التاجر وابنه القاضي
انت في الصفحة 1 من صفحتين
التاجر و إبنة القاضي ...
حكمة حول جمال المرأة زائل لكن الأخلاق عظيمة يحكى أن رجلا كان في مجلس قاض فدخل عليه توأمان من الشباب لم ير من هو أحسن منهما وجها و لا أكمل رجولة ولا أتم خلقا فقال الرجل في نفسه لا بد أن أباهما قد تزوج من امرأة رومية فأنجبت له هذين التوأمين ..
ثم دفع بيهما إلى شيخ من شيوخ العلم و الأدب حتى صارا كما أرى لكن فضوله زاد على الحد مما رأى من حسن أدبهما و حكمة منطقهما و سداد رأيهما مما دفعه إلى سؤال القاضي عنهما ..
تشوق الرجل و قال للقاضي بالله عليك قص علي حكايتهما ..
قال القاضي : يروى أن شابا صالحا كان يعمل تاجرا و يجوب الأرض من أجل بضاعته و في يوم من الأيام سمع صوت المؤذن فترك شؤونه و ذهب للصلاة ثم إجتمع المصلون في شكل حلقة أخذت تتسع حتى شملت كل قاعة المسجد فقال في نفسه لا بد أن الإمام الذي قبع في الوسط سيقول شيئا مهما و إلا لما إجتمع كل هذا الحشد ..
إمتعض الفتى من هذا الكلام و خرج من المسجد بازدراء كان حلمه أن يتزوّج من امرأة جميلة تسر العين في نومه كان يراها شقراء درية اللون يقطر الشهد وقال في نفسه أكون ناسكا والبس جبة صوف خشن و لا أتزوج سوداء وليحتفظ الإمام بنصائحه لنفسه ..
جاءته الأخبار أن لقاض المدينة صبية ليس لملاحتها و ظرفها مثيل وأن والها يحبها و يدللها حتى أنه أطلق عليها إسم سر أبيها و قد يئس شباب البلد من الزواج منها لأنّها كانت تطرح عليهم لغزا و تطلب منهم حله و لم يقدر أحد على ذلك ..
أطرق القاضي مفكرا ثم رفع رأسه متفحصا ملامح التاجر و بعد صمت طويل قال لا بد أنّك سمعت عن الألغاز التي تطرحها إبنتي الوحيدة لمن يتقدم للزواج منها هل تظن نفسك أهلا لها ..
وقال الفتى بأدب و لكن بلهجة تحدّي نعم ..
ثم نادى إبنته إلى مجلسه أقبلت الصبية وقد لبست ثوبا طويلا غطى جسدها و يديها ووضعت على رأسها خمارا ..
لم يكن يظهر منها شيئ قال الفتى في نفسه ربما فعلت ذلك حشمة و حياء فزادت رغبته فيها ..