من روائع القصص
لم تستطيع إمساك نفسها ،و بدأت يداها ترتجفان و هي تردد يا إلهي إنه سيقتل نفسه جسمها بالكامل بدأ يهتز، و كأن زلزالا قويا ضړب بداخلها فأيقظ كل مشاعرها المېتة أحست أنها وباقي البشر بلا ضمير ،بلا روح ، أنانيون أحست بالقرف من نفسها لأنها وبخته بتلك الطريقة القاسېة بالطبع فقد زادت من معانته شعرت أن الرسالة موجهة إليها،
انحنت مرة أخرى نحو الحفرة الصغيرة وسحبت منها باقي الرسائل ، كانت كلها تصف معاناة الفتى ، استنتجت أنه يسكن بأحد المنازل البدوية التي توجد نواحي المقپرة وأنه كان يراسل أمه لمدة شهر يطلب منها النجدة وأنه عندما ينتهي شهر سوف ينهي حياته ليلتحق بها لذلك عزمت على إنقاذه قررت أنها سوف تعود في الغد فلقد كتب أنه بقي يوم واحد وينتهي هذا كله أي أنه سوف يعود غدا ومعه الرسالة رقم ٣٠ لكنها هذه المرة غيرت شكلها لبست لباسا أبيض فضفاض مطرز ببعض الورود ووضعت وشاحا أحمر على رأسها كانت تحاول أن تبدو كسيدة لطيفة وطيبة عكس تلك التي وبخته وصلت صباحا الى قبر ابنتها فبدأت تحدثها عما جرى للفتى المسكين ، فجأة ظهر في مرمى نظرها كانت مشيته الثقيلة تدل على أنه في حالة يأس تام فكرت بعدة طرق لتقرب منه
وبينما هي تفكر نظرت إليه لتجده قد بدأ الشرب فهرعت اليه وهي تصرخ باسمه قام من مكانه مڤزوعا ، فسألها مستغربا
من أنت...؟
فأخبرته أنها من طرف أمه ،جاءت لتنقذه حينها ردد بفرح أمي ثم سقط كحمل وديع اغمي عليه ، فنقلته بسرعة بسيارتها الى المستشفى وقاموا بغسل جهازه الهضمي وتم إنقاذه فقامت بعد ذلك برفع دعوى ضد أهله على انهم السبب فيما حصل له، و كانت الرسائل بمثابة دليل قاطع على سوء المعاملة التي تعرض لها الفتى تم الحكم لصالحها فربحت حق التكفل به حتى يصل سن الرشد أصبحت إمرأة أخرى، أحبت أيامها وكأنها ولدت من جديد صفحت عن زوجها و ركزت على إعطاء سيف كل ما يحتاجه من رعاية و حب و اهتمام فكان لها عوضا جميلا على فقدان ابنتها
وكانت له الأم التي كان يناديها منذ عامين.