قصه سطيح (أشهر كاهن عرفته العرب)
انت في الصفحة 2 من صفحتين
تفسيره كان سطيح يأتوه الناس من جميع القبائل العربية للفصل بين مشاكلهم و تفسير أحلامهم و لكي يتكهن بمستقبلهم، و كانت شهرته لا توصف عند العرب ذاك الوقت
و بالفعل دعى الملك سطيح و قال له مثل ما قال لغيره، لن أقول لك الحلم و لكن أريدك أن تقول لي ما كان الحلم الذي حلمت به و ما هو تفسيره، و وافق سطيح و قال له سوف أجيبك، و بالفعل أجابه وحدثت واحدة من أشهر حوارات العرب عبر التاريخ ..
قال "سطيح" للملك .. رأيت أيها الملك حمحمه (أي فحمة فيها ڼار) خرجت من ظلمة فوقعت بأرض تهمة(الأرض المتصوبة نحو البحر) فأكلت منها كل ذات جمجمة. فقال الملك: ما أخطأت منها شيئا يا سطيح، فما عندك في تأويلها؟ ..
فقال: أحلف بما بين الحرتين من حنش، لتهبطن أرضكم الحبش، فلتملكن ما بين أبين وجرش (و هي مدن كانت في اليمن اليمن) بمعنى أن الحبش سوف يحتلون اليمن و سوف يتملكون أراضيها ..
فقال الملك: و أبيك يا سطيح، إن هذا لنا لغائظ موجع، فمتى هو كائن؟ أفي زماني أم بعده؟ قال: لا بل بعده بحين، أكثر من ستين أو سبعين يمضين من السنين قال: هل يدوم ذلك من ملكهم أم ينقطع؟ قال: لا بل ينقطع لبضع وسبعين من السنين ثم ېقتلون ويخرجون هاربين
قال الملك:ومن يلي ذلك من قټلهم و إخراجهم؟ (أي من الذي سوف يقتلهم و يطردهم ) قال: يليه إرم بن ذي يزن (و يقصد بذلك سيف بن ذي يزن) يخرج عليهم من عدن فلا يترك أحداً منهم باليمن و يحكم اليمن بعدهم ..
قال الملك: أفا يدوم ذلك من سلطانه أم ينقطع؟ قال سطيح: لا بل ينقطع قال الملك: و من يقطعه؟ قال سطيح: نبي زكي يأتيه الوحي من قِبَلِ العلي قال الملك: و من هذا النبي؟ قال سطيح: رجل من ولد غالب بن فهر بن مالك بن النضر يكون الملك في قومه إلى آخر الدهر.
قال الملك: و هل للدهر من آخر؟ قال سطيح: نعم يوم يجمع فيه الأولون و الآخرون يسعد فيه المحسنون و يشقى فيه المسيئون قال الملك: أحق ما تخبرني؟ قال سطيح: نعم و الشفق و الغسق إن ما أنبأتك به لحق.
و كل ما أخبره سطيح للملك حدث كاملاً فأحتل الاحباش🇪🇹 اليمن🇾🇪 لمدة تتجاوز الـ 70 عام ثم جاء سيف بن ذي يزن وطردهم وحكم حتى بعث النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي كان يقصده سطيح عندما قال نبي زكي يأتيه الوحي من العلي ..
بعض الكتب ذكرت أن سطيح عاش 140 سنه و أكثر و أيضاً ذكر في بعض الأقوال أنه تجاوز الـ 150 عام و لكن جميعها ليست مؤكدة..
قال "الحافظ ابن حجر العسقلاني" في "فتح الباري": "كانت إصابة الكهان قبل الإسلام كثيرة جداً، فلما جاء الإسلام و نزل القرآن حرست السماء من الشياطين، و أرسلت الشهب فبقي من استراقهم ما يخطفه الأعلى فيلقيه إلى الأسفل قبل أن يصيبه الشهاب ".. و إلى ذلك الإشارة بقوله تعالى ( إلا من خطڤ الخطڤة فأتبعه شهاب ثاقب).
عن أمنا عائشة رضوان الله عليها قالت: سئل رسول الله صل الله عليه وسلم عن الكهان فقال: ليسوا في شيء
قالوا: يا رسول الله إنهم يحدثونا أحياناً بالشيء فيكون حقاً؟ قال رسول الله صل الله عليه و سلم: تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقذفها في أذن وليه فيخلطون معها مائة كڈبة.
لااله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير .
. ┈┉┅━━┅┉┈
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
┈┉┅━━┅┉┈
⚠️المصادر
●البداية والنهاية لإبن كثير ..
●كتاب سيرة إبن هشام المسمى (بالسيره النبويه)
●ابن منظور في كتاب ( لسان العرب )