاتيح التي أعدها ففتح