كارمن 29
انت في الصفحة 6 من 6 صفحات
انا دلوقتي ام وبربي ابني لوحدي.. يعني لازم اكون له الام والاب واقدر احميه واحافظ عليه وعلى فلوسي.
تحدثت وداد بقلق
بس هتقدري تشتغلي ازاي يا كارمن وتعملي مشروع وابنك لسه صغير ومحتاجك يا بنتي!
تحدثت كارمن بثقة
انا فكرت في المشروع خلاص يا عمتي.. انا هفتح مطعم وكافيه وهيكون فيه كيدز اريا للاطفال عشان اقدر اخد عمر معايا كل يوم وميحسش بملل هناك وفي نفس الوقت اقدر اتابع شغلي وابني قدام عيني.
ربنا يوفقك يا حبيبتي وان شاء الله يوسع عليكي ويباركلك في ابنك ويعوضك عن كل اللي فات.
ابتسمت كارمن وعانقت عمتها بسعادة وهي تشعر بالراحة بعد دعاء عمتها لها.
عادت كارمن الي القاهرة ومعها ابنها وقفت أمام باب شقتها وقامت بفتحه دلفت الي الداخل وهي تتذكر كل شئ حدث بالماضي تتذكر خطواتها الأولى إلى داخل هذا المنزل وهي فتاة صغيرة في سن التاسعة عشر.. اليوم اصبحت امرأة ناضجة في الثامنة والعشرون من عمرها ويمسك ابنها بيدها. تسعة اعوام وما مرت به خلالهم كان كافيا لتحويلها من فتاة صغيرة مدللة الي أمرأة ناضجة.
ايه رأيك في بيتنا يا عمر
نظر اليها ابنها وابتسم وركض يلهو ويلعب بداخل المنزل ابتسمت وهي تتابعه بعيناها وترى كم يشبه اباه في كل شئ. تنهدت بداخلها وهي تفكر بأصرار في العمل الجاد وإنشاء مشروعها الخاص والسعي وراء النجاح.
استطاعت كارمن تحقيق النجاح التي ارادت الوصول اليه خلال عامان من العمل الشاق اصبح مشروعها من اهم واشهر المطاعم والكافيهات ويميزه وجود كيدز اريا لكي يستمتعون الامهات والاباء برفقة ابنائهم..
اكثر من خمسة اعوام ونصف مرورا على طلاقها من رشيد.. صاحبة الثلاثون عاما الآن تدير مشروع ضخم وتتحمل مسؤولية تربية ابنها بمفردها. لم ترى رشيد منذ طلاقهما ومازالت تعتقد انه تزوج وسافر الي الخارج كما اخبرت والدته فراج منذ خمسة اعوام.
وقف خالد أمام سيارته ينتظر خروج رشيد من مطار القاهرة. خمسة اعوام لم تخطي قدميه ارض الوطن.
ظهر رشيد وهو يرتدي نظارة سوداء يخفي خلفها اشتياقه لوطنه وكل شئ فقده بهذا الوطن.
استقبله خالد بسعاده وعانقه بقوة
ابتسم رشيد وتحدث بهدوء
انت كمان وحشتني اوي يا خالد.. مصر كلها وحشتني.
تحدث خالد
واضح ان مصر وحشتك فعلا عشان كده سبتها خمس سنين ومكنتش ناوي ترجع تاني لولا شركة باباك اللي هنا والمشاكل اللي حصلت فيها مكنتش هترجع.
خلاص متزعلش انا قاعد معاك هنا اسبوع احل فيه مشاكل الشركة او اصفيها ونخلص من مشاكلها وارجع تاني.
صعد خالد بداخل السياره وتحدث بنبرة ساخرة
يااااه اسبوع بحاله.!
ابتسم رشيد وصعد بجواره
يدوب اسبوع لان عندي شغل كتير جدا هناك وبابا مبقاش يقدر يدير الشغل انت عارف.
تحدث خالد
عارف.. ربنا يعينك.
نظر رشيد من النافذه على الطريق وخالد يقود السيارة يطالبه قلبه ان يسأل خالد عن كارمن لم يتوقف عقله عن التفكير بها طوال الخمسة اعوام لكن كبرياءه يمنعه من نطق اسمها.