الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

التاجر والصديق الحكيم

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز

فقال لهم إنه أبي وقد ماټ منذ زمن فقالوا إن أباك كان يتاجر بالجواهر والمرجان والأحجار النفيسة وله عندنا قطع نفيسة من الياقوت والمرجان كان قد تركها عندنا أمانة فأخرجوا كيسا كبيرا قد ملئ مرجانا فدفعوه اليه ورحلوا عنه والدهشة لا تفارقه وهو لا يصدق ما يرى ويسمع لكنه تساءل أين اليوم من يشتري مني المرجان ؟ فإن بيعه يحتاج الى أثرياء والناس في بلدته فقراء ليس فيهم من يملك ثمن قطعة واحدة ..
مضى الشاب في طريقه وبعد فترة من الوقت صادف امرأة كبيرة في السن عليها آثار الخير والبركة فأوقفته وسألته عن أحد يبيع الجواهر في البلدة فسألها أي الجواهر تريدين ..
فقالت له لا اريد نوعا بعينه ولكن طلبي هو أي نوع جميل الشكل له قيمة كبيرة وبأي ثمن ..
فعرض عليها الجواهر التي لديه وهو يأمل أن تعجب الجواهر والذهب هذه المرأة فسرت المرأة لهذه الجواهر واعجبتها وطلبت شرائها وأغدقت بالمال الكثير ..
فرجع الشاب مسرورا على وسادته يفكر ما الذي سيفعله بهذال المال الغفير فأقام محل الجواهر وتاجر فيها وأصبح من أغنياء القوم ولكن جاء وقت من الأوقات وتذكر صاحبه الذي نسيه وما وفى بحق الصداقة فأرسل له بيتين من الشعر جاء فيهما ..
صحبت قوما لئاما لا وفاء لهم .. يدعون بين الورى بالمكر والحيل
كانوا يجلونني مذ كنت رب غنى ..وحين أفلست عدوني من الجهل
فلما وصلت الأبيات لصديقه كتب على ورقة عنده ثلاثة أبيات يقول فيها :
أما الثلاثة قد وافوك من قبلي .. ولم تكن سببا الا من الحيل
أما من ابتاعت المرجان والدتي .. وأنت أخي بل منتهى املي
وما طردناك من بخل ومن قلل .. لكن عليك خشينا وقفة الخجل

انت في الصفحة 2 من صفحتين