قصه سطيح (أشهر كاهن عرفته العرب)
انت في الصفحة 1 من صفحتين
"سطيح" أشهر كاهن عرفته العرب طوال تاريخها، الكاهن الذي تكهّن بخروج النبي صلى الله عليه و سلم ..
ولد "سطيح الغساني" لحمًا على وضم (و الوضم جرائد النخيل)، ولم يكن فيه عظم ولا عصب إلّا الجمجمة والعنق و الكتفين، ولم يكن فيه شيء يتحرك إلّا لسانه!!
قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم كان العرب يضعون مكانة خاصة للكهان ويحترمونهم ويقدرونهم لدرجة أنهم كانو يذهبون إليهم لحل قضاياهم ونزاعاتهم اليومية، كما أن وضع الكهنة قبل بعثة النبي مختلف تمامًا عن وضعهم بعد بعثته لأن الله منع عن الجن أخبار السماء بعد بعثه المصطفى، حيث منع الجن عن أخبار السماء فأن الكاهن سيمنع أيضاً لأن الكاهن يعتمد على الجان حتى يتكهن للناس..
لكن "سطيح" كان كاهن مرعب و غريب الشكل و التصرفات و حتى كلامه لم يكنّ عاديًا أبداً، و سوف نتعرف الآن عنه و قصته من البداية إلى النهاية ..
كان هناك كاهنة كبيرة في قومها تُدعى طريفة الحميرية و كان العرب يعتبروها أم الكهان حتى ټوفيت وفي نفس عام ۏفاتها ولد شخص فاقها شراً و رعباً إسمه "ربيع بن ربيعة الغساني"، و أشتهر بأسم ( سطيح ) ..
كان الكهان العرب قديماً يشتهرون بالسجع في كلامهم و السجع: هو توافق العبارات أو الجمل في نهايات الفواصل، قال تعالى (وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ) .. و تفسير الآية أن القرآن ليس بقول كاهن والمقصود بقول كاهن ..
و كان "سطيح" من أمهر الكهنة في السجع وكان كلامه فيه قبول عجيب عند المستمع، لكن حياة سطيح تغيرت تماماً عندما قابل "ربيعة بن نصر" و هو أحد ملوك اليمن فبعد أن كان أشهر الكهنة في قومه أنتقل و صار أشهر كاهن عرفته العرب بعد لقاءه بملك اليمن فماذا دار بينهم ؟ ..
رآى "ربيعة بن نصر" ملك اليمن رؤية أفزعته و أرعبته، فطلب جميع الحكماء و العرافين ومن لهم خبرة في تفسير الاحلام ولكن لم يستطيعوا لها جواباً، كان ملك اليمن لا يطمئن لهؤلاء المفسرين فكان لا يقول لهم الرؤية بل يطلب منهم هم أن يعرفون ما هو الحلم و يفسرونه ..
فإذا قال لهم الحلم يخشى أن يخدعوه ويقولون أي تفسير كاذب لذلك كان يطلب منهم الحلم و تفسيره حتى يضمن أن تفسيرهم سيكون صحيح ..
في نفس الوقت الذي كان العرافين و الكهنة يفشلون الواحد تلو الاخر في معرفه حلم الملك و