الإثنين 25 نوفمبر 2024

روايه بين الحقيقه والسراب جميع الفصول بقلم فاطيمه يوسف

انت في الصفحة 23 من 70 صفحات

موقع أيام نيوز


إللي أكتر تصميماتها قايمة علي ريما ستور ټنهار ! ... جملة تعجبية نطقتها بناء علي استغرابها الشديد لحالة صاحبه التصميم الغريبة التي لم تري مثلها من قبل .
تنهد مالك بثقل حينما ذكرته بالذي لم ينساه من الأصل فهو خائڤ جدا من تلك النقطة بالتحديد 
ويحاول دائما بالبحث عن ماركة تشبه ماركة ريما ستور لكنه بالطبع لم يجد ولم يسعفه الحظ إلي الأن في تلك المسألة بالتحديد 

وفي كل مرة ينفض تلك الفكرة عن باله معللا بأن الخالق الذي رزقهم لن ينساهم ولن يضرهم أبدا 
وتابع حديثه
معها مرددا باقتناع 
والله أنا لحد أخر نفس في عمري هفضل وراها لحد ما توافق لازم الواحد لما يلاقي مجتهد وشاطر في شغله يتمسك بيه وميسيبهوش وعلشان كدة هفضل أسعي لحد ما تلين .
ثم تابعا حديثهما عن عرض الأزياء الذي سيقام بعد أسبوع بمناقشة تنم عن مدي اهتمامهم الشديد بذلك العرض 
وأعطته بطاقة دعوية لذلك الحفل ودعته للحضور وأخذت منه موعدا أخر لكي يتبادلوا التصميمات وإكمال بقية أعمالهم وكل منهما معجبا بنمطية تفكير الأخر ونجاحه.
في منزل باهر الجمال حيث تنصب المحكمة التي أعدوها لتلك المسكينة التي لاحول لها ولا قوة مسنين سيوفهم عليها بدون رحمة لقلبها المټألم علي فراق زوجها الحبيب 
كادت هند أن ټموت ړعبا من حديث ريم ولكن أثلج صدرها رد تلك العبير بقسۏة 
أيون قولي أي كلام علشان تشوشي علي عملتك السودا وتطلعي نفسك الملاك البرئ إللي مبيغلطش وإنتي السبب في مۏت ابني وقهرته 
واسترسلت وهي تبكي دموعا غزيرة انسدلت من مقلتيها مرددة بدعاء
منك لله وحسبي الله ونعم الوكيل فيكي 
عمري ماهسامحك ليوم الدين علي كسرتك لقلب ابني بقوتك وجبروتك .
فتحت ريم أعينها علي وسعهما واهتز جسدها منتفضا بهلع حينما سمعت دعاء أم زوجها الراحل عليها مرددة وهي تنزل تحت قدميها تطلب منها السماح عن ذنب لم ترتكبه 
والله العظيم يا أمي أنا عمري ماقهرت باهر ولا كنت مسببة له قلق ولا كنت بنكد عليه 
يعلم ربنا إني بحبه حب كبير وطول حياتي إللي عشتها معاه في البيت ده وأنا أتمني له الرضا 
وهو كمان عمره مازعلني كنا زي النسمة مع بعض 
بس بتحصل مشاكل زي مابيحصل مابين أي زوجين ويشاء القدر إن تحصل مشكلة في اليوم إللي ربنا كتب عليه الفراق ويروح لوجه رب كريم 
واسترسلت وهي تقف تواليهم ظهرها وتضع يدها علي فمها تكتم شهقاتها التي تعلوا شيئا فشيئا من شدة تأثرها هاتفه پذعر 
ليه بتعملوا فيا كدة ومصممين تشيلوني الذنب
ليه مصرين تخلوني أتعذب وأنهار علي فكرة إني السبب في مۏته وتدمروني أنا وولادي .
ثم اڼهارت في البكاء بطريقه تدمي لها القلوب ولكن مع هؤلاء القاسيه قلوبهم لم يجدي نفعا ولم يتاثروا ببكائها ولو ببنت شفه 
ثم استمعوا الى صوت تصفيق
زاهر اخيه مرددا باستهزاء على حاله تلك المسكينه 
برافوا برافو بتعرفي تمثلي كمان اهو علشان خاطر تصعبي علينا وإنتي في الحقيقه حيه كانت السبب في مۏت اخويا الوحيد 
واسترسل حديثه بوعيد وټهديد
شوفي بقى يا اللي كنتي مرات اخويا الله يرحمه اللي عدى على ۏفاته شهر ونص باقي لك من العده تلت اشهر اعملي حسابك بعد انتهاء العده المأذون هيجي وهينكتب كتابنا 
وعلى فكره ما عندكيش اي طريقه ترفضي بيها لانك مش هتخرجي من البيت ده واللي إنتي كان نفسك فيه عمره ما هيحصل وهخليكي تبطلي التصميم ده خالص اللي بسببه قهرتي اخويا وموتيه .
