الجمعة 29 نوفمبر 2024

قصه العطار وبناته السبعه والامير

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

رجل عطار كان عنده سبعة بنات ماټت امهم وتولى هو تربيتهم وكن على خلق وادب وجمال كبرت البنات وقرر أبوهم الذهاب لأداء شعائر الحج كان غني والغني هو الله
وكان السفر في ذلك الوقت يستغرق عاما لانهم كانوا يحجون على الابل وأوصى الاب بناته لكي لا يخرجن خارج البيت ولا يكلمن أحدا ولا يفتحن الباب لمخلوق سواء كان رجلا او امرأة من اقربائهم او غيرهم.

ووفر لهم كل ما يحتاجونه من طعام وشراب وتوكل على الله وذهب للحج بقوا اياما لم يطرق بابهم احد ولا سأل عليهم احد ونفذوا وصية أبيهم ولم يخلفوا وعدهن له
سمع امير تلك البلاد بجمال أولئك البنات وأدبهم فقد كان كل الناس يتحدثون عنهن وعرف أن أباهن غائب في سفر ولن يعود قبل زمن طويل لكن لم يطق صبرا وأراد رؤيتهن مهما كلفه الأمر
فكر في حيلة تمكنه من ذلك دون أن يكتشفن أمره وفي الأخير نادى العجوز خديجة قهرمانة القصر وهي امرأة لها ذكاء وفطنة وقص عليها حكايته ثم قال لها أطرقي بابهم وأخبريهن انك عمتهن وتريدين أن تسالي عليهن
لكن خديجة ردت عليه لست متأكدة أنهن سيفتحن الباب فإن أباهن أوصاهن بذلك وهن لا يخالفن أوامره
حزن الأمير وإغتم لذلك كثيرا إلى أن قلقت القهرمانة عليه وعرفت أنه لا يقصد سوء وإنما يريد أن يختار إحداهن للزواج
فذهبت إليه وقالت لهسأبذل جهدي ولن أتراجع إلا بعد أن أحقق رغبتك لكن أريد منك أن تعدني بشيئ
قال وما هو 
أجابت أن تراهن مرة واحدة ولن تطلب مني أمرا بعد ذلك قال أنا موافق وسأشغل نفسي بالصيد والفروسية حتى يعود أبوهن من السفر في الغد غيرت العجوز هيأتها وتلحفت بعباءة ثم أمسكت بالحلقة ودقت الباب إنتظرت قليلا فلم يجبها أحد لما رجعت إلى القصر وجدت الأمير في إنتظارها
وسألها ماذا فعلت يا خالة 
أجابتكما توقعت لا أحد منهن يرد لكني سأحاول غدا
في اليوم الثاني ذهبت وطرقت الباب وكالعادة رجعت دون نتيجة وإستمرت على هذه الحال ستة أيام وكل يوم يزداد إلحاح الأمير عليها.
صباح اليوم السابع قالت له من أجلك سأذهب اليوم لكن إعلم أنها ستكون الأخيرة فلقد رآني الجيران وسألوني من أنت لكن كذبت عليهم ولو أنهم أخبروا البنات لإنكشف أمري !
أجابها موافق حاولي هذه المرة فقد يفتحن لك من يعلم
وقفت وطرقت بقوة فسمعت رنين الحلقة في وسط الدار إنتظرت كالعادة قليلا ولما إستدارت لتنصرف سمعت صوتا خاڤتا يسألها من بالباب وماذا تريد 
فرحت وقالت أنا عمتك عيشة علمت أن أباك الحاج صالح ذهب للحج فأتيت لأطمئن عليكن
أجابتها البنت لكن ليس لنا عمات
قالت المرأةأبوك ېخاف أن تجئن عندي لأن كل أبنائي أولاد لذلك كتم الأمر عنكن حتى تتزوجن
ضحكت البنت وقالت أبي ېخاف علينا حتى من الهواء فما بالك بقطيع من الأولاد لم تتمالك العجوز نفسها من الضحك فلقد أحست أن البنت ظريفة
قالت لها أعرفك لما كنت صغيرة أما الآن لا أشك أنك كبرت فإفتحي الباب لأراك ولو للحظة ردت عليها أوصانا أبونا أن لا نفتح لأحد في غيابه فاعذريني يا عمتي
رجعت للامير أخبرته بما حصل
وقالت لهعليك أن تنتنظر أباهم فالبنت التي كلمتني لطيفة جدا وصوتها مثل العصفور الصغير لكن الأمير لما سمع ذلك
قال لهاأرجوك لقد عرفتني طفلا والآن ذلك الطفل أصبح شابا يافعا وعشق صاحبة الصوت الجميل إن لم تذهبي إليها فسأمرض هل هذا ما ترغبين فيه 
