روايه حصونه المهلكه (من الجزء الأول إلى الاخير كامله) بقلم شيماء الجندي
بس لو فكرتي تقوليله حاجه و وتشلبي حياه اختي .. انا هعارفك ساعتها ماذا سوف افعل اتفقنا...
عارفه انا مقدرتش ليه .. عشان خاطر ندي عشان حبته ومقدرتش ابعدهم عن بعض...
ومعملتش زي الوالد وهي عيله صغيره .... عشان كده
كنتي آخر حل قدامي ... انا عارف انك مش ذكيه وپتخافي على أخوك .. مش كده
يا اسيف !
هزت رأسها الموافقه و هي تتوق لسماع صوت أخيها الحنون علها تهدأ !! أو تشعر أنها ليست بمفردها مع ذلك الۏحش ...
أسرع مجيبا عليها يهتف بصوت حنون مبحوح من أثر النعاس و هو ينتفض قائلا
أسيف حبيبتي !! انتي بخير .. وحشتيني !!
أغمضت عينها و هي تحاول السيطره علي صوتها و أفاقت علي لكزه خفيفه لتهمس
ايوه أنا بخير ... أنت كمان وحشتني أوي ياتيم !
عقد حاجبيه من صوتها المبحوح .. هل تبكي !! صاح بقوه غاضبه
لحظات مرت كالدهر عليه وقد استمعت ندي إلي قاله ع أخيها لتقف غاضبه تصيح
وبعدين معاك ياتيم !!!!
وصل صوتها الرقيق أخيرا تهمس باطمئنان مسرعه
حاجه ايه بس ياتيم .. كل الحكايه إني كنت نايمه بس و أول ماصحيت عرفت إنك اتصلت و قلقان قولت اطمنك ...
و حين وجدها تسعل لتعدل من نبره صوتها النائم ... و قال بصوت حاني هادئ
قلبت ندي عينيها بملل وجلست متهكمه بصوت مرتفع وصل إليها
لا فهد. غريب الاطوار .. كل شويه نفس السؤال ولا اللي سايب عيله صغيره ...
نظر إليها غاضبا ليستمع إلي صوت أسيف الهادئ تقول
متقلقش عليا ياتيم انا تمام ياحبيبي .. مش هطول عليك ...
صمتت لحظات ثم قالت بهدوء ونبره خفيفه
استمعت إلي رده الهادئ يقول
خلي أنت بالك من نفسك و طمنيني عليك علي طول ولو البني ادم ده زعلك كلميني علي طول فاهمه أوعي تخافي أو تترددي ياأسيف !!!
أغمضت عينيها و سالت دموعها و هي تري ابتسامته المتهكمه و نظراته و هو يشير لها لإنهاء المكالمه ... لتنفذ قائله
الهاتف يغلقه ثم ارتفعت ضحكاته بصوت صاخب مرتفع للغايه
مره أخري بجيبه بعد أن أغلقه تماما يقول بسخريه من بين ضحكاته
ابقي اتصلي عليه ياأسيف لو عملت حاجه متصلتيش ليه يابيبي !!
صمتت حزينه و أعينها تذرف دموع صامته لتصرخ باكيه
إيه متصلتيش ليه بيه !! أنا اقولك عشان أنت معندكيش شخصيه تيم هو اللي كان بس دلوقت مفيش تيم !!! في فهد !!!!
لطالما كان المفضل لدي الجميع مثال المحبه لشقيقته ... لطالما فضلته الجده عليه و تلك البريئه ضعيفه الشخصيه علي شقيقته القويه !!!
وصل إلي المطبخ الصغير لكنه كان أسرع منها حين دفعها نحو المنضده الصغير يصيح بقوه حين صړخت متألمه
ۏجعتك .... محدش يستاهل العڈاب غيركممم !!
يقول لاهثا ببرود مصطنع لم يتقنه حيث فضحته رماديتيه المقهوره
سوري يابيبي نسيت ابلغك أن المكالمه دي ليها ضريبه !!
لم تعد تشعر به .. لم تعد تريد رؤيته أو رؤيه أحد ... تريد فقط أن تنتهي حياتها الآن لتذهب بعيدا عن ذلك ..لما تدفع ثمن ما لا ذنب لها به !! لما هو هكذا !!
لم تشعر سوي وهي تهمس بتلك الافكار
بكرهكك ..مش مسمحااك !!
كلمات صغيره أنهت كل الذي يحدث !! لم تكن أول مرة يستمع إلي تلك الكلمات ... لقد استمع إليها منذ سنوات .. لقد صړخت تلك البريئه...
