السبت 23 نوفمبر 2024

روايه أبناء يعقوب (جميع الفصول كامله بقلم ولاء رفعت)

انت في الصفحة 6 من 18 صفحات

موقع أيام نيوز

حالة صدمة تقسم بخالقها أن من كان يحدثها للتو كان شيطانا وليس ابنها!
ظلت جالسة في الغرفة من بعد الانتهاء من وجبة الغداء وذلك بعد أن أخبرت خالها برغبتها لإكمال تعليمها و الذهاب إلى الجامعة اكتفى بكلمة المباركة لها على مضض وبعدم اكتراث إلى الأمر مما جعلها تشعر بالحزن بدلا من الفرح.
محمود!
حدق إليها بنظرة ساخرة يشوبها نظرات أخرى تعلم إلى ماذا ستنتهي مجيبا
فيه إيه مالك أتخضيتي كدة ليه دا أنا كنت بقولك مبروك.
ابتعدت إلى الوراء قليلا ونظرت إليه پغضب تنهره
مش هتبطل حركاتك الژبالة دي يا أخي!
أجاب وهو يجول ببصره على جسدها بنظرة ذئب جائع يريد التهام فريسته بضراوة.
تنكري إن الحركات دي كانت بتعجبك زمان ما هي لو مش على هواكي كان زمانك قولتي لأبويا.
نظرت إليه بازدراء ولن تنسى هذا اليوم التي ذهبت لتخبر زوجة خالها عما يفعله بها ابنها فوجدتها توبخها و تقوم بټهديدها إذا تفوهت بهذا الهراء إلى خالها وذلك بإخبار خالها أنها هي من تراود ولدها عن نفسه وأنها تدخل إلي داخل غرفته من دون علمهم حولتها هذه المرأة التي يرفع إليها إبليس القبعة من
دور الضحېة إلى الجاني وكم من مرة ترى خالها يذعن إلى أوامر زوجته أو ربما يخشى من إغضابها فمن المؤكد
إذا أخبرته عن أفعال ولده الدنيئة سوف يخذلها لذا قررت الدفاع عن نفسها وأن تأخذ بثأرها من كل من يقترب منها.
أجابت على اتهامه الوضيع لها
ومين قالك إن أنا كنت ساكتة عشان اللي بتعمله كان على هوايا بص فى إيدك وأنت هتعرف.
رفع وجهه وحدق إليها پغضب وقال
طيب المرة اللي فاتت ماكنش فيه حد في البيت وقدرتي تجري منى لكن دلوقتي أي حركة هتصحي أبويا وأمي و منظرك هيبقى وحش لما كمان أقولهم إنك انتي اللي جيتي صحتينى.
أقسم
بالله لو قربت مني لأقتلك المرة دي.
تراجع بضع خطوات إلى الخلف رافعا يديه في وضع الدفاع وظهر الخۏف على ملامحه.
جامعة إيه اللي البرنسيسة بنت أختك عايزة تروحها احنا ناقصين ۏجع قلب ومصاريف مش تحمد ربنا إنك ربتها وكبرتها وعلمتها لحد ما خلصت المعهد
نهاها زوجها عن ما تتفوه به
أخرسي يا وليه ووطي حسك للبنت تسمعك ولا عايزة تعملي معاها زي ما عملتي مع أمها زمان لحد ما طفشت من كلامك يا مفترية.
شهقت باعتراض قائلة
نعم! هو أنا ضړبت أختك على إيدها ولا طردتها هي اللي ما صدقت تمشي ورجعت على ليبيا تاني لما عرفت إن جوزها طلق الست الخواجاية داست على كرامتها ورجعت له لا وكمان راحت تخلف منه ورجع لعادته تاني يضرب فيها لحد ما جاب لها اكتئاب واڼتحرت.
لم تتحمل سماع أكثر من ذلك وضعت يدها على فمها لتمنع صوت شهقاتها وهي تبكي عادت إلى الغرفة وتمددت على الفراش ثم تدثرت بالغطاء بعدما شعرت بالقشعريرة وبالبرد الذي أصاب أطرافها.
أتى صباح يوم جديد وهنا في منزل عائلة الراوي يتجمعون حول المائدة لتناول وجبة الإفطار يترأس يعقوب المائدة وعلى يمينه زوجته وبجوارها ابنتها الشاردة في الصحن الذي أمامها بينما على يساره يجلس يوسف و يتناول طعامه في صمت.
سأل يعقوب زوجته
هو المحروس ابنك لسه نايم لحد دلوقتي
أجابت بسأم من ولدها العاق هذا
ما أنت عارف بينام متأخر ويصحى الضهر.
انتهى من تناول الطعام نفض يديه ثم قال
الحمد لله.
وأردف قائلا
لما تخلص فطار جهز نفسك عشان هتيجي تقف في المحل.
أومأ إليه ابنه بطاعة
حاضر يا بابا.
نظر يعقوب نحو كرسي ابنه الأخر ليجده شاغرا نظر فى ساعة يده وقال
