روايه سيدة القمر الاسود (جميع الفصول كامله) بقلم زينب مصطفي
الدنيا فوق دماغنا
شهقت مي پخوف وضيق
وده ايه الي رجعه بس ماكنا مرتاحين
خلاص يا ماما انا هودع صحابي ونص ساعه وهكون عندك بس افتحيلي باب القصر الصغير علشان ادخل منه و محدش يحس بيا
عصمت بتأكيد
انا هفتحلك الباب وانتي متغيبيش وربنا يستر
ثم اغلقت الهاتف وهي تقول بارتياح
كده كويس نص ساعه بالكتير ومي تبقى هنا الباقي بقى عليا
ثم تابعت بتفكير وهي تتزكر مشهد خروج حبيبه من غرفة عمر
لا البنت دي مش خطړ زيها زي غيرها اكيد لعبه وبيسلي نفسه بيها بس لما ينوي يتجوز هيتجوز بنت خالته مي هانم مندور دا تربية ايدي وانا حفظاه كويس
ثم ابتسمت بثقه وهي تتجه للاسفل لمساعدة ابنتها في الدخول للقصر دون ان يراها أحد
سيدالقمر الاسود
إستيقظت حبيبه مبكرا وإغتسلت ثم إرتدت ملابس العمل ووقفت تحدث نفسها في المرآه بعد ان تأكدت من إحكام حجابها
خلاص كده ياحبيبه إتأكدتي انه مش فاكرك و لا فاكر اي حاجه حصلت في اليوم المشئوم ده يعني لو مشيتي و اختفيتي مفيش حد هيدور عليكي الا الزفت الي اسمه شريف
بس حتى شريف مش هيضيع وقته في انه يدور عليا أكيد بعد ما اخرج من هنا مش هيبقى ليا فايده عنده واكيد مش هيبلغ عني زي ما كان بيهددني لانه هيخاف لأتكلم ورجله تيجي في السكه واكيد ساعتها عمر مش هيرحمه
طيب مش هيبقى حرام عليا لو مشيت من هنا من غير ما أنبهه للتعابين الي محاوطينه وهو مش حاسس بيهم
ثم جلست على طرف الفراش وهي تتابع بقلق
ثم تنهدت بعدم تصديق
أنا مش مصدقه ان واحده ممكن تعمل كده في خطيبها وابن خالتها انا بجد مش فاهمه عملت كده ازاي يعني هتعوز ايه اكتر من كده لتتابع بهيام
وسيم وزي القمر و راجل كده في نفسه طول بعرض تحسه هيبه هو صحيح بارد أوي بس
ثم عقدت حاجبيها پغضب وهي تنهض عن الفراش وتتجه الى الباب في طريقها للخروج
غبيه ومجرمه حد ربنا يرزقه بواحد زي ده ويضيعه من ايده ويعمل الي هي
عملته
ثم تنهدت بتعب
فوقي يا حبيبه وخليكي في نفسك انتي لوحدك في الدنيا ولو وقعتي تحت إيده أو إيدهم مش هيرحموكي
وتبقى مصېبه أكبر وعشان اريح ضميري لما ابقى في الامان هبعتله جواب احكيله فيه على كل حاجه
ثم تابعت وهي تحدث نفسها بتشجيع
صح يا حبيبه برافو عليكي انا هقدم استقالتي لدولت هانم النهارده واتحجج لها بأي حجه وامشي من هنا لاي مكان تاني بلاد الله واسعه واكيد مش هغلب وهلاقي شغل
ثم توجهت الى الجناح الخاص بدولت هانم لتجدها تجلس في شرفة الغرفه التي تطل على الحديقه الداخليه الرائعه للقصر وهي تقرء جرائد الصباح
وقد إرتدت فستان رمادي أنيق و عقصت شعرها الابيض الموشي بخيوط رماديه في
عقده أنيقه
خلف رأسها
تأملتها حبيبه وهي تشعر بالحزن والندم يتملكها وهي تتزكر ان عليها مغادرة هذه السيده الحنونه الطيبه والتي أشعرتها في الايام القليله التي قضتها معها بالحنان والدفئ
في معاملتها معها فهي لا تعاملها كمجرد مرافقه لها بل تعاملها بود وحنان شديد كأنها ابنه او حفيده صغيره
لها
اخذت حبيبه الادويه الخاصه بدولت هانم وتوجهت اليها وهي تقول بهدوء
صباح الخير يا دولت هانم عامله ايه النهارده
