رواية جديده
في الحياة.
اقتربت منها وهي تمسك كوب الشاي وقالت لها أنتي مبدعة ياسدن تحسي إني اللوحة هتتكلم
التفتت لها سدن التي تفاجأت بوجودها وقالت بس إيه الكرم ده.. واقفة في أوضتي بتمدحي كمان ف الرسم مش ده اللي دايما تقولي عليه شوية شخبطة وكلام فاضي ولا داخلة هربانة من عمتك حميدة
هزت رأسها بموافقة وقالت فعلا كنت شايفاه كده لحد ما وقفت دلوقتي وحسيت اللوحة دي.. عرفت إن عندك حق تحبي الرسم بس ده مينكرش إن مش أي حد يرسم وأنك بجد موهوبة وسيبك من عمتك دي وانسيها
جلست سدرة على أحد الكراسي تنظر للغرفة التي نادرا مادققت النظر فيها وجدتها ممتلئة بكثير من اللوحات فقالت لسدن إنتي ليه مبتبعيش الرسومات دي وتعرضي أعمالك للبيع.. وطالما بتعملي حاجة بتحبيها ممكن تستغلي ده ويبقى مصدر رزق لك
ردت عليها سدن وهي تنهي بعض الرتوش على اللوحة بصراحة كثير عرضوا عليا الموضوع ده أو إن أنا ارسم صور لأشخاص وأبيعها بس بصراحة بحس إن كل لوحة هنا كأنها بنتي ليها ذكريات معايا وحياة خاصة ومقدرش افرط فيها
بالعواطف لأنك هتخسري فكري في نفسك واقفي على رجلك كلها شهور وهتتخرجي اشغلي نفسك وكبري اسمك وأمسكي أي
فلوس متحوجكيش لحد
شردت سدن قليلا ثم قالت ماأنا كده هضطر أخرج وأقابل ناس أو اعمل ورشة واجهز فيها رسوماتي واعرضها وأنتي عارفة يعني إنه
في نفس اللحظة شعرت سدرة باهتزاز هاتف سدن الصامت على الفراش فالتقطته وقالت الظاهر حد بيراسلك والتلفون صامت
تركت سدرة الكوب الذي أنهته من يدها وقالت بعتاب أنتي غبية حد يضيع فرصة زي دي من إيده يابنتي اسمعي كلام واشتغلي وكوني نفسك مرات أبوكي جاية بكرة وبعد كده معدناش هنطول من أبوكي حاجة والله أعلم الزمن مخبي لنا إيه اسمعي الكلام واشتغلي وسيبك من أفكارك السودة دي
ردت عليها سدرة بإصرار ومفيش غير كده
التفتت سدن والتقطت هاتفها لتجيب على الرسائل ب تمام يا مدام تغريد أنا موافقة ابعتي صورة للطفلة وفي خلال أيام قليلة هتكون الرسمة جاهزة وهعرف حضرتك تقابليني تستلميها
وصلت ياسمين بغصون لمنزلها وهي لا يخفى عليها أنينها الذي يصدر منها طوال الطريق ولا وضع يدها الذي لا ترفعها عن أسفل بطنها لذا اتصلت على ياسر وطلبت منه أن يأتي لها قبل أن يذهب لعمله لأن لديها صديقة مريضة وتريد منه أن يفحصها.
سألها ياسر وهي يضغط برفق على جرحها اسمك إيه
أجابته بصوت هادىء ممزوج بالألم غصون
سألها عاملة العملية من كام يوم ياغصون
أجابته خمس أيام.
انتهى من فحصها وجلس على أحد الكراسي في الغرفة وسألها آخر مرة أخدتي أدوية للچرح إمتى
أجابته ماأخدتش حاجة من وقت ماخرجت من المستشفى
تنهد وقال چرحك ملوث ياغصون وكان محتاج عليه غيار وده محصلش كنتي محتاجة أدوية وحقن تنشف الچرح وماأخدتيش ومن الواضح إن مفيش أي تغذية ولا راحة
تكلمت ياسمين شوف هي محتاجة إيه ياياسر وأنا هبعت آسر يجيبه وهعملها اللي محتاجاه
رد عليها ياسر وهو يكتب بعض الأدوية تمام ياياسمين وأما ترتاح تيجي المركز أشوفها بالسوناروأعطي أخته الورقة ثم قال لها بهدوء محتاجك في كلمتين ياياسمين
الفصل_التاسع
خرجت ياسمين من الغرفة مع ياسر في نفس الوقت الذي دق فيه جرس الباب معلنا عن قدوم آسر.
