الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية جديده

انت في الصفحة 18 من 54 صفحات

موقع أيام نيوز

لغرف النوم وكل أوضة معاها حمام خاص بها لكي الحرية تتصرفي زي ماتحبي ماعدا دخول أوضتي والدور اللي تحت المطبخ والسفرة والصالة واوضة للعب الأولاد والصالون واوضة مكتبي اللي جمبنا دي وبرضه ممنوع دخولها.. مفهوم 
زاد توترها وقالت بتلعثم م مفهوم
تنهد بعدم ارتياح وقال بتحذير عيالي خط أحمر ف حياتي ياغصون أي أذى لهم مش هسامح فيه ولا هسكت عليه.. مفهوم 
عندما نطق بذلك رفعت بصرها له بحزن من لهجته وكأنها تعاتبه على ماتفوه به فهي تخاف عليهم أكثر من نفسها.. ولكن سرعان ماعذرته فهو لم يعلم ماتحمله بداخلها لأطفاله.. كما تعاطفت معه فهي تعلم أن الولدين حياة بالنسبة له بعد ۏفاة أمهما والتأكيد ذلك هو السبب في ذلك الظلام الموحش الذي تراه في سواد عينيه.. فابتلعت ريقها وردت عليهمفهوم ثم أخفضت بصرها مرة أخرى خشية من مواجهة تلك العينين المظلمتين.
صمت قليلا بعد تلك النظرة التي لمست شئ بداخله تلومه كما يلوم نفسه ولأول مرة يقسو على أحد بهذه الطريقة ولكنه يرى أن هذا هو الصواب فيجب أن يكون صارما معها منذ البداية

حتى لا تتهاون مع أولاده أو تقسو عليهم ومجرد أن أخفضت بصرها مرة أخرى.. شعر بحرجها وتوترها فاكتفي بهذا القدر من التعليمات ونهض واقفا وهو يقول قومي معايا عشان اقابلك بالأولاد والبس عشان اتاخرت على شغلي
التقطت حقيبتها وسارت خلفه بتوتر لتبدأ مشوارها في هذا البيت الذي أخافها منذ أول يوم.
تجلس تتفقد الساعة تنتظر قدومه بعد أن أخبرها أنه يريد مقابلتها والتحدث معها قبل التقدم لخطبتها وبالفعل وافقته وطلبت أن يكون مكانا بعيدا عن مقر عملهما سواء المستشفي أو المطعم واتفقا على الجلوس في إحدى الحدائق العامة وهاهي تنتظره تعلم أنها تسرعت في إتخاذ القرار وهي وحدها من ستتحمل عواقبه ولكنها ليس لديها حل آخر كي تبعد عن منزل أبيها بكل مشاكله نظرة التعجب في عينيه عندما سألته إن كان مازال يريد الزواج منها لم تنساها ماحييت مفاجأتها له بهذه الطريقة أربكته وظل دقائق غير قادر على الرد عليها حتى ظنت أنه أعرض عن ذلك لذا كانت ستغادر حفظا لماء وجهها ولكنه استوقفها قائلا لو غيرتي رأيك فأنا معنديش مانع
حينها شعرت برد كرامتها فتنهدت بإرتياح وأجابته أنا موافقة.
سألها بإبتسامة ماكرة بس مقولتليش إيه سبب تغيير رأيك
ردت عليه بنبرة سخرية لقيتك عريس لقطة ميترفضش
رفع حاجبه تعجبا من ردها وهز رأسه حائرا في تلك الأنثى الغريبة التي تقف أمامه غير متوقع أي رد منها أنثى جميلة طرية ككعكة لذيذة ولكن عيناها كالصخر وداخلها أيبس من الصخر صعب فهمها أو ما يدور في رأسها ولكنها تجذبه بكل ذلك بجمالها وجمودها وغموضها الذي يتشوق لفك ألغازه ولكنه واثق أنه سيحل كل ذلك تحولت دهشته لنظرة إعجاب فابتسم لها وقال طب ممكن اعرف انتي من فين ومين ولي أمرك عشان آجي بيتكم
أخرجت من حقيبتها مفكرة صغيرة وقلم وكتبت فيها ثم قطعت الورقة وسلمتها له وقالت ده رقمي شوف نويت على أمتي واتصل وانا هقولك تعمل إيه
ابتسم لها ثم قال مازحا أنا ليه حاسس كده اني رايح مهمة في تل أبيب.. ماتفكك يا قمر.. نفسي أعيش لما أشوفك بتضحكي 
زاد عبوسها وقالت هنتظر منك مكالمة سلام
وقف ينظر في أثرها بتعجب ويقول لنفسه لا دا أنتي الجواز منك عملية إنتحارية ثم ابتسم وهز رأسه مستكملا.. بس قمر يخربيت طعامتك 
وهاهو اليوم يدخل بطلته الجذابة التي تسحر الكثير من الفتيات ورأت ذلك بعينيها وهي تسمع همسات الفتيات على وسامته وجماله وجاذبية عينيهابتسمت بداخلها متهكمة لأنهم لا يعلمون أن ذلك الذي يتهامسون عليه هو
الرجل الأسوأ حظا بالعالم لأنه سيتزوج منها ومن الواضح أنه ترك كل هؤلاء الجميلات وأعجب بها وبشخصيتها المړيضة التي تعلم جيدا أن من الصعب علي أي إنسان التعامل معها ولكنها مضطرة وهذه فرصتها الوحيد التي يجب عليها كسبها.
ابتسم لها بمجرد قربه منها ثم جلس مقابلا لها وقال بإعجاب مساء الجمال.
لأول مرة تتأثر ببإبتسامته التي تعلن عن طيبة قلبه ونقاء سريرته لا تعلم لما حزنت بداخلها على ذلك الوضع هو يتعامل بطبيعة ونقاء وهي تستغله حتى تتخلص من هموم ازداد تراكمها على رأسها حتى أصبحت غير قادرة على السير بها وعليها تجاوز كل ذلك بأي وسيلة كانت.. لأول مرة تنظر أرضا خجلة من نفسها
نظر لها متعجبا.. تلك الأنثى الجامدة التي تنفث حمم ڼارية من عينيها تنظر أرضا وملامحها لينة قليلا هيئتها كذلك لم يعتادها شعر بالقلق عليها فرفع يده وربت على كتفها يسألها أنتي كويسة
نفضت يده بسرعة ورفعت عينها له تنظر بشرر يتطاير منها ولهجة تحذيرية لو لمستني تاني هقطعلك ايدك
تعجب من رد فعلها وتلفت حوله ليطمئن أن لا أحد سمعها من المتواجدين حولهم ثم رد عليها بحرج أنا آسف مش قصدي حاجة بس قلقت عليكي
تداركت مافعلته فرفعت يدها تمسح وجهها بكفها وكأنها تزيل من جسدها بعض التوتر ثم أطلقت زفيرا ساخنا لعله يهدي بعض الحمم بداخلها.. ورفعت وجهها له وقالت بتوتر حصل خير
ضيق عينيه وهو ينظر لها بحيرة من شخصيتها وسألها أنتي إنسانة غريبة جدا.. وأنا مش عارف افهمك
استعادت جمودها وردت إيه اللي محتاج تفهمه أو