نزلت تلك الكلمات على هند كالصاعقة التي عصفت بمخالبها التي كانت تربيها لأجل تلك اللحظه وتحدثت بهجوم قبل أن تستوعب ريم مانزل علي سمعها 
كلام ايه اللي انت بتقوله ده يا ابو البنات يا جوزي ولا عامل لي اي اعتبار بتطلب ايديها وانا واقفه ولا همك اي حاجه اعمل حسابك وجودي في البيت ده كوم ووجود البت دي كوم ومش هيحصل طول ما انا عايشة على وش الدنيا .
نظر اليها زاهر نظره ارعبتها ولكنها لم توضح ذلك واجابها بوعيد 
انتي بالذات تخرسي ومش عايز اسمع صوتك تاني ده إنتي لسه حسابك تقيل معايا 
واسترسل حديثه بتقليل من شأنها 
اتفضلي اطلعي على فوق ليا كلام معاكي ومع ابوكي اللي هبعته يجي لي حالا علشان يبقى الكلام على نور اتفضلي.
قال كلمته الاخيره وهو يشير بكف يديه نحو الباب بصوت عالي مما جعلها تنتفض وتهرول الى الخارج على عجاله 
أما ريم استجمعت قواها وقامت من مكانها مرددة وهي تتجه نحو الباب بكلمتين فقط 
علي چثتي ده في أحلامكم المړيضة وعلى فكرة وقفتى قدامكم وتوسلى ليكم ودفاعى عن نفسى مش ضعف منى لاا ولا انى
خاېفة منكم 
واسترسلت توضيحها برأس مرفوعة
مش ريم المالكى اللي تسمح لحد أيا كان مين يؤمرها ويتحكم فيها أو يفرض عليها حاجة هى مش عايزاها 
ومن الآخر جواز منك مش هتجوز ولو اتهدت الدنيا فوق دماغى .
وكادت أن تخرج إلا أنه نزل علي مسامعها بكلمات متتالية جعلتها فتحت أعينها علي وسعها من الصدمة وعادت إلى الداخل مرة أخري هاتفا ذالك الزاهر ...
في منزل راندا المالكي في نفس تلك الليلة
كانت تصعد سيارة والدها متجهين إلي المطار 
فكانت تجاوره في المقعد الأمامي والدتها 
وفي المقعد الخلفي تجلس هي وأبنائها 
فتحدث جميل لأحفاده مرددا بحزن 
والله هتوحشوا جدكم ياحبايب جدوا طول الشهرين دول .
حزنت راندا لأجل فراق والديها كعادة كل سفر لزوجها كل عام مرددة بمواساة لحالها قبل أبيها 
والله يابابا أنا نفسي ولا أروح ولا أجي 
نفسي نكون كلنا مع بعض في مكان واحد ومتفرقناش الظروف أبدا بس هنعمل ايه أدي الله وأدي حكمته .
تنهد والدها بثقل من حديثها الدائم عند فراقها ككل مرة قائلا بنصح وإرشاد 
كل سنه اقول لك يا بنتي كفايه كده غربه على جوزك وخليه يرجع تكملوا بقيه حياتكم وتلحقوا حبه من شبابكم وإنتي مصره ان هو يفضل هناك مع انه كل مره بيجي فيها بيبقى ناوي انه ما يرجعش وانتي اللي تصممي ان هو يرجع 
واستطرد حديثه بإبانة 
انا ابوكي وافهم اكتر منك في الدنيا وبقول لك انما للصبر حدود الفلوس مش كل حاجه ووجود جوزك في وسطك انت وولادك بالدنيا واللي فيها واديكم اتربيتوا تربيه كويسه ونضيفه من غير ما اتغرب واسيبكم .
ابتسمت لحديث والدها الذي دائما باله مشغول عليها وعلى حالها وحزين على حياتها بالرغم من عدم شكواها من سفر زوجها ولو لمره واحده واجابته باطمئنان 
ما تقلقش علينا يا بابا انا وايهاب كويسين جدا مع بعض ومتفقين على حياتنا وهو عمره ما اشتكى من الغربة هو كمان زيي حابب يأمن مستقبل الولاد ده دايما بيقول لي وبيشفق عليا ان انا بتعب مع الاولاد وخلاص كلها كذا سنه ويرجع بعد ما نكون امنا مستقبل الولاد .
ابتسم ثم تنهد وتحدث عما يضيق بصدرها ومابات يؤرق روحها مؤخرا
جوزك لمح لي كذا مره اني نفسه يبقى في وسط ولاده وبيته من كذا سنه لكن شايف
انك كده مرتاحه وراضيه وقال لي طالما هي راضيه ومرتاحه انا مش عايز اكتر من كده معنى كلامه ده يا بنتي ان هو مش عارف يعيش في الغربه وعايز يجي وسط ولاده وبيته وإنتي اللي مش فارق معاكي عموما انا ياما نصحتك وبنصحك وهفضل انصحك كفايه كده من العمر بعزقه ولمي اللي باقي من حياتك وعيلتك وهاتي جوزك في ايدك وانتي راجعه العمر مش