جلس ياسر بوجه عابس بينما يدخل آسر قائلا خير طمنيني.. فيه إيه
قبل أن ترد ياسمين قال ياسر متسائلا ممكن أفهم مين ديوقصتها إيه
ردت عليه ياسمين بينما جلس آسر بجوار أخيه وقالت يتعاطف دي بنت مسكينة ملهاش حد ولسه مچروحة زي ماأنت شوفت.
قاطعها ياسر بحزم أيوة ماأنا عارف اللي بتقوليه ده.. بس إزاي كده هو أي حد تدخليه بيتك كده وأنتي متعرفيش وراها إيه.. فرضا دي وراها مصېبة وبتكدب عليكي ولا تعمل فيكي ولا في ولادك حاجة وخصوصا في غياب مراد
اندفعت ياسمين قائلة إيه اللي بتقوله ده ياياسر هتكدب إزاي وأنت شايف حالتها وجرحها عاملين إزاي
رد ياسر بتفهم وقال مش معنى إن فيه جزء صادقة فيه يبقى كلامها كله صدق أنتي دايما بتندفعي يا ياسمين وبتمشي بعاطفتك وده غلط وأنا خاېف عليكي
تدخل آسر قائلا رغم إني مش فاهم الموضوع بالظبط بس كلام ياسر مظبوط يا ياسمين مش أي حد تفتحيله بيتك وتدخليه لمجرد حدوتة قالها
امتعضت ياسمين لسوء فهم أخويها وقالت اسمعوني بس البنت دي كانت ساكنة في العمارة اللي اشتريتها من كام سنة وانا اعرفها من وقت ماجت هي وجوزها وطلبوا يأجروا شقة فيها وكنت بشوفها اما كانت تيجي تدفع الإيجار وبأمانة مشوفتش منها غير دايما
البراءة والخجل وبعد ما جوزها وأهلها اتخلوا عنها لجأت لي وأنا مستحيل أردها أو اتخلى عنها
نهض ياسر قائلا ع العموم خدي حذرك برضه وخلي بالك من نفسك
ومن ولادك ثم نظر لأولاده الذي يلهون على بعد منه واستكمل وخدي بالك على يزيد ويزن وانا هرجع اخدهم العصر عشان عندي عمليات
نهضت خلفه ياسمين تطمئنه متقلقش ياحبيبي عايزاك تطمن
رد عليها ياسر بحنان أنا بثق فيكي بس خاېف عليكي ورغم كل ده الإنسانة اللي جوه دي محتاج رعاية والأدوية اللي كتبتها
أجابت بموافقة حالا هبعت آسر يجيب الدوا وهشوفها محتاجة إيه هعمله
فتح آسر باب المنزل للمغادرة ولكنه تفاجأ بوجود شاب متوسط البنية يناهزه في العمر يقترب منه ويتساءل مش ده منزل مدام ياسمين صاحبة اتيلية ياسمينة
رد عليه ياسر متسائلا أيوة.. أنت مين
قبل أن يرد كانت قد ظهرت ياسمين من خلفه تتحدث بعصبية ده المچرم جوز البنت المسكينة اللي جوه
زفر ياسر وعلم أن مغادرته الآن ليست في محلها فتلفت حوله وقال لأخته إهدي يا ياسمين
ثم نظر للشخص الواقف أمامه بتفحص ثم سأله أنت جاي عايز إيه
أجابه سعد وهو مطأطئ الرأس جاي آخد مراتي
انفعلت ياسمين قائلة أنت أكيد مچنون مستحي..