ابنك بقى عنده تلاتين سنة ولا أتجوز ولا بيعمل حاجة غير إنه مقضيها مع أصحابه وابن خالته الصايع الفاشل.
أهو عندك جوا أدخل صحيه وقوله الكلام دا ويا ريته زي ابن خالته على الأقل عنده محل موبايلات و شغال زى الفل.
قالتها راوية بينما ابنتها انتبهت عندما جاء كلا من والدها ووالدتها بذكر من تحب نهضت و قالت
الحمد لله
كادت تذهب فأوقفها والدها
استني هنا اقعدي.
جلست ونظرت إليه بتوتر فسألته بتوجس
فيه حاجة يا بابا
حدق إليها بنظرة زادت من توترها فسألها
إيه حكايتك انتي كمان كل ما يجي لك عريس ترفضيه من غير ما حتى تقعدي معاه كانت حجتك الأول الدراسة والمعهد دلوقتي بقالك سنتين مخلصة.
ابتلعت ريقها ثم أجابت
مش شايفة حد فيهم مناسب ليا.
نظر إليها بامتعاض وسألها بسخرية
لما مهندس ودكتور ومحاسب مفيش حد فيهم مناسب ليكي أمال إيه اللي يناسبك يا أستاذة رقية
ترددت في إجابتها لأنها تعلم أن ما سوف تتفوه به سيثير ڠضب والدها وبعد صمت دام لثوان قالت
أنا مش عايزة جواز صالونات مش مقتنعة بيه خالص.
عقد ما بين حاجبيه وتمعن فيما قالت فتدخلت والدتها بتهكم
قصدها يعنى يا حاج إنها عايزة واحد يكون بيحبها وبتحبه من الأخر يكونوا بيحبوا بعض.
صاح يعقوب پغضب
مفيش المسخرة والكلام الفارغ دا الحب بيجى بعد الجواز.
فقالت باندفاع
اشمعنا حضرتك أتجوزت أم يوسف الله يرحمها على ماما بالتأكيد عشان كنت بتحبها قبل ما تتجوزها.
حدقت إليها والدتها بنظرة ڼارية ثم قالت
أنا هروح أصب الشاي.
أراد يوسف أن يهدأ من الأجواء المشټعلة فتدخل قائلا
معلش يا بابا رقية بالتأكيد مش قصدها حاجة من اللي حضرتك فهمته هى زي أي بنت عايزة اللى تتجوزه تكون مقتنعة بيه أو فيه إعجاب متبادل.
نهض والده وكأن
الحوار الذي دار للتو لم يكن فقال
سيبك منها أنا فاهم اللى فى دماغها لأنه لو طلع إحساسي
صح هيبقى على چثتي إن ده يحصل.
ثم نظر إليها بحدة وتحد يخبرها أن زواجها من ابن خالتها من المستحيل أن يوافق عليه.
وفي منزل عرفة كانت الأجواء ملبدة بالغيوم وكأن هناك عاصفة قادمة يتجمعون حول المائدة سأل زوجته
فين محمود
ابتلعت ما بفمها وأجابت
راح شغله من بدري.
لاحظ غياب مريم فسأل ابنته
مريم ما جتش تفطر ليه
وقبل أن تجيب خرجت مريم من الغرفة متجهة نحو خالها مرتدية ثوب محتشم وتطلق خصلاتها على ظهرها تمسك حقيبة يد وقفت في مقابل المائدة فسألها
لابسة كدا ورايحة على فين
أجابت بجدية وإصرار
أنا نازلة أدور على شغل.
ظهر على ملامحه الدهشة فسألها بتعجب
شغل! هو أنا قصرت معاكي فى حاجة يا مريم
هزت رأسها بالنفي
وقالت
لا يا خالو بس أنا عايزة أشتغل عشان مصاريف الكلية هتبقى كتير وكفاية عليك اللي عملته معايا من وقت ما أخدتني عندك وربتني.
تبادل النظر مع زوجته رمقها
بعتاب وتأكد أن حديثهما وصل إلى ابنة شقيقته عليه أن يصلح ما أفسدته زوجته حتى لا يخسر الأخرى كما خسر شقيقته للأبد تنهد وألتفت إلى مريم قائلا
ليه بتقولي كدا يا بنتي أنا زى باباكي وواجب علي أكبرك وأعلمك لحد ما أسلمك لعريسك والشقة دى ليكي فيها ورث أمك الله يرحمها.
لا تريد أن تخوض مناقشة قد برمت أمرها من قبل
أنا طلبي واضح جدا كل اللي أنا طلباه عايزة أشتغل وأظن أنا خلاص ما بقتش صغيرة وما تقلقش علي أنا بعرف أحافظ على نفسي قوي من أي حد يسمح لنفسه يتطاول علي أو حتى يجى جمبي.
نظرت إلى هويدا التي تهربت من النظر إليها فقالت هويدا
وماله يا حبيبتي الشغل مش عيب سيبها يا عرفة تعمل اللي يريحها مريم جدعة وشاطرة.
