الرجوله في الصبر
انت في الصفحة 1 من صفحتين
الرجوله في الصبر ...
يروى عن طفل يتيم عاش برفقة عمه حتى بلغ من العمر ستة عشر عاماً ثم طلب من عمه الزواج من ابنته التي كان يحبها فقال له عمه عندما تكبر وتصبح رجلاً و الرجولة في الصبر
مرت الأيام والشهور والسنين وأصبح عمر الفتى عشرين عاماً فعاد وطلب من عمه الزواج مرة ثانية من ابنته .
فقال له عمه أيضا : عندما تكبر وتصبح رجلاً و الرجولة في الصبر ..
ثم عندما بلغ الفتى الثالثة والعشرين عاماً طلب منه للمرة الثالثة يد ابنة عمه كان رد عمه ككل مرة عندما تكبر وتصبح رجلاً و الرجولة في الصبر ..
هذه المرة ترك اليتيم بيت عمه وخرج يائساً هائماً على وجهه في الصحراء وفي أحد الأيام رزقه الله بعمل مربح وظل طوال سنتين يعمل ليلاً ونهاراً وكان دائم التفكير في عمه وابنة عمه وفي هذه الفترة كان قد جمع أكثر مما جمع في بيت عمه بأضعاف مضاعفة
فأعطى كل ما جمع من مال إلى عمه وطلب منه ابنته مرة أخرى
فقال له : عندما تكبر وتصبح رجلاً و الرجولة في الصبر
خرج اليتيم من بيت عمه مرة ثانية حزيناً حائراً هائماً على وجهه يكابد حرارة الصحراء وآلام الجوع والعطش فعثر في طريقه على بئر ماء كان لبيت لأعرابي في الصحراء وقد بلغ منه العطش مبلغه اقترب اليتيم من البئر فإذا بقربة ماء معلقة في الظل يداعبها الهواء نادى اليتيم على صاحب البئر لعله يُبل عروقه ولو بقليل من الماء فخرجت إليه ابنة صاحب البئر ..
فطلبت الفتاة من اليتيم أن يدخل ديوان والدها الغائب عن البيت وقدمت له شاة وأحسنت ضيافته وأكرمت نزله، كأفضل ما يكرم العربي ضيفه
ثم جاءت له بعد ذلك بقربة الماء، وطلبت منه أن يشرب الآن كما يريد أكل اليتيم وشرب وحمد الله وشكر فضله .