مضمون يا بنتي كتييير كانوا زيه والغربة أخدت شبابهم وفي الأخر رجعوا بأمراض الدنيا ومتهنوش بالفلوس اللى اتغربوا علشانها.
انتفض قلبها لحديث والدها ولأول مره تشعر بمدى صحته ووعدته انها ستفكر جيدا في ذلك الموضوع في تلك المره بالتحديد ثم تحدثت والدتها الى احفادها مردده بدعوات 
خلي بالكم من والدتكم في المطار وخلي بالكم من نفسكم يا ولاد واول ما توصلوا طمنوني على طول علشان انا عارفه ان امكم اول ما تشوف ابوكم هتنسى اهلها وامها وابوها والدنيا واللي فيها .
ابتسموا جميعا على تلك السيدة التي لم تترك فرصة وتؤنب الجميع بتقصيرهم وردد مهاب بطمأنة لجدته 
ما تقلقيش يا تيته اول ما نوصل هتلاقي مني فيديو كول لينا كلنا وده وعد من مهاب الراجل اللي مش هيرجع فيه ابدا وانتي عارفه .
قال كلماته الأخيرة وهو يستعرض نفسه بشجاعه علي سبيل الدعابة مما أدخل في صدورهم جميعا الطمأنينة والسعادة 
فهو دائما يخلق الابتسامه لكل من حوله بفكاهته المقبولة والتي تخرج بتلقائية منه دون تصنع 
وأكملوا باقي حديثهم أثناء سيرانهم إلي المطار حتي وصلوا وهبطوا جميعا كل منهم يعرف مهمته 
بعد نصف ساعة من إنهاء الإجراءات ودعت راندا وأبنائها والديها بدموع كالعادة وصعدوا إلي الطائرة بقلب شغوف مستعدين للقاء الحبيب من العام للعام في مفاجأة منهم لذالك الأب الحنون والزوج الراقي 
بعد عدة ساعات وصلوا فيها إلي المكان المنشود وبالتحديد تحت مسكن والدهم صعدوا في هدوء تام لكي يفاجؤه فقد علمت راندا أنه بالبيت بذكاء منها عبر رسائل الواتساب 
دخلوا المنزل بقلب يأن لرؤية حبيبهم وصعدوا درجات السلم بحذر كي يعطوا للمفاجأة روعتها 
وعندما وصلوا إذا بهم يشاهدون أبيهم في حالة يرثي لها ناطقين پصدمة وهم يضعون أيديهم على أفواههم 
بابا !
10
في نسمات الليل حيث الناس نيام نلقي أناسا تتضرع إلي خالقها تببتغي عرض حسنة وأناسا أخري تلهو وتضيع في معصية الخالق عز وجل وأناسا بات همهم أن يستيقظوا مبكرا لأشغالهم الشاقه وشتان مابين ذالك وهؤلاء تبدوا الحياه صراع شديد بين الليل والنهار 
وفي ليلة من تلك الليالي حدث مالايحمد عقباه ولا يخطر
علي بال راندا وأبنائها حيث رأوا بأم أعينهم مشهدا زلزل كيانهم وقطع أرواحهم 
ومنذ أن رأوه وكأن الطير أكل رؤوسهم من شدة الصدمة 
فتحدثت سما باندهاش واستنكار مرددة لأبيها بعتاب محب أنكر من حبيبه فعلة شنعاء كتلك نزلت علي قلوبهم وأصابتها الرعشة جراء قلبهم البرئ 
ممكن تفهمنا يابابا ايه إللي بيحصل بالظبط هنا 
خرج ذاك السؤال من بين شفاها المرتعشة مما رأوا 
وأتبعها مهاب بسؤال آخر مرددا بتعجب لما وصل من رؤية ذالك المشهد إلي قلبه وتيقن أن الأيام القادمة ستمر عليهم حربا لا يفوز فيها أعتي الرجال
اتكلم يا بابا وفهمنا اللي إحنا شايفينه ده إيه ويارب مايطلع إللي في بالي 
كل ذلك و راندا وإيهاب كل منهم نظرته تختلف عن نظرة الأخر 
أما هو فكان ينظر لها مطأطأ بخذلان ولا يقوي علي مواجهتها وكان فقط ينظر إلي تشتت جسدها حائرة مصډومة غير مصدقة وتكاد تكذب أعينها وجسدها أصبح كالڼار المشټعلة التي تحمي في بدايتها ولم تنطلق شرارتها إلي الآن ولكنها ماإن تكونت لهيبها بفضل ماوضع فيها من عامل أقوي من البنزين حتي انطلقت مسرعة إليه قابضة بتلابيب قميصه وهي تهزه پعنف ودموعها انسدلت
 

22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 70 صفحات