لكن لحظه لما هذا الجدل !! ها هي أمامه !! ابنه اغرب رجل في العالم الآن !!!
توقف سيل الأفكار لديه و پغضب أمس ...
قائلا لو اتاخرتي هساعدك بنفسي !!
و بهدوء صامت تغلق الباب و قد أدركت أنه لا مفر في جميع الاحوال ...
وقف تيم يتحدث بهاتفه إلي الجده يردف بهدوء
معرفش ياتيته ممكن خاېفه تحكي .. كلميها أنت أو عمتي ....
مرت اللحظات و ندي تجلس و بملل ...صاړخه ما هذا !!
أنهي المكالمه و هو ينظر تجاه الشرفه شاردا بصمت .. لقد فهم أن زوجته تغار من حبه لشقيقته .. و ها هو حتي لم يطلب منها محادثه شقيقته صديقتها !!!!
وكاد أن يسألها لما لم تطلب محادثه أسيف و اكتفت بالسخريه عليها !! لكنه عدل عن ذلك .. لقد اتخذ قرار غير مرحب بها .. ليفعل ذلك ولا يتسأل عن شيئ ... !!
اتجه إليها يرسم بسمه هادئه قائلا
خلصتي يا حبيبتي !
ابتسمت علي الفور حين لم يتحدث عن شقيقته الغاليه ... لتقول مسرعه
ايوه خلصت مش هتقولي فين !
هز رأسه وهو يقول
لا مش هقولك بس مكان هيعجبك اوي ...
هزت رأسها بموافقه و هي تقول متأمله ملامحه
مش مهم اي مكان معاك وفي جنه ياتيم !!
انتقلت الابتسام إليه ثم لملم
أغراضه
متجها إلي السهره !!!
وصلا معا إلي ذلك المطعم الراقي الفاخر !! إلتمعت أعين ندي من ذلك الجو الهادئ وابتسمت مستمتعه بتلك الأجواء الفريده من نوعهااا .. لا تصدق أن تيم جهز ليله خاصه بهم بدون شقيقته حيث كان لا يختار تلك الأماكن دون ذوقها الرفيع الراقي !!
لكنها بعيده عنه الآن و هو لهاا وحدها .. لتنطق فور جلوسها بهدوء
المطعم يجنن ياتيم ..
نظر لها بابتسامه محبه و أعينه تتفقد ملامحها الجميله الهادئه قائلا
ولسه اول مانخلص اكل مجهزلك سهره رائعة فعلا ..
تعرف ياتيم عمري ما كنت مبسوطه زي دلوقت ... انت كنت حلمي الوحيد وهفضل لآخر يوم مش عايزه غيرك ...
قائلا بصوت خافض
انا مبعرفش اتكلم زيك كده ... و بعدين بلاش الطريقه دي ونتفاهم بعدين ...
ارتفعت ضحكاتها الرقيقه و ترفع إحدي حاجبيها قائلا
وانا موافقه .. مفيش حاجه اهم عندي !!
رفع حاجبه مبتسما لحظات ثم وقف يشير إلي النادل وهي مندهشه.. كلمات بالفرنسيه التي يجيدها .. ثم اتجه إلي الفندق و ضحكاتها السعيده وهي تكتشف اشياء جديدة بزوجها .......
و ذهب إلي عالم آخر .. عالم خيالي لم تره من سابق
تيم هو ايام و أعواما و أعوام ... ناسيه من بدايه الطريق ... !!!!
أصبحت تخاف الايام .. مرت أيام و هي لا تعلم متي رحله العوده ! ألا يكفيه ثلاثه أسابيع ألم يمل من سماع بكائها !! .. وهي تسعى الي الطريق ..
نظرت إلي المرآه الصغيره بالمطبخ و بالطبع لم تكن منذ قليل .. و اختراع الأسباب رغم خۏفها منه !!
أدركت لكن ماذا تفعل !! ماذا أن تفعل و الجميع مقتنع ...
ما هو احنا لو مش سرحانين يابيبي ... مش هيحصل كده اشرب إيه دلوقت !! مش كفايه مبتعرفيش تعملي أكل .. كمان القهوه بتبوظيها !!
.. .. لقد فهمت ذلك بعد فتره من معاملته .. فقط دموعها .. سالت بصمت و هي تحاول كتم الحزن لكنه غاضبا
انا اتكلم وميتردش عليا ليه
اااسفه .. اسفه .... هعمل غيرهااا !!
و أعينها تذرف دموع تستجدي رحمه !!
لا لا بلاش الدموع دي .. مش احنا اتفقنا !!
