ورقة الحنا
السلطان ولا رفع عينه عنها يتابعها بنظراته وهي لا تلتفت إليه ولا إلى واحد غيره وعندما قنعت من الرقص خرجت تجري وداستني بحذائها فسقط منها ولم تأخذه وأخذه ابن السلطان وهو يقول إنه سيبحث عن صاحبته بنفسه وسيتزوجها.
تظاهرت وريقة الحنا بالحزن وتنهدت وهي تقول
ليتني جئت معكن لأتفرج عليها.
ضحكت خالتها من أمنيتها وأجابتها ساخرة
أجابته متلعثمة
ليس لها أخت.
لم يقتنع ابن السلطان بكلامها وراح يفتش البيت غرفة بعد غرفة وطلع إلى السطلح يبحث عنها فلما شعرت وريقة الحنا انه اقترب من الموفى اخرجت قدمها من عين الموفى إلى السطح فشاهده ابن السلطان فجلس يقيس عليه الحذاء فجاءت على مقاسه ففرح بذلك وأخرج وريقة الحنا من الموفى وأخذها إلى أبيها وقرر الزواج منها فوافق أبوها على ذلك وحددوا موعد الزفاف. إغتاظت أم كرام من اختيار ابن السلطان لوريقة الحنا زوجة له فقررت أن تزف له كرام بدلا منها فتهيأوا للزفاف وزين ابن السلطان قصره لإستقبال وريقة الحنا وتهيأت أم كرام لزفاف ابنتها فألبستها أحسن الملابس التي لديها وزينتها بأجمل الحلي وكلفت وريقة الحنا بطبخ اللحم واعداد الطعام للضيوف فقامت بذلك ولما حان أوان زفة كرام إلى بيت ابن السلطان همست العجوز الجنية لوريقة الحنا أن تذهب إلى كرام وتوصف لها أنواع وأصناف الطبخ وتطلب منها أن تطلع إلى المطبخ لتأكل حاجتها ووريقة الحنا ستجلس في مكانها ريثما تعود.
لو رأيت يا أختي على طبيخ معنا وعلى لحم وسط البرام والقصاوص 2 ستأكلي أصابعك وكم سأبقى حزينة لو رحت من البيت قبل أن تتذوقيه وتأكلي منه.
سال لعاب كرام وهفت نفسها للأكل لكنها قاعدة على أهبة الزفاف و المردو يغطي رأسها ومن المحتمل في أي لحظة يأتي المراوحة ليزفوها إلى بيت ابن السلطان فقالت لوريقة الحنا
إبتسمت لها وريقة الحنا وهي تقول لها
إذهبي إلى المطبخ وأكلي ما تشتهيه نفسك وأنا سأجلس بدلا عنك تحت المردو ريثما تعودين .. خلعت كرام المردو وألقته جانبا وجرت فرحة نحو المطبخ تبحث عن أواني اللحم وتفتش داخلها وتمد بيدها من إناء إلى آخر وهي تخرج أجزاء مما تحويه للتذوقه.
أما وريقة الحنا فقد حضرت لها العجوز الجنية وساعدتها على إرتداء أفخر الملابس والتزين بأجمل الحلي التي أحضرتها لها وجلست تحت المردو بدلا من كرام.
3 المردو هو الغطاء الذي يضع على رأس العروس ويغطي وجهها ويسمى في المدن الطرحة.
4 المراوحة الناس الموفدين من قبل العريس إلى بيت العروس لزفتها من بيتها إلى بيت العريس. أقبل المراوحة وأزفت لحظات خروج العروس من بيتها فاتجهت أم كرام نحو المردو لتودع ابنتها وأزاحت طرفه لتشاهد وجهها