الأحد 24 نوفمبر 2024

قصه قصير وجميله

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز


في ذلك المساء بعت القلادة بمبلغ لابأس به. واستأجرت غرفة في احد الفنادق المزرية حتى اجد منزلا مناسبا لي بعدها. ففكرة رجوعي إلى منزلنا مرفوضة البتة بداخل عقلي. فانا لا اريد ان اكون لعبة عرائس لوالدي مرة ثانية. يتحكم بها كما يريدها ان تكون. 
وكما توقعت. كانت الغرفة لاتليق ان يعيش فيها الجرذان. فما بالك بإنسان. الرائحة كريهة جدا . واغراضها كلها بالية و رثة. ولكن الجميل في الموضوع. ان مكان الفندق يقع في وسط غابة صغيرة. مليئة بالخضار ومجاري مياهها تنبع من بحيرات ووديان خلابة تعيد الروح من غربتها. 

في الغد اردت ان استنشق الهواء العليل. بعد ان ضاقت انفاسي طيلة الليل فذهبت لإستكشاف روعة المكان. توغلت قليلا في الغابة. حتى وصلت لبحيرة اردت ان اغسل بها اطرافي. وان كانت صالحة للشرب سأرتشف منها القليل. ولكن تفاجأت وتفاجأ هو نفسه بحد ذاته. بوجود شخص لم اتوقع ان اجده مرة بهذه السهولة والسرعة..
هذا أنت 
اهذه انت! 
سألته لحظتها كيف فر ثانية من كل ذلك الحرس فأجابني ببرود كعادته انه فعل ذلك بسهولة كسابقتها. كان ينظر إلى بعيد في الفراغ وهو يسألني لما فتاة شابة مثلي تجول المكان بمفردها دون خوف.. فما كان ردي سوى إن كان قصده عن الحيوانات المفترسة فهي لاتخيفني قدر مايخيفني غدر الإنسان.. فتبسم الفتى وصمت قليلا. ثم اردف يقول انه يظهر علي انني عشت حياة قاسېة حتى تنحى الخۏف من قلبي.. وصمتي حينها كان ردا صريحا عن إستعلامه وتكهناته.. فتمم بكلامه المبهم.. بأننا نعيش ڠصبا عنا عما نحلم به ونتمناه. وكأننا نساق لنيل رضا غيرنا. وانفسنا تنتظر حتى ترى منا متى سنلتفت إليها كي نرضيها.. ونخاف ان نصارحها انه الوقت فات على ذلك. 
فاستغربت كيف للص ان يقول كلاما عميقا كهذا. وهدوئه ورزانته شككتني ان يكون كذلك. 
فطلب مني ان احدثه عني نفسي. وماقصتي بالضبط. وكأنه فتح لي بابا واسعا كي ادخل منه وألتجيء لشخص اخيرا حتى وان كان غريبا يسألني فقط عن نفسي. 
مرت ايام وايام ولم يتوان الفتى قط ولو ليوم كي يقدم للفندق ويسأل عن احوالي واوضاعي. بعد ماقصصت له عن كل حكايتي.. وإهتمامه بي بعد ذلك لم افهمها منه هل هي شفقة وإستعطاف ام انه شعر بشيء نحوي كما فعلت انا. 
حتى ذات يوم دق الباب على غرفتي. وعند فتحه قدم لي صاحب الفندق مفتاح كبير موضوع على صينية نحاس بها رسالة. وانحنى لي كي ألتقطها منه وهو يقول.. 
سيدتي الفندق اصبح ملكا لك من الان وصاعدا.. ضننتها مزحة منه في تلك الاثناء حتى اثبت لي العكس بعقد الملكية المكتوب على كنيتي وإسمي. 
صعقټ لحظتها وانا امسك بالرسالة ويداي لايكادان ان يفتحاها لأقرأ محتواها. 
هي حقيقة صدقي ذلك عزيزتي. الفندق اصبح من الان ملكا لك. وسيرمم من الغد حتى يكون وضعه احسن من ذلك. قومي بترتيبه وتزيينه على طريقتك. ضفي لمستك الانيقة عليه. وبعدها قومي بإستظافة إلا الاشخاص المناسبة للمكان الجديد . 
اما عن تهمتك لي باللصوصية فأنا لست كذلك. بل انا لص لبضع السويعات حتى امنحها
لنفسي فقط. فانا ياعزيزتي اكون في حقيقة الامر سوى إبن سلطان المدينة. إبنه الذي تمنى من قلبه ان يكون إنسانا حرا مثلك حتى ولو عاش ما عشته تماما. فهناك حياة صدقيني اسوء مما رأيتها بكثير في حياتك كلها. 
وفي الاخير. سأجيبك عن سؤالك الذي يدور في خوالجك.. نعم احببتك كما احببتني واكثر. ولكن هذه الفترة سأغيب فيها عنك. قد تطول او تقصر المدة. على حسب الظروف. تمني لي فقط من قلبك ان اعود بسلامة.. وداعا انتبهي على نفسك.. اللص الذي احبك بكل جوارحه.
ومنذ ذلك الوقت وانا انتظر ذاك اللص الذي سرق قلبي بدون رحمة كي يعيده إلى جسدي ولم يعد. فرغم المال الوفير الذي اصبحت اجنيه من الفندق. وعودة عائلتي للعيش معي. إلا انني مازلت افتقده. وافتقده بكل قوة مشاعري التي تطلبه بإلحاح شديد.
مبادرة_حكايات_كتاب

انت في الصفحة 2 من صفحتين