ابتسمت دولت هانم بسعاده
صباح الخير يا حبيبه كويسه جدا الحمد لله وحاسه كده اني كلي نشاط ونفسي مفتوحه على الدنيا
ثم تابعت بسعاده
عمر عمر حفيدي رجع متعرفيش انا كنت قلقانه عليه قد إيه بقاله شهر غايب ومش عارفه عنه حاجه ولا حد كان بيطمني عليه وقلبي كان حاسس ان فيه حاجه وحشه حصلت له بس طلع ده كله وهم من شدة قلقي عليه
لتتنهد براحه
الحمد لله انه سليم وكويس ربنا يباركلي في عمره
وضعت حبيبه حبات الدواء برفقة كوب من الماء على المائده وهي تشعر بتأنيب ضمير رهيب
وهي تقول بتوتر
طيب الحمد لله انك اطمنتي عليه اتفضلي خدي الدوا علشان ميعاده ميفوتش
ثم تابعت بتوتر
دولت هانم انا كنت عاوزه أطلب من حضرتك طلب
اطلبي يا حبيبه ولو في مقدرتي اكيد هنفذهولك
حبيبه بارتباك
انا كنت عاوزه أسيب الشغل هنا أصل أصل
ليقاطعها صوت عمر الزي ارتفع من خلفها وهو يقول بجديه
أصل إيه
إزيك يا دوللي عامله ايه من غيري اكيد ارتحتي مني ومن تحكماتي مش كده
مررت جدته يدها على رأسه بحنان وهي تقول بحب
يا حبيبي ربنا ميحرمنيش منك ولا من تحكماتك وتفضل منور حياتنا بس انا زعلانه منك تغيب شهر بحاله من غير ما اعرف فيه حاجه عنك
ڠصب عني يا ست الكل كان عندي شغل مهم ومكنتش اقدر اسيبه الا لما اخلصه واول ما خلصته جيت جري عليكي
راقبتهم حبيبه وعينيها تترققان بالدموع فحاولت الانسحاب بهدوء الا ان صوت عمر استوقفها وهو يقول بجديه
إستني عندك رايحه فين
حبيبه بارتباك
رايحه أجيب الفطار لدولت هانم
هز عمر رأسه وهو يقول بجديه
وإيه الي موقفك هنا كل ده اظن الفطار والدوا ليهم مواعيد ولازم تلتزمي بيهم والا دول مش من اختصاصك هما كمان
إحمر وجه حبيبه وهي تقول پغضب مكبوت
لسه ربع ساعه على ميعاد فطار دولت هانم وأحب
أطمن حضرتك انا عارفه مهام شغلي واختصاصاته كويس وملتزمه بيهم بس ياريت غيري هو الي يلتزم بيهم
تراجع عمر للخلف وهو يضع ساق فوق ساق وهو يتأملها من أعلى الى اسفل بعينيه وهو يقول ببرود
ولما انتي عارفه شغلك وحافظه اختصاصتك كويس اوي كده طالبه تسيبي الشغل من غير ما تنفذي شروط العقد الي انتي مضياه
شحب وجه حبيبه وهي تقول بارتباك
شروط شروط ايه الي حضرتك بتتكلم عليها
عمر ببرود
ايه مش عارفه انتي مضيتي على ايه مش عارفه ا
في شرط في العقد انك لازم تبلغينا انك عاوذه تستقيلي وتسيبي الشغل قبل تنفيذ الاستقاله بشهرين وفي حالة موفقتنا على استقالتك ممكن تمشي بعد شهر واحد
شهقت حبيبه پخوف
يعني لسه هستنى شهر
ابتسم عمر ببرود
قصدك شهرين
حبيبه بدهشه
ايه
عمر ببرود
ايه ودانك تعبانه مش سمعاني كويس بقولك
لسه قدامك شهرين وده لأني مش موافق على استقالتك احنا مش بنلعب هنا وتحت أمرك تشتغلي وقت ماتحبي وتسيبي الشغل وقت ماتحبي
نظرت اليه جدته بطرف عينيها وهي تبتسم
بمكر
وانتي عاوزه تسيبينا ليه حد دايقك في حاجه
حبيبه بارتباك
لا بس أصل أصل
دولت هانم بحنان
اصل ايه يا حبيبتي انا كنت فاكره انك مرتاحه معانا هنا
حبيبه بارتباك وهي تحاول العثور على كذبه مقبوله
ايوه بس أصل اصل خ خطيبي مش مش موافق على شغلي هنا
ضيق عمر عينيه وهو يتأمل يدها الخاليه من اي شئ يشير لارتباطها ليهب فجأه