تعرفه
نظر لوجهها بحدة وقال محتاج اعرف عنك كل حاجة منكرش إني أعجبت بيكي.. بس أنا معرفش عنك غير إسمك 
أخذت شهيقا باردا وهي تنظر حولها ببعض التوتر ثم عادت وثبتت نظراتها على وجهه وقالت أنا إسمي سدرة وبشتغل ممرضة زي ماأنت عارف وعندي ٢٤ سنة وليا أخت بس عايشة مع أبويا ومراته وأختي.. ووالدتي مټوفية من ٣ شهور وأظن عندك علم بكده
هز رأسه نافيا وقال مش ده اللي عايزة اعرفه عنك أنا عايزة افهمك مش عارف.. شخصية غامضة ومعقدة 
تنهدت وأجابته بحدةأظن فهم الشخصيات ده بيجي بالوقت والعشرة ومش لازم اهزر واضحك وادلع معاك عشان ابقى فري ومش معقدة
رد عليها مسرعا ليمحي سوء فهمها لما يعنيه وقال لا مش قصدي كده تماما بالعكس يمكن تحفظك ده اللي جذبني ليكي 
شعرت بصداع مفاجيء وكأنها أصيبت برأسها فجأة فمالت على المنضدة أمامها ورفعت يدها تسند رأسها.
هيئتها ذلك أثارت الذعر بداخله عليها حاول مد يده للإطمئنان عليها ولكنه تذكر ماحدث فتراجع وسألها أنتي تعبانة.. أنا ممكن أساعدك 
هزت رأسها بالنفي دون أن ترفعها وقالت بصوت مرهق أنا كويسة
نظر لها بقلق.. يتعجب من ذلك الشعور الذي ينهش بداخله كلما كان قريب منها.. رغبة بضمھا وإحتوائها والمسح على تلك الرأس الصغيرة بعد نزع ذلك الحجاب الذي يخفى تاج رأسها رغبة في تدليك ذاك الرأس حتى يمحي عنها الألم.
رفعت رأسها وحاولت رسم التماسك والصلابة ونظرت له قائلة طلبت تشوفني عشان تقولي على الجديد
نظر لتلك العينين واعترف لنفسه أنه حقا وقع أسيرا بهما فشمل وجهها بنظرة إعجاب وقال بحرج أنا هآجي أتقدم لك ومعايا ياسر أخويا.. بس كنت عايز أعرفك علي ظروفي.. أنا بصراحة لسه باديء في مشروع المطعم من فترة قريبة وأخد كل اللي معايا دا غير إني أخدت مبلغ بسيط من إخواتي اكمل بهم المشروع مع صاحبي اللي شوفتيه معايا وبصراحة دي اول مرة ادخل مشروع وانجح فيه عشان كده هنطول فترة الخطوبة شوية على أما اقدر اجيب شقة وافرشها دا غير اني هجيب شبكة بسيطة دلوقتي لكن اوعدك اني أول ما ربنا يكرمني هجيبلك اللي تستحقيه أنا حبيت اعرفك ظروفي قبل ماادخل بيتكم واتكلم مع والدك في حاجة
ردت عليه سدرة بهدوء أنا مش عايزة شبكة ولا مهر ولا أي حاجة من دي.. وبرضه ممكن تأجر شقة ونفرشها بحاجة بسيطة وبعدين نبقى نجدد ونعمل اللي احنا عاوزينه 
تعجب آسر من كلامها ولكنه كان سعيد بداخله لأنها ليست كبنات سنها تطمع في الكثير لذا سألها بس أنتي من حقك زي غيرك يكون عندك شقة ويبقى لك مهر وشبكة تليق بكي و
قاطعته قائلة أنا مش هكدب عليك أنا من يوم ما أبويا اتجوز ومراته جات البيت وانا مبقتش طايقاه ومستعدة اعيش معاك ع الأرض بس مطولش الخطوبة وعجل بالفرح 
اندهش من كلامها فسألها وهو ده السبب اللي خلاكي توافقي ع الجواز مني
أومأت رأسها بخفوت وقالت ممكن يكون ده سبب رئيسي إن أغير رأيي في رفضي التام للجواز وخلاني اوافق
نظر لها بشفقة وقال يمازحها رغم ان ده شيء يجرح رجولتي انك موافقتيش لشخصي.. رغم اني راجل قمر ومفيش مني
وألف بنت تتمناني.. بس صراحتك شفعتك لك 
رفعت وجهها له وعلي شفتيها شبه إبتسامة عندما رآها ظن أنه خيل له.. لذا ابتسم هو تلقائيا ثم أدرك شيئا فعاد إلى جديته وسألها طب هو والدك ممكن يوافق على ظروفي دي 
هزت رأسها موافقة وقالت ببعض الحزن اللي قولتلك عليه ده بالنسبة لوالدى كتير إحنا في منطقة شعبية والناس فيها يعتبر معډومة وحياتهم ماشية بالزق.. فالقليل عندهم كتير وأبويا هيفرح إنه هيخف الحمل عنه
أدرك الآن أنها تحمل الكثير بداخلها وبمجرد إطمئنانها له ستخرج مابداخلها وسيستطيع حينها أن يفك شفرتها المعقدة.
لا تعلم هل تسعد بذلك أم تحزن أختها ستتم خطبتها وترحل هي الأخرى كما رحلت غصون وستظل هي وحدها أسيرة ذلك العڈاب بقية عمرها.. فهي لم ولن تحظى يوما برجل ينتشلها من ذلك العڈاب كأختها من سيرضي بفتاة مشوهة تعيش معه وينعم لها كزوجة عندما تذكرت ذلك مسحت دموعها التي سألت على خديها بأناملها وخرجت لتساعد زوجة أبيها في إعداد