نظرت إلي عينيه و هي تبكي و تخشي أن تصمت ولكن بكلمه
مقصدش !!
في التو و الحال .. لقد أصبحت فتره غريبه .. لكن لا وألف لا !!! ماهي سوي ابنه اغرب رجل بالعالم
وهو پغضب صارخا بها بلا مبرر...
مش عايز اشوفك امشي
وهي مسرعه من أمامه و هي تحمد ربها ككل يوم .. بل و كل لحظه .....
تنظر الي الشرفه علي الشاطئ البديع الذي ابهرها منذ أول لحظه لها هنا !! وقفت بصمت تنظر .. هاتفهاا !!
ذلك الهاتف الذي احتفظ به منذ آتيا إلي هنا .. !!! مرت أسابيع و هي لا تحادث أخيها !! و هو يخبرها أنه لا يتصل بها ابداا .. لكنها علي يقين أنه غير صادق وأخيها يسال و بدون أسباب ..
أسرعت تفتح الباب بمواربه تتفقد أين هو !! لتسمع صوت المياه .. و بهدوء إلي هاتفها من الفهد و ليحدث ما يحدث بعدها !!
ولكن التوتر و الأجواء التي تعايشها و بأي لحظه.. لتتأكد ....انه بعيد للغااايه... لأول مره تعرف الكره منه ...
و استمعت إلي صوت صديقتها بهدوء ..
أسيف !!
حاولت السيطره علي تلك الشهقات المصحوبه ببكائها .. لتقول ندي مندهشه ..
أنت بټعيطي ياأسيف !
لم تستطع السيطره علي نفسها و راحت تجهش بالبكاء بصوت و هي تشعر أن نجدتها اقتربت لتقول من بين شهقاتها
ندي .. تيم فين !! مردش ليه !!
عقدت ندي حاجبيها باندهاش و قالت بنفاذ صبر من فضولها
تيم في المرحاض فيه ايه ياأسيف !!
شعرت الأخري بنفاذ صبرها و خشت أن تغلق .. لتقول مسرعه و من إغلاق شقيقته بوجهها قبل الوصول لمنقذهاا
ندي قولي لتيم اننا في جزر البريطانيه !!! خليه يجي ياخدني يااندي !!
أتسعت أعين الأخري من ذلك المكان و لكن ارتفع ڠضبها ونظرت الي السماء من تلك الفتاه التي تريد شقيقها بعطله زواجهااا .. لتسمع همس أسيف تقول
ندي هاتي تيم انا خاېفه اخو...
سكتت حين استمعت إلي الأخري تردف برفض و صرامه
لا !!
أتسعت أعينها پصدمه من رفضها لتكمل الأخري وهي تنهي علي ما تبقي من أمل لدي تلك
بطلي شغل العيال ده أنت اختارتي بلاش أنانيه واخوكي مش فاضي !!
ماذااا... !! فرغت فاهها وهي تسمع إلي صوت اغلق الاتصال بينهم... !!!!
هل تحادث صديقتها !! من فعلت ذلك لأجلهاااا ماذا !!!!
و أصبحت لديها أمنيه واحده فقط ... ألا تعود إلي ذلك العالم ابدااا
الفصل السادس خذلان !
وقفت ندي و هي تعقد حاجبيها پغضب كيف لتلك أن تتكلم هكذا
! من الواضح أنها لم تتعلم طباع أخيها .. هل كانت تظن أنها سوف تظل بحياتها الورديه البريئه !!
ابتسمت و هي تزيل مكالمتها من هاتف تيم و هي تكلم نفسها
كل واحد عارف اختياره و أنا ما صدقت .. أسفه ياأسيف ..
ثم الهاتف بمحله متجه إلي الشرفه و بهاتفها و هي تحاول أن تفهم من أخيها .. لحظات ليصلها صوته الهادئ الرزين متسائلا بهدوء
عامله ايه ياحبيبتي !
ابتسمت و هي تجيبه بأعين قلقه
أنا تمام ياحبيبي ... أنت اللي عملت ايه فهمن !!
وصلها صوته الهادئ و لازال يحتفظ بنبرته الهادئه يهتف باستنكار
أنا !!! وأنا عملت ايه متجوز وبقضي شهر العسل ...
ثم تابع
زيك كده .. مش أنت مبسوطه برضه ياندي !!
ابتسمت علي الفور تقول
أكيد مبسوطه يافهد مبسوطه خلاص .. خصوصا إني بعمل زي مااتفقنا ... تيم مش هيوصل لأسيف دلوقت خاالص ...