جزعت القهرمانة لما رأت حالته وندمت أنها سمعت كلامه ولم يعد لها إلا أن ترجع لدار الحاج صالح وتتحايل على تلك البنت الشقية لتفتح لها الباب وتراها
بعد محاولة العجوز الفاشلة وبعد ان سمعت من الامير انه سوف يمرض ان لم يقابل تلك البنت الصغيرة ولم يعد لها الا ان ترجع وتتحايل على تلك البنت الشقية لتفتح لها الباب وتراها
فكرت العجوز وقالت في نفسها ما هو الشيئ الذي تحبه البنات ثم قالت طبعا العطر أخذت معها قارورة عطر ورد جوري ومشطا ومرآة من الفضة المنقوشة وذهبت إلى دار الحاج صالح
طرقت الباب
فأجابتها البنت هذا أنت يا عمتي 
قالت لها نعم ولقد أحضرت لك هدية ستعجبك
صاحت البنت أنا أحب الهدايا لكن
لا أقدر أن أفتح لكي
أنت تعلمين هذا
قالت العجوز لا بأس سأصب شيئا من العطر تحت الباب وقولي لي ما رأيك 
كان العطر فواحا وغالي الثمن وإنتشر في الدار فجاء كل إخوتها وسألنها من أين جاءت هذه الرائحة الفواحة يا ياسمينة 
أجابت هو هدية من امرأة تقول أنها عمتنا عيشة وهي لطيفة جدا لما عرفت العجوز أن كل البنات قرب الباب وأنهن بدأن بالإهتمام بها أدخلت المشط والمرآة ولما رأت البنات جمال تلك الأشياء تنازعن فيما بينهن وكل واحدة تقول هذا لي
إلا الصغرى التي لم تتحرك ولم تهتم بذلك إبتسمت العجوز وقالت لا تتنازعن سأعطي كل واحدة منكن هديةهيا كل واحدة منكن تقول لي ماذا تريد
صاحت البنات في فرحواحدة تقول عطر والأخرى حلي 
كالعادة لم تطلب ياسمينة شيئا وقالت لإخوتها أنا مثلكن أشتهي هدية لكن أوصانا أبونا أن لا نفتح وإن علم سيغضب
قلن لها لن يعلم سنفتح الباب قليلا ونأخذ ما تعطينا إياه ثم نعيد إغلاقه ولن يحس أحد
قالت العجوز خديجةغدا صباحا سآتيكم بما وعدتكم به
قالوا لها نحن في إنتظارك يا عمتي لا تتأخري علينا
لما رجعت إلى الأمير ضحكت وقالت غدا يفتحن لي الباب وأراهن والبنت الصغرى إسمها ياسمينة وهي ذكية وتحترم الوعود لقد كانت مستعدة للتضحية بهدية نفيسة لأنها وعدت أباها بعدم فتح الباب ولا شيئ يثني عزيمتها.
زاد عشق الأمير للبنت وقال لهاإذهبي إلى خزائني وخذي منها ما شئت من هدايا لهن
في الصباح وصلت للدار ولما طرقت الباب فتحت لها السبعة أخوات فسلمتهن صرة لما رأين ما بداخلها صحن من الفرح فلقد وجدت كل واحدة منهن ما إشتهته
نظرت العجوز إلى البنات فتحيرت من جمالهن ولما تأملت الصغرى لم تجد ما تقوله فلقد كانت أجمل من الورود المتفتحة وأرق من قطرات الندى
أحست القهرمانة خديجة بالحب لأولئك البنات فقبلتهم وحضنتهم أما هن فأصبحن ينادونها عمتي
لما رجعت خديجة للقصر قالت للأميرلقد رأيت البنت ياسمينة وإخوتها وأنا أعذر الشيخ صالح لخوفه عليهن
قال لها أريدك أن تصفيها لي
أجابت سبحان الله على بديع ما خلق عيونها سوداء
والحاجب فوق العين قوس هلال هي قمر الليل المظلم..
وكوكب دري نورها نجم الشمال إذا مشت بين الزهور
زادتها حسنا وتألقا وجمالا على جمال..
محظوظة ياسمينة
لما سمع الأمير شعرها تحير في أمره وقال لهالا أستطيع صبرا عليها لا بد أن أرى ياسمينة فلم تعد لي القوة أن أبعد طيفها عني فلقد شغلت أيامي وسكنت أحلامي !!!
وإن تواصل هذا الأمر فلن يبقى مني سوى جلد على عظم أجابته أعلم مما أنت فيه لكن هون على نفسك يا مولاي
قال لها عليك أن تجدي حيلة لكي أراها وأكلمها
فكرت قليلا ثم إبتسمت وقالت ستراها ولن تعرفك لا هي ولا أحد من الناس سألها بفضول وكيف ذلك قالت إقترب لأقول لك في أذنك
إنزعج وقال أليس هناك

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات