استغرب المنظر ورجع للخلف لأنه أيقن بأن شړا كبيرا في هذا الموضوع وبينما يدخل لداخل الكهف إذ خبط في شخص ما ، فالټفت فلم يجد شيء ، أخذ يقول : من ؟! فأحس بيد توضع على فمه وتمنعه عن الكلام ، فظن أنه مېت لا محالة ولكن بعد دقائق ارتفعت اليد عن فمه ووجدها تسحبه للخارج حيث ظهر نور القمر مرة أخرى وإذا بشيخ كبير السن يبدو عليه الغرابة ذو لحية بيضاء ، وعمامة ورداء فضفاض لامع ، وقبل أن يسأل مأمون الشيخ وجده يقول له : من أتى بك إلى هنا ؟! أجٌننت !! لقد كدت تهلك لو كان أحد سمع صوتك .
تنهد مامون وقال : ما هذا الجمل ؟ وما تلك الچثة ؟ ومن هؤلاء ؟ بل ومن أنت أيضا ؟....
قال الشيخ : أن رباح بن أرنيس جنى من قبيلة الرياح ، وهي قبيلة تشبه البشر ولكن لنا قدرات كثيرة وكنت عائدا إلى قبيلتى ولما رأيت الجمل ومن خلفه أسرعت لألوذ بالكهف ودخلت حتى لا يتم رؤيتى ورأيتك تجلس أمامه ولكنى تخفيت عنك حتى لا أفزعك فتكشف أمرنا .
ذلك الجمل يحمل چثة ساحرة كانت تعيش منذ سنوات وتسيطر على أعتى قبيلة من الجن في هذه المنطقة وكانت تتجول راكبة الجمل هذا في كل مكان ، ويتبعها جان القبيلة وأعتى الجنود منها ، وكانت تأمرهم إن رآها أحد أن يصطادوه وتحاول الزواج منه وعندما لا تستطيع الحمل منه تتخلص منه كسابقيه ، حتى سئمت من الحمل ، فظلت تطوف في كل مكان وأصدرت أمرا بأن من يراها ويتحدث برؤيتها لابد ان يُقتلع عينيه ويُقطع لسانه ويعلق في منزله من أوصاله ، وبعد فترة ماټت على الجمل وظل جثمانها على الجمل ولكنها اتخذت عليهم عهدا أن يتبعوا الجمل حيث ذهب وأن يحفظوا جثمانها عليه وإن نفق الجمل وحده فليدفنوها ويتركوا عليها حراسة منهم وبعدها هم أحرار ، ومن يومها يتبع الجمل حامل الچثمان تلك الكتيبة من الجن حيث ذهب وهم على أمل أن ينفق الجمل في أية لحظة وإن رآه أحد يفعلون مثلما كانت تطلب منهم .
تنهد مأمون وقال : لقد ظننت أن الناس هي من تدعي ذلك ولكنى تأكدت ولن أبقى هنا أبدا بعد تلك الليلة ، عرض عليه الشيخ أن يوصله لمكان آمن وبعدها يستطيع أن يرحل حيث شاء ، ودون ذلك في كتابه "عجائب الدول والأقطار "
تمت..
مأمون_الخيام_والجمل_حامل_الجثمان