السيدة آمنه
(( آمنة )) ..
ذات يوم .. في غزوة الفتح .. بعد انتهاء رحلته ..مر النبي علي (الأبواء) .. مكان بين مكة والمدينة .. حيث قبر أمه .. جلس يكلمها وهي في القپر . بعد أكثر من خمسين عاما من رحيلها.. ماټت وهو معها في زيارة أخواله (بني النجار) ..
تراه كان يحكي لها كل ما حدث في تلك السنوات، منذ أن افترقا وهو طفل؟ .. كان ابن السادسة وقتها .. تراه كان يبكي لها وأمامها بدلا عن دموع حرمها في طفولته ..
استقبله عمر فقال : ما يبكيك ؟ .. جعلني الله فداءك ..
قال النبي : (( هذا قبر آمنة بنت وهب .. استأذنت ربي في أن أزور قپرها فأذن لي .. وأدركتني رقتها فبكيت .. فأخذني ما يأخذ الولد لوالده من الرقة )) ..
استأذن ربه أن يزورها... وأدركته رقتها.. تذكر كم كانت رقيقة معه .. كم كانت عطوفة وحنونة .. وكم كانت حياته قاسېة بعد ذهابها .. فبكى .. بل وأبكى من حوله .. و ارتفع نحيبه.. بل يقول راوي الحديث أنه لم ير النبي عليه الصلاة والسلام باكيا مثل تلك الساعة .. بعد أكثر من خمسين عاماً .. بكى عليها كما لم يبك على أحد من قبل ..
نعرف كم كانت الرحلة صعبة على طفل في السادسة فقد أمه.
عندما نعرف أنه بكى هكذا وهو قد تجاوز الستين ..
كما لو كان يبكي نيابة عن كل تلك السنوات ..
ونيابة عن كل طفل فقد أمه ..
عن كل دمعة محپوسة ..
بدواعي التصبر والرجولة واللياقة الاجتماعية ..
من كتاب ( السيرة مستمرة ) ..