قاطعها ياسر بحدة قولت اهدي يا ياسمين مينفعش كده
ثم نظر لسعد وقال وأنت ادخل جوه نتكلم
بعد دقائق قليلة كانت ياسمين تنظر له نظرات حاړقة وتهز ساقيها انفعالا من ذلك الشخص عديم القلب والإحساس وتحاول أن تكظم غيظها بعد أن أمرها ياسر بذلك أكثر من مرة كانت تستمع له وهي تستشيط غاضبا بينما هو يجلس محاولا تبرير فعلته قائلا هي كانت لحظة ڠضب وكنت راجع من شغلي قرفان وڠصب عني أعصابي فلتت
رد آسر الذي استشف جوهر الموضوع منذ دخول ذلك الرجل ورد ياسمين العڼيف عليه قبل دخوله فقال بإنفعال وده مبرر إنك ټموت ابنك وتحرم مراتك من أنها تكون أم
تبعه ياسر قائلا أعظم نعمة ربنا من على الأنثى بها هي الأمومة.. اللي أنت زي مابتقول في لحظة ڠضب انفعلت وحرمتها منها زي ماكان ممكن في نفس اللحظة تحرمها من الحياة كلها وده بيحصل كتير
امتعض وجه سعد من تأنيب الجميع ولكنه حاول السيطرة على انفعالاته وقال هو اللي حصل حصل وأنا عايز مراتي معايا نرجع بيتنا ولو سمحت ياست ياسمين ناديها عشان نمشي
اندفعت ياسمين قائلة بكل برود ډم عايز تاخدها وترجع بعد اللي عملته بس أنا مش هسمح لك بكده وكمان هي قالت إنها اتطلقت منك
رد سعد مبررا هو يمين رميته عليها في وقت حزنها على أما تهدي وانا رديتها تاني
زفرت ياسمين پغضب وقالت الموضوع مش بالسهولة دي وغصون مش هترجع لك تاني واحمد ربنا إنها مبلغتش عنك ورمتك في السچن
انفعل سعد وقال يوووه قولنا وزة شيطان وراحت لحالها وكمان ياستي انتي متعرضيش ودانها دي بت غلبانة ملهاش حد ولا لها ف أي حاجة وأبوها كلمني فاكرها رجعت وبيوصيني عليها وميعرفش أنها مجتش وكنت جايلك تساعديني الاقيها لأنها متعرفش حد بس العمال عندك قالوا أنها كانت معاكي وخرجتي بها من المحل عندك وانا جايلك استلم مراتي نادوها خلونا نخلص.. ياغصون ياغصوووون
اندفع آسر ونهض ولكمه فجأة في وجهه بقوة قائلا أنت لك عين تزعق كمان ياكلب صوتك ميعلاش على أختي وإحنا قاعدين وأنت تقوم تغور ملكش حاجة هنا
جذبه ياسر غاضبا اقعد ياآسر بلاش شغل الهمج ده
في نفس اللحظة خرجت غصون تستند على الحائط بيد وتسند بطنها بيدها الأخرى وتقول بخجل أنا مش عارفة اودي وشي منكم فين على القلق اللي عملتهولكم .. مكنتش اعرف ان كل ده هيحصل
وقف سعد بغيظ من لكمة آسر له وقال وهو يكتم غيظه ياللا بينا ياغصون.. خلينا نتفض من السيرة دي
نهضت ياسمين مندفعة في وجهه قولتلك مش هتاخدها و اتفضل امشي من بيتي
أوقفهم صوت ياسر القوي الذي دوى في المكان اخرسوا
صمت كل من يجلس في المكان ثم استكمل ياسر بانفعال مسمعش نفس لحد كفاية لحد كده ثم توجه بنظره ناحية
غصون وجدها تقف ترتعد فاشفق على حالها فوجه حديثه لها وقال بهدوء يحاول اصطناعه إنتي ياغصون عايزة ترجعي للإنسان ده هو بيقول أنه ردك لعصمته
ردت غصون بصوت متعب وعيون تتسابق الدموع بالهروب منها مستحيل أرجعله تاني
اقترب منها سعد يحاول استعطافها ياغصون ده نصيب وانتي زي ماتحرمتي من انك تكوني ام أنا كمان
اتحرمت زيك واحنا غلابة زي بعض ياغصون ملناش حد
تدخلت ياسمين بانفعال أنت حيوان بتضغط دايما عليها بحجة أنها ملهاش حد بس من هنا ورايح انا في ضهرها ومش هسيبها
اقترب منها ياسر يهمس في أذنها بهدوء ممكن تقعدي وتهدي وتسيبهم منهم لبعض كل واحد يقول اللي عنده خلينا نقفل الموضوع ده ونخلص واروح اشوف شغلي اللي متعطل ده
نظرت باسترجاء وقالت بهمس مماثل لا يسمعه الحاضرين هياخدها ڠصب عنها يا ياسر
مسك يدها يدعمها بحنان لو رفضت ترجع صدقيني مش هسيبه غير ماتستلم ورقة طلاقها ومش هيغصبها على حاجة.. بس أرجوكي اهدي خلينا نخلص بقي
تدخل آسر معقبا على كلام ياسمين محذرا ياسمين عندها حق.. إياك تفكر تكسرها أو تلويها بحجة أنها ملهاش