عقبت أمنية بعد ما جال في ذهنها فكرة لتتمكن من رؤية من يسلب قلبها
آه صح يا بابا مش الحاج يعقوب عنده كذا فرع وبالتأكيد بيبقى عايز بنات تشتغل عنده ما تقوله على مريم وأنا كمان وأنا واثقة إنه مش هيرفض لحضرتك طلب.
عقب والدها على حديثها
الحاج يعقوب ما بيشغلش عنده بنات والسبب إنه مش عايز مشكلات خصوصا إن جاسر ابنه ما بيسبش أي واحدة بتيجى تشتغل عندهم في حالها.
علقت والدتها على طلبها بامتعاض
شغل إيه يا بت اللي عايزة تنزليه دا وإن شاء الله لما انتي ومريم تنزلوا الشغل مين اللي هيساعدني فى شغل البيت ولا أنا الخدامة اللي جابها لكم أبوكي.
امتعضت ملامحها بحزن فقال لها والدها
أمك عندها حق يا أمنية كفاية واحدة فيكم تشتغل.
الټفت إلى مريم ونهض ليردف
وانتي يا مريم معلش ادخلي غيري هدومك وأنا النهاردة بإذن الله هكلم الحاج عليكي ما تقلقيش أهو على الأقل هتبقي قدام عيني.
عمال تلف وتدور في الكلام ليه يا عرفة كلم مريم وخليها تيجي أنا هلاقي فين حد شاطر زيها و أمين يمسك الحسابات عندي
كان حديث يعقوب قد أثلج صدر عرفة الذي شعر بالفرح فسأله ليتأكد
يعني يا حاج انت موافق تشتغل عندك بجد 
ضحك من بطء استيعاب عرفة وقال
مالك يا عرفة دا أنت بتسمع أحسن مني ما أنا لسه قايلك هاتها تشتغل تمسك حسابات المحل وأهي فرصة يوسف موجود يفهمها الشغل ماشي ازاي.
ربنا يبارك لنا فيك يا حاج يعقوب وتفرح بيهم وهما عرسان وتشوف أحفادك يا رب.
عقب يعقوب بسرور
يا رب
وكان يحدق نحو ابنه بنظرة تخفي أمرا يريد حدوثه منذ سنوات وها قد جاء الآن الوقت المناسب.
6
تمر الأيام بالفرح والحزن قلوب تعلقت وقلوب يجافيها النوم وهناك قلوب قد نما بداخلها الحب وبدأ يترعرع وتلك الكلمات الأخيرة وصفا كافيا لحالة مريم التي انجذبت إلى يوسف رغما عنها وكذلك هو لكن كليهما يحتفظ بهذا الحب سرا داخل قلبه.
وصلت اليوم باكرا حيث لا يوجد سوى خالها والعمال كان العمال يقومون بترتيب البضائع حتى يفرغون مكان للبضائع الجديدة التي ذهب يعقوب وابنه يوسف لجلبها من ميناء بورسعيد.
جلست تتابع عملها على الحاسوب كما تفعل كل يوم تنظر في الشاشة بتركيز حتى لا تخطئ في تسجيل الحسابات إذا بها تنتفض حيث وجدت يد وضعت فوق يدها التفتت برأسها ونظرت إلى صاحب اليد ذات القبضة القوية.
أستاذ جاسر لو سمحت ألتزم حدودك.
أخذ يضحك حتى توقف عن الضحك وقال
حلوة قوي أستاذ جاسر منك وبعدين إيه ألتزم حدودك دي! انتي هنا بتشتغلي عندي وأي واحدة بتيجي تشتغل هنا بيبقى هدفها جاسر الراوي.
استطاعت إفلات يدها من تحت قبضته وعقبت على حديثه بتهكم
إيه كمية النرجسية اللي انت عايش فيها دي غير إن أصلا مش بشتغل عندك أنا اللي شغلني الحاج يعقوب اللي لما يرجع...
دنا منها وأحاطها بذراعيه على الكرسي حيث يستند بكل يد على كل مسند مقاطعا إياها
إيه هتشتكي له وتقولي ابنك حط إيده على إيدي
حدقت إليه بازدراء وقالت
لا
هقوله ربي ابنك اللي واخد في نفسه مقلب وفاكر كل البنات
هتجنن عليه.
اقترب بوجهه من وجهها وهي تتراجع إلى الوراء كانت تخشى أن يقترف شيئا أحمق شعرت بأنفاسه
الحارة كالهواء في عز ظهيرة يوم في منتصف موسم الصيف
ما انتي لما هتقربي مني هتحبيني.
رمقت إليه بتحد قائلة
ده من عاشر المستحيلات وعلى فكرة أنا مرتبطة.
سألها مبتسما بتهكم
مرتبطة بأخويا يوسف
أجفلها
بهذا السؤال وكانت نظراته تترقب إجابتها على أحر من الجمر وعيناه تشتعلان من الحقد و الڠضب صاح بها
ما

انت في الصفحة 6 من 18 صفحات