قصه قصير وجميله
انت في الصفحة 2 من صفحتين
في ذلك المساء بعت القلادة بمبلغ لابأس به. واستأجرت غرفة في احد الفنادق المزرية حتى اجد منزلا مناسبا لي بعدها. ففكرة رجوعي إلى منزلنا مرفوضة البتة بداخل عقلي. فانا لا اريد ان اكون لعبة عرائس لوالدي مرة ثانية. يتحكم بها كما يريدها ان تكون.
وكما توقعت. كانت الغرفة لاتليق ان يعيش فيها الجرذان. فما بالك بإنسان. الرائحة كريهة جدا . واغراضها كلها بالية و رثة. ولكن الجميل في الموضوع. ان مكان الفندق يقع في وسط غابة صغيرة. مليئة بالخضار ومجاري مياهها تنبع من بحيرات ووديان خلابة تعيد الروح من غربتها.
هذا أنت
سألته لحظتها كيف فر ثانية من كل ذلك الحرس فأجابني ببرود كعادته انه فعل ذلك بسهولة كسابقتها. كان ينظر إلى بعيد في الفراغ وهو يسألني لما فتاة شابة مثلي تجول المكان بمفردها دون خوف.. فما كان ردي سوى إن كان قصده عن الحيوانات المفترسة فهي لاتخيفني قدر مايخيفني غدر الإنسان.. فتبسم الفتى وصمت قليلا. ثم اردف يقول انه يظهر علي انني عشت حياة قاسېة حتى تنحى الخۏف من قلبي.. وصمتي حينها كان ردا صريحا عن إستعلامه وتكهناته.. فتمم بكلامه المبهم.. بأننا نعيش ڠصبا عنا عما نحلم به ونتمناه. وكأننا نساق لنيل رضا غيرنا. وانفسنا تنتظر حتى ترى منا متى سنلتفت إليها كي نرضيها.. ونخاف ان نصارحها انه الوقت فات على ذلك.
فطلب مني ان احدثه عني نفسي. وماقصتي بالضبط. وكأنه فتح لي بابا واسعا كي ادخل منه وألتجيء لشخص اخيرا حتى وان كان غريبا يسألني فقط عن نفسي.
مرت ايام وايام ولم يتوان الفتى قط ولو ليوم كي يقدم للفندق ويسأل عن احوالي واوضاعي. بعد ماقصصت له عن كل حكايتي.. وإهتمامه بي بعد ذلك لم افهمها منه هل هي شفقة وإستعطاف ام انه شعر بشيء نحوي كما فعلت انا.
سيدتي الفندق اصبح ملكا لك من الان وصاعدا.. ضننتها مزحة منه في تلك الاثناء حتى اثبت لي العكس بعقد الملكية المكتوب على كنيتي وإسمي.
صعقټ لحظتها وانا امسك بالرسالة ويداي لايكادان ان يفتحاها لأقرأ محتواها.
اما عن تهمتك لي باللصوصية فأنا لست كذلك. بل انا لص لبضع السويعات حتى امنحها
وفي الاخير. سأجيبك عن سؤالك الذي يدور في خوالجك.. نعم احببتك كما احببتني واكثر. ولكن هذه الفترة سأغيب فيها عنك. قد تطول او تقصر المدة. على حسب الظروف. تمني لي فقط من قلبك ان اعود بسلامة.. وداعا انتبهي على نفسك.. اللص الذي احبك بكل جوارحه.
ومنذ ذلك الوقت وانا انتظر ذاك اللص الذي سرق قلبي بدون رحمة كي يعيده إلى جسدي ولم يعد. فرغم المال الوفير الذي اصبحت اجنيه من الفندق. وعودة عائلتي للعيش معي. إلا انني مازلت افتقده. وافتقده بكل قوة مشاعري التي تطلبه بإلحاح شديد.
مبادرة_حكايات_كتاب