المنزل لمقابلة العريس الآتي مساء اليوم ولكن قبل أن تخرج دخلت سدرة لها تحمل كوبين من الشاي الساخن على طبق وبيدها الأخرى كيس به بعض الشطائر الجاهزة وقالت لها خدي مني كده
تناولت سدن الطبق الذي يحمل الكوبين بيدها ووضعته على المنضدة الصغيرة بغرفتها بينما أغلقت سدرة الباب وتبعتها قائلة أنا جبت معايا شوية سندوتشات نتغدى بهم بدل الحوجة لمرات أبوكي العقربة دي
ثم سحبت الكرسي وجلست بجوار سدن ونظرت لها بتأمل فلاحظت الحزن البادي على وجهها فسألتها مالك ياسدن.. زعلانة ليه
ردت بحزن عليها قائلة هتتجوز وتمشي زي غصون ياسدرة وهتسيبيني
ردت علي أختها تطمئنها ومين قال إني هسيبك بالعكس هنشوف بعض كل يوم وهتزوريني مين قال أننا هنبعد
نظرت لها سدن بدموع وقالت لا ياسدرة بكرة الحياة تاخدك وبيتك وجوزك يشغلوكي وتنسيني 
ردت عليا سدرة بجمود دي فرصتي الوحيدة ياسدن وأنتي بكرة تجيلك فرصتك
ردت عليها سدن بيأس ليه وانتي متخيلة ان ممكن حد يجي يتقدملي في يوم من الايام 
نظرت لها سدرة بعتاب وقالت وليه لاء أنتي زي
17